عكاظ : الثلاثاء 06-03-1430هـ العدد : 2816
حضاراتنا العريقة ماذا قدم التعليم لها
لا نريد معلومة تخزين فوحدات التخزين متوفرة ولا حاجة لنا أن نجعل الفكر والعقل البشري وحدة تخزين. نريد معلومة تفتح آفاقا فكرية ومعرفية.هل يقارن مستوى التعليم بما ينفق عليه؟ وهل فعلا حقق الأهداف المنشودة؟ وبصراحة هل ممكن أن نجاري الغرب في حضارته حتى بعد عشرات السنين أو بالأحرى أن نخطو خطواته؟هل الحضارات مقصورة على التقنية والتكنولوجيا أم هناك حضارات أخرى قد اندثرت أو في طريقها لذلك؟ الكثير والكثير من الأسئلة تطرح دون إجابة أو من يفكر فيها، أما الآن فنحن على ثقة أن يكون هناك نظرة ثاقبة بقيادة معالي وزير التربية والتعليم حفظه الله وبشمولية للارتقاء بتعليم هذه البلاد بما يتناسب مع مكانتها السياسية والاقتصادية والدينية ونحن ابناؤه في الميدان نضم نظرتنا إلى نظرته وجهدنا إلى جهوده. ولعل ما كان يراه البعض وخاصة من المسؤولين عن ذلك من تطوير للأبنية والأثاث المدرسي وربما حداثته وعقد بعض الدورات التدريبية والتي قد لا تتجاوز بضع ساعات وكثرة التعاميم وبعض العقوبات وخاصة للمعلم وما يصاحبها من انعكاسات سلبيةـ إنه نهاية المطاف لحل هذه المشكلة. هذه الجهود جيدة ومشكورة من قبل القائمين عليها ولاشك أنها تسهم في بناء العملية التعليمية, ولكن الأمر أبعد من ذلك فنحن بحاجة إلى تغيير جذري في مناهجنا الدراسية كخطوة أولى لها أهميتها نطمح لهذا على يد معالي الوزير.إن المنهج الدراسي لم يعد يتناسب مع المتعلم فالانفتاح الاعلامي الهائل ووعي المجتمع أكثر بكثير من ما مضى وحداثة التقنية وتعدد استخداماتها الوعي الأسري وغير ذلك كثير, أعطى المعلم نقلة تعليمية وفكرية تفوق ما يتعلمه الطالب من المنهج وهذا له سلبياته وانعكاساته على كل من المعلم والمتعلم. فلا يجد المتعلم ما يناسب متطلباته التعليمية أو حتى ميوله ورغباته والتي ممكن أن يبدع فيها ناهيك عن ما يناسب نموه الفكري والعقلي ونشاطه الحركي.
إذا نتطلع أن يحوي المنهج معلومة تفتح آفاقا معرفية لدى المتعلم بعيدا عن جفاف المعلومة والحشو المعلوماتي الذي يجعل من هذا الفكر البشري وحدة تخزين. والتي قد تضم موسوعة علمية ولكن هل تفكر أو تعقل أو تبدع, فالهدف ليس باحتواء المعلومة ولكن بتوظيفها فكرا وعقلا وعملا.إن القرآن الكريم يدعو للتفكر والتدبر والتأمل وكثيرا ما نقرأ ما يشير للمعلومة ما لم تكن تشريعا أو خارجا عن إحادة الانسان وكقوله تعالى: لقوم يتفكرون.. يعقلون.. لأولي الأبصار.. الألباب.. يتدبرون.
وهنا تختلف درجة التفكير والتأمل من شخص لآخر وهذا ما يريده القرآن فهو تفكير مطلق على حسب قدرة الشخص بينما لو وجدت المعلومة التي أشار لها القرآن لكان تفكير مقيد وهذا ما نريد نهجه في تعليمنا.التفكير المطلق وليس المقيد ليس بالضرورة أن نجاري الغرب في حضاراته فالمشوار طويل والأمل شبه مفقود علما بأننا نعيش هذه الحضارة مثل ما يعيشونها فلا داعي للقلق، فلدينا حضاراتنا وثقافتنا والتي بنيت على أساس قوي فمن ينهض بها؟إنها حضارتنا الإسلامية التي رفعت من شأن هذه الأمة بالعزة والتمكين ووضع غيرهم. فهي مصدر عز وفخر لنا فماذا قدم لها تعليمنا ياترى.
دخيل عبدالله السعدي
تعليم مكة المكرمة