[صقر قريش]

عكاظ : الثلاثاء 06-03-1430هـ العدد : 2816
ليس الضرب هو الحل الأمثل
عبدالمجيد بن سليمان النجار
لسنوات قليلة مضت كانت معظم الأسر إن لم تكن أغلبها تتبع نظاما تربويا واضحا ومحددا، لم يكن مكتوبا في كتب أو مراجع أو يعلّم كما تعلم التربية اليوم من خلال النظريات العديدة، لدرجة أن الأبناء قد يكتسبونه بالمحاكاة والتقليد أي بدون توجيهات تحدد ما يجب عليهم فعله، برنامج يتبعه الأب في تربية أبنائه والأم في تربية بناتها دون اتفاق بينهما على هذا البرنامج، ولم يكن هناك أيضا مجال للخلاف بينهما بسبب اختلافهما في المعاملة، فالكلمة الأولى والأخيرة للأب، وفي هذه الأيام إن وجد نظام للتربية فإنه مصدر خلاف بين الأب والأم -هذا إن وجد- ولكن الملاحظ أننا في تربية أبنائنا هذه الأيام نتأثر كثيرا بحالات أمزجتنا حيث يترك الأبناء على أهوائهم وحرياتهم ورغباتهم، وتظهر التربية فقط عندما تصطدم رغباتهم وحرياتهم برغباتنا وحرياتنا وأهوائنا التي يحكمها المزاج فتجدنا نثور لأتفه الأسباب ونوجه لهم أسوأ أنواع السباب والشتائم وأشد أنواع الضرب، وفيما عدا ذلك يترك الأبناء في خضم الحياة ولهيبها، تجدهم في الأسرة الواحد مختلفين في كل شيء، شخصيات متضادة، الاختلاف هو العامل المشترك بينهم، شخصيات أسفنجية تشربت بمفاهيم وقيم وعادات من مشارب مختلفة، شخصيات هشة جوفاء فارغة محطمة، تحطمت فيهم كل قيم السمو وتقدير الذات، والاحترام للقيم وللعمل وللغير، وأصبحوا صيدا سهلا للعابثين، قنابل موقوتة، قابلين للاشتعال في أي وقت، ليس لهم وسط هذا الظلام الدامس إلا ضوء باهت يبعدهم عن الاصطدام بصخور رغبات آبائهم وأمهاتهم حتى يأمنوا العقاب، والشتم، والضرب، ويبعدهم عن المنطقة المحرمة، لأن دخولهم لها يعني تعرضهم لأشد أنواع العقاب والضرب، إلى أن يشب ويصبح قادرا على الدفاع عن نفسه، ويتأكد أبوه، وتتأكد أمه أنه من الأسلم لهم ألا يستخدموا الضرب مع أبنائهم في هذه المرحلة، هذا إن لم يكن لهم حاجة في أنفسهم، أو يكن لديهم رغبة شديدة في أن يتردد عليهم الزوار في المستشفى، فإن الضرب هو الأسلوب الأسهل والفعال معهم في فترة الطفولة فقط