عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقالات التربوية في الصحف ليوم الاربعاء 7/3

صحيفة اليوم: الأربعاء 1430-03-07هـ العدد:13046
من ثمرات التغيير
عزيزي رئيس التحرير
التغيير سنّةٌ من سنن الكون، فلا يبقى حال أبدا، على ما هو عليه ونحن نعيش حراكاً في التغيير بمناسبة القرارات الملكية التي جاءت نتيجة قراءة الواقع المعاش ومتطلبات المتغيرات على كافة الأصعدة، وظروفها السياسية والاقتصادية، وتحديداتها المحلية منها والخارجية. والملاحظ أن القرارات الأخيرة طالت قطاعات ذات مفاصل أساسية في التنمية والخدمات للمواطن والتي سوف تنعكس على الوطن بالأخير، ومنها قطاع القيادة في وزارة التربية والتعليم حيث يعتبر التعليم من أهم المجالات. ففي كل دولة نجد التغيير والتجديد المستمر به، لا لأجل التغيير، ولكن لأهمية هذا المجال ولدوره الحيوي في صناعة قادة الأمم وصانعي المستقبل .قديما كان الاسم الذي تحمله مؤسسة التعليم هو ( وزارة المعارف ) ، ولم يكن الاسم مصادفةً بل كان مطابقا لدورها الحقيقي وهي تقديم المعارف والعلوم لطلاب المراحل التعليمية الثلاث، وكان حيز التعليم يأخذ منها أكثر من 70% من مسؤولياتها ، وما تبقى تقع مسؤوليته على الأسرة ، والعكس صحيح لدورها في التربية.ومنذ أن تغير الاسم إلى ( وزارة التربية والتعليم ) تغيرت المسؤولية بتغير ذلك الاسم وأخذت الوزارة على عاتقها مسؤولية المشاركة في المهمَّتين بقوة، ولكن مع المتغيرات على مستوى المجتمع والثورة المعرفية والانفتاح الإعلامي والذي لم يقتصر دور مزود المعرفة على الوزارة وحدها، فالشبكة العنكبوتية، والقنوات الفضائية يتدفق منها كم لا يستهان به من تلك المعلومات والمعارف. وعلى هذا الوقع بدأَ دور الأسرة ينحسر تدريجيا، في ظل مزاحمة تلك الآلتين الهائلتين؛ مما ضاعف من مسؤوليات الوزارة من اخذ دور الريادة في تهذيب تلك المعلومات والمعارف قبل أن تصل لأبنائنا وبناتنا ، من اجل الاسهام بالمحافظة عليهم ، ومدهم بسلاح العلم والمعرفة الحقيقية، والمحافظة عليهم من تيارات قد تجلب علينا ويلات الأذى الذي يضعف من مخرجاتنا التعليمية . وفي ظل استمرار المشكلات الأساسية للتربية والتعليم (فالمعلم والمنهج والتجهيزات المدرسية) ، والتي تصب كلها في منتج الوزارة وهو الطالب، جعل الأمر ليس بالمسؤولية الهيّنة على كل من يعتلي هرم الوزارة، ورغم تعاقب قيادات كثيرة عليها إلا أن تلك المشكلات مازالت تراوح مكانها ، فلم يكن التغيير بها ما يجعلنا أننا نقول ولو لواحدة من تلك المشكلات أنها قد أصبحت من الماضي .ومن المحقق أن القيادة الجديدة للوزارة وهي تتسنّم المسؤولية ، لم يغب عن بالها كل تلك المشكلات.ولكن أتمنى أن يكون العمل في جهة الاستكمال والبناء، فما تم في الماضي، لم يكن مجمله خاطئا، ولم يكن كله صحيحا أيضا. فهناك مشاريع تحضر شواهدها ونتلمس فوائدها على الصعيد التربوي، ولكنها تحتاج إلى تقييم، ووقفة جادة لحل كل العقبات التي تواجهها. لذا نأمل أن يكون القادم لها هو التتقيم والتقويم، لا الإيقاف والإلغاء ، حتى لا تضيع المجهودات والأموال سدى.ـ لا شكّ أن المعلم هو محور العمل، فهو الذراع الذي ينفذ من خلاله كل المشاريع التربوية والتعليمية، ولكن لا نقصد بالمعلم من يحمل القلم والمسطرة ويعطي شرحا للمنهج داخل غرفة الصف، فهو يعاني من نقص في التدريب، والتأهيل، والإنصاف أيضا. وللأسف فإن تأهيل المعلم الجامعي، لا يصل إلى مستوى تطلعات الوزارة والمجتمع، فهو قليل الخبرة العملية أو العملية في أساليب ووسائل التعليم ، فما يحصل عليه بالمرحلة الجامعية ، ما زال تقليدياً لم نجد تغييراً أو تطويرا فيه، ومن هنا نحتاج إلى صيغة مسؤوليات محددة له تكون واضحة له قبل أن يبدأ ممارسة عمله لنساعده في عملية النجاح لنصل إلي ما نريد منه بأفضل المستويات. ولنوفر الأدوات والوسائل النوعية التي سوف تجعله يعمل بالمستوى المنشود منه ، فلو تم ذلك من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم ، بشرط ألا نستعجل النتائج ، لنقطف ثمارها ، وتجارب الدول المتقدمة كثيرة ويمكن أن نستفيد منها بشرط أن نحدد وبشكل واضح ماذا نريد والي أين نصل. - نتحدث كثيرا عن النشاط ، ولم نر استثماراً له ليكون رافدا أساسيا للمنهج الدراسي وتطبيقا له، فهو في الواقع للأسف لا تستوي مخرجاته مع ما يصرف له من مال بعشرات الملايين، ولا الوقت الذي يستنفذ لأجله. - المرشد الطلابي ( المدرسي ).. للأسف حتى الآن ومنذ أن أُقر كأحد أعضاء فريق التربية والتعليم ، لم يحظ بالمكانة التي يستحقها أو التي يجب أن يكون عليها، ففي الدول التي تعمل بهذا النظام ( التوجيه والإرشاد ) أولته جل الاهتمام ووفرت لهذه المهنة المتخصص والمؤهل تأهيلا يتوازى والدور الذي يقوم به، فلو عدنا لما ذكرناه في البداية من متغيرات وتحديات على كافة المستويات والمجالات لوجدنا أن الأمر يستوجب علينا في المرحلة القادم التوقف عند هذا الأمر بشكل جاد ، فمن خلال عملي الميداني بهذا المجال سابقا؛ فإن القائمين على العمل الإرشادي إما مجتهد ،وإما غير عارف بما يجب عليه عمله نتيجة لفقده المهارة والمعرفة اللازمة للقيام بعمله. فهو من جهة غير مؤهل ولا يحمل تخصصاً أسوة بزملائه المعلمين بمختلف تخصصاتهم ، ومن جهة أخرى لم يؤهل التأهيل الصحيح من خلال التدريب على رأس العمل لتحويله من معلم متقن لمادته الدراسية إلى مرشد متخصص ومتقن لعمله، ومن جهة ثالثة لا توجد لديه الأدوات اللازمة للقيام بعمل من مقاييس واختبارات ووسائل تساعده على إتقان عمله. وفي كل الأحوال نحن على تفاؤل، منفتح للمحطة القادمة، ومن أننا سوف نجني ثمار التغيير القادم لصالح ردم وعلاج مشكلات تعليمنا .. فالتأني والتقييم الموضوعي للوضع القائم ، وسماع صوت الميدان التربوي بمتخلف درجاته، والتغيير البنائي لما هو قائم من مشاريع تربوية .. كلها سوف تسهم وبلا شك في أن نجني ثمار ذلك التغيير .
د. ابراهيم سالم الصيخان
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس