عتق رقبة قاتل في جدة قبل نصف ساعة من “القصاص”
سعد آل منيع - جدةتصوير: بكري القرني
نصف ساعة فقط كانت تفصل بين حياة وموت المواطن (ض.س) المحكوم بالقصاص في قضية قتل المدعو (م.م) والذي كان متوجها إلى الساحة لتنفيذ القصاص المقرر الساعة 11 صباحا يوم أمس قبل إعلان تنازل أهل الدم الساعة 10:30 بشرط دفع دية 500 ألف ريال لبناء مسجد في فلسطين ليعود السجين إلى عنبر السجناء ويكتب له عمر جديد.
وروى والد الضحية الحادث وقال: إن حادثة القتل وقعت بتاريخ 3/11/1427هـ حيث أقدم القاتل (ض.س) على قتل ولدي (م.م) والذي كان يبلغ عمره 20 سنة ولم تكتشف الجريمة إلا بعد مضي ثلاثة أسابيع حيث تقدمت خلال الفترة الماضية ببلاغ عن اختفاء ابني وتم إبلاغي بأن ابني وجد مقتولا وقد تحللت جثته وتم التعرف على هوية ابني وبعد فترة تم إلقاء القبض على القاتل وأودع السجن بعد اعترافه بالجريمة.
وأضاف: منذ وفاة ابني أعيش في حالة نفسية سيئة وذلك على قتل ابني من غير سبب ولكن حسبي الله ونعم الوكيل وإن شاء الله أن يكون شفاعة له يوم القيامة وخلال الفترة الماضية كانت لدي النية بعتق رقبة القاتل ولم يأتِ أحد من أقارب أو معارف القاتل للصلح ولكن زوجتي كانت مصرة على تنفيذ القصاص بقاتل ابنها.. مضيفا: بعد حضورنا إلى إدارة السجن بعد إبلاغنا يوم الجمعة الماضية لحضور تنفيذ القصاص والاجتماع مع لجنة الإصلاح، واجتمع بنا عدد من المشايخ لتذكيرنا بالأجر والثواب بعتق رقبة القاتل وفي النهاية اقتنعنا أنا وزوجتي بعتق رقبته بالرغم من رفض زوجتي ولكن بعد محاولات من قبل اللجنة وافقت في النهاية.
من جانبها قالت والدة المقتيل (ن.ع) والدموع على خديها: لم اصدق خبر موت ابني وحزنت كثيرا عليه فقد كان ابنا بارا بوالديه وكان ترتيبه الثالث بين إخوته وفي البداية رفضت التنازل عن قاتل ابني ولكن مسؤولي السجن ولجنة الإصلاح وعدد من المشايخ أقنعوني بالتنازل قبل تنفيذ القصاص بنصف ساعة.
من جهته قال معتوق الصبياني «رئيس قسم الإصلاح بالمحكمة العامة بجدة»: منذ إبلاغنا بتنفيذ حكم القصاص توجهنا إلى سجن بريمان لمحاولة عتق رقبة القاتل والتنازل حيث تم الاجتماع بوالد ووالدة القتيل وتم تذكيرهما بالأجر والثواب الكبير الذي سيكتب لولدهما يوم القيامة وسيكون شفيعا له، وقبل موعد تنفيذ القصاص بالقاتل قبل نصف ساعة من تنفيذ القصاص وركوب القاتل للسيارة والتوجه إلى ساحة القصاص أعلن أهل الدم تنازلهم بشرط دفع دية 500 ألف ريال لبناء مسجد بفلسطين أجرا لولدهم، مضيفا أن أهل الدم سيتم تثبيت تنازلهم بالمحكمة وإنهاء الإجراءات لعتق رقبة القاتل.
وأكدت مصادر بالسجن أن القاتل تم إخراجه من العنبر الساعة السابعة صباحا وإخباره بتنفيذ القصاص وتم إدخاله إلى أحد المكاتب وكان مصطحبا معه سجادة للصلاة والقرآن الكريم وظل خلال الساعات المتبقية على تنفيذ القصاص يصلي ويدعو ويقرأ القرآن ويبكي وجاء الفرج قبل خروجه من السجن وركوبه السيارة والمتجهة إلى ساحة القصاص حيث أعلن أهل الدم تنازلهم عن القصاص فتمت إعادة السجين إلى العنبر وسط فرحة زملائه السجناء الذي عانقوه وباركوا له.