كلينتون في انقرة للبحث عن “مخرج” لسحب القوات الأمريكية من العراق
ا ف ب - جنيف
وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس الى انقرة المحطة الاخيرة من جولة استمرت ثمانية ايام قادتها ايضا الى الشرق الاوسط واوروبا. وستبحث المسؤولة الأمريكية مع الزعماء الأتراك خلال هذه الزيارة التي تهدف إلى تحسين العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي كانت توترت بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، عدد من المسائل المهمة لعل من أبرزها استخدام الموانئ التركية في عملية انسحاب القوات الأمريكية من العراق، بحسب ماذكرته صحيفة " حريت ديلي نيوز" التركية أمس. وأوضحت الصحيفة، أن الحكومة التركية تتوقع إثارة هذه المسألة مع كلينتون خاصة بعد أن أبدت استعدادها لمساعدة الولايات المتحدة في خطة انسحابها من العراق. فيما قال مسؤول تركي، في تصريحات للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، إن العامل الحاسم في تحديد التفاصيل المتعلقة بهذه المساعدة ستكون"الحساسية العامة"، موضحا أن مرور القوات الأمريكية والمعدات العسكرية يجب أن يتم دون أن يغضب الرأي العام التركي وأن تتسم العملية بأكملها بالشفافية وبالتغطية الإعلامية الكاملة. وأضاف أن الجانب التركي قد يضع قيودا معينة بهذا الصدد، مثل تحديد أعداد القوات الأمريكية التي يتم السماح لها بدخول الأراضي التركية في نفس الوقت. وأشار إلى أن الجانب التركي سيحذر الولايات المتحدة أيضا بضرورة توخي أقصى درجات الحذر لتفادي وقوع أي معدات عسكرية أو ذخيرة في أيدي الأكراد في شمالي العراق وجماعة حزب العمال الكردستاني.
الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس امام مؤتمر نزع السلاح الذي تنظمه الامم المتحدة في جنيف ان "الوقت اصبح مناسبا لتحقيق تقدم فعلي عبر استئناف العملية الشاملة لنزع السلاح". ودعا لافروف مؤتمر نزع السلاح الى الخروج من "الجمود القاتل" والتقدم "الى ما هو ابعد في مجال نزع السلاح النووي".
وجاء كلام الوزير الروسي امام مؤتمر نزع السلاح بعد ساعات قليلة على اتفاقه مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون على العمل لخفض الاسلحة الاستراتيجية.
فقد اعلن لافروف وكلينتون رغبتهما بالتوصل الى اتفاق قبل نهاية السنة حول اعادة النظر في معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت-1). كما اشار الوزيران الى تحقيق تقدم حول مسألة الدرع المضادة للصواريخ التي ينوي الاميركيون اقامتها في جمهورية تشيكيا وبولندا وتعارضه روسيا. واعتبر لافروف ان "من الممكن" التوصل الى اتفاق. وقال "اعتقد انه يمكننا التوصل الى اتفاق حول الاسلحة الهجومية والانظمة المضادة للصواريخ".
وفيما يتعلق بقضية بيع صواريخ إلى إيران، قال لافروف إن موسكو زودت "شركاءها بأنواع من الأسلحة الدفاعية" فقط. كما تم بحث ملف إيران باستفاضة وقال وزير الخارجية الروسي إن الحوار مع طهران مطلوب لحل هذه القضية الشائكة. وقالت كلينتون "نحن نجري مراجعة واسعة لسياستنا من أجل اتخاذ خطوات لإقناع ومنع إيران من امتلاك أسلحة نووية"، وأضافت أنها حريصة على سماع النصيحة من روسيا. ودفعت هذه الإشارة الإيجابية لافروف إلى الأعراب عن تقديره لرغبة الإدارة الأمريكية الجديدة في "الاستماع إلى الدول الأخرى".