المستثمرات يتنفسن عبق حرية إدارة أعمالهن بعد إلغاء الوكيل
المرأة السعودية لم تعد بحاجة لوكيل شرعي لإدارة أعمالها
عكس الترحيب الكبير الذي لقيه تفعيل قرار إلغاء الوكيل الشرعي لسيدات الأعمال حجم المعاناة التي كانت تعانيها المرأة السعودية في إدارة عملها , والذي كانت تعتبر غريبة عنه جزئيا - قبل التفعيل - رغم انها مالكته ومن المفترض ان تكون هي صاحبة التصرف في كل كبيرة وصغيرة دون ان يكون هناك شخص مفروض عليها لتصريف بعض الامور التي تعتبر اساسية والتي لاتسير الا بوجوده.
وروى عدد من سيدات الأعمال معاناتهن قبل تفعيل القرار وكشفن عن الوجه القبيح للتجربة السابقة.
استغلال الوكالة
وتقول سيدة الأعمال عبير سعد: انها فوجئت بإبلاغها ان المرأة لا تكفل الرجل في العمل التجاري وتساءلت عن سبب إعطائها التراخيص اذا كان هذا ممنوعا لان التراخيص التي لم تفعل فلا فائدة منها , وأشارت الى ان سيدة الأعمال السعودية لا يحق لها ان توظف السكرتيرة او الحارس او حتى إمكانية ان تستقطب عمالة أجنبية تساعدها في عملها والسبب الأوحد انها امرأة فقط ويجب ان يكون لديها وكيل شرعي واذا وجد هذا الوكيل فهو المستفيد الوحيد لأنه يستفيد من علاقات سيدة الأعمال ويحصل على نسبته في العمل معها, كما ان هناك بعض الوكلاء سامحهم الله غير صادقين في عملهم ويستغلون اسم صاحبة المؤسسة وعلاقاتها في مسأل شخصية وتجارة خاصة اهم بدون علمها.
وتضيف: في الآونة الأخيرة قمت بإلغاء بعض الوكالات الشرعية لبعض الوكلاء الذين استغلوا اسمي في أشياء غير قانونية ويبيعون ويتاجرون باسمي من دون أي موافقة مني وهذا سبب لي المشاكل مع بعض الجهات الحكومية والخاصة سواء داخلية او خارجية.
وتؤكد عبير علي ان وجود الوكيل الشرعي لا مبرر له لان المرأة قادرة على العمل بكل جهد ومثابرة متى ما حافظت على دينها ونفسها كما ان إلغاء الوكيل الشرعي يعتبر خطوة جيدة لابراز موهبة المرأة السعودية في مجال التجارة خاصة ان الجميع يعاملها على أنها إنسانة محدودة ومجالها محدود.
لا إجراء بدون محرم
مي الكساب سيدة أعمال تعمل في مجال التحف والهدايا بدأت في المجال التجاري قبل ثلاث سنوات تقول: كان لدي طموح كبير في أن أصبح سيدة أعمال محترفة اخدم فتيات بلدي وأقدم الجديد والمميز واثبت للجميع مقدرة الفتاة السعودية على تحمل المهام والمسؤولية والعطاء وتضيف: بدأت معاناتي كوني لا أجد احدا يقف بجانبي فأنا وحيدة أمي وأبي وهما مشغولان في أمور أخرى ناهيك عن إعاقة والدي الذي شجعني على إقامة هذا المشروع وسلمني زمام الأمور كاملة حيث بدأت في مراجعة الدوائر الحكومية لإصدار التراخيص اللازمة للمشروع فكانت النظرات تتساقط علي من كل اتجاه كون وحيدة وليس معي محرم ثم بدأت التساؤلات عن سبب عدم وجود محرم او كفيل وحاولت جاهدة ان اقنع المسئولين بأني وحيدة ووالدي لا يستطيع ان يتنقل من دائرة الى أخرى وليس معي الا الله فكانت الإجابة واحدة بأنه لا يمكن ان يفعلوا شيئا الا بوجود وكيل او كفيل.
وتسرد قصتها قائلة: أصبت بإحباط شديد وأحسست بقيود تمنعني من انجاز حلمي ومشروعي بل وصل بي الحال الى ان قررت بيع أفكاري لإحدى السيدات بالدول المجاورة ولكن إيماني وثقتي بالله جعلتني اصبر وانتظر وبعد قرار إلغاء الوكيل الشرعي في إصدار السجلات انفتح علي باب الرزق من جديد وبدأت خيوط الأمل في التجديد لمشروعي الذي طال وان انتظرت لأراه منفذا على ارض الواقع فاشكر الله أولا على كل شيء ثم اشكر المسئولين القائمين على هذه الخطوة الجيدة.
عطلة وتأخير
ولم تختلف سارة السبيعي عن مثيلاتها حيث قالت: أقيم في منطقة تبعد كثيرا عن مقر الدوائر الحكومية والمختصة في إصدار السجلات التجارية والتراخيص التجارية وعند زيارتي لأول مرة كان برفقتي أخي الذي يعتبر الوكيل الشرعي لي وأتممنا جميع الأوراق المتعلقة لإصدار ترخيص و تم إعطاؤنا موعدا اخر لاستكمال الإجراءات ولظروف مفاجئة اضطر أخي للسفر ولم اجد من يرافقني لإكمال الأوراق واستلام الترخيص وبعد عودة اخي من السفر راجعنا مرة أخرى الغرفة التجارية وتفاجئنا بأننا تأخرنا كثيرا مما استدعى إعادة إجراء الأوراق والمعاملات مرة أخرى ولم ننته من إصدار السجل الا بعد معاناة كبيرة. وأضافت: بعد ان تم استخراج السجل بقي علينا الترخيص التجاري والذي يعد خطوة من عدة إجراءات وخطوات ترهق الرجل قبل المرأة وكنت بكل مرة أترجى أخي الذي كان دائما ما يلغي العديد من مشاغله ومسؤولياته ليخدمني الى ان أصبح عاجزا عن مرافقتي لاستكمال ما تبقى من إجراءات بسبب إيفاده خارج المملكة فاضطررت الى إيقاف المشروع الى اجل غير مسمى . وأشارت السبيعي إلى ان قرار إلغاء الوكيل الشرعي لإصدار التراخيص يعتبر نقطة امل في وجه كل فتاة تطمح ان تتميز بمشروعها من خلال أفكارها التي تحتاج الى من يخدمها ويظهرها للنور.
مماطلة وتسويف
أما لطيفة العتيبي فأشارت إلى ان معاناتها لم تكن مع الدوائر الحكومية بقدر ما كانت مع الوكيل الذي أعطته وكالة شرعية ولم يستطع ان يخدمها بسبب تأخره في مراجعة المعاملة وتخليص الأوراق وكانت على هذا الحال لمدة أسبوعين مما جعلها تضطر لإلغاء الوكالة الشرعية لهذا الوكيل وإعطائها لابنها الذي ذهب معها للدوائر الحكومية الذي انهى معاملات التراخيص في يوم واحد.
ونوهت العتيبي إلى ان بعض الوكلاء هم السبب في تعطيل العمل لدى سيدة الأعمال أما من ناحية إنهاء أعماله الخاصة او عدم تواجد المسئول الذي سيفيده في تخليص المعاملة والجميع الآن أيقن ان المرأة السعودية قادرة على إدارة أعمالها بكل قوة وجدارة.