خبير لـ"الأسواق.نت": بعض العقارات انخفضت حتى 70%
دبي.. اشتري شقة واحصل على الثانية مجاناً
دبي – محمد عايش
هوت أسعار بعض العقارات في دبي الى درجة اضطرت بعض المطورين والوسطاء الى تقديم عروض هزلية أقرب الى "الفانتازيا" منها الى الواقع في محاولة لاستقطاب الزبائن واستمالة المستثمرين، حيث كان آخر هذه العروض "اشتري شقة واحصل على الثانية مجاناً"!
واضطرت احدى الشركات العقارية في دبي لمواجهة حالة الركود التي يعيشها السوق والانخفاض المستمر في الأسعار بفعل الأزمة العالمية الى نشر اعلان في احدى الصحف المحلية بالامارات تقول فيه بأن من يشتري شقة غرفتين وصالة يحصل على أخرى من غرفة واحدة وصالة فوراً، علماً بأن الشقق جاهزة للتسليم فوراً بمجرد تسديد الثمن.
شقة وثلاث مواقف.. مجاناً
واتصلت "الأسواق.نت" بالشركة العقارية صاحبة الاعلان (مؤسسة العماد للعقارات) للتأكد من صحة العرض، حيث قال موظفو المبيعات فيها ان "من يشتري الشقة بغرفتين وصالة ومساحتها ألفي قدم مربع بسعر مليونين ومئتي ألف درهم اماراتي، يحصل على شقة ثانية من غرفة وصالة مساحتها 1200 قدم مربع مجاناً". (الدولار يعادل 3.67 دراهم).
وأوضح موظف المبيعات الذي تحدث الى "الأسواق.نت" أن من يشتري هاتين الشقتين يحصل أيضاً على ثلاث مواقف لثلاث سيارات مجاناً، بمعنى أن الشقة ذات الغرفتين وصالة مصحوبة بموقفي سيارات، والشقة الثانية مرفقة بموقف سيارات.
وبحسب الموظف ذاته فان اجمالي السعر على اجمالي المساحة يعني أن سعر القدم المربعة هو 650 درهماً اماراتياً ففط، و"هذا أرخص سعر في دبي حالياً".
وتقع الشقق المعروضة للبيع بهذه المواصفات في منطقة "واحة السيليكون" القريبة من دبي الأكاديمية، وهي منطقة لطالما كانت حلماً لآلاف الباحثين عن مساكن، والذين كانوا حتى فترة قريبة يتزاحمون على المشاريع العقارية التي تقام فيها.
وأوضح موظف المبيعات ان ثمة العديد من التسهيلات الممنوحة لمشتري الشقق التي يسري عليها العرض، ومنها أنها متاحة للتملك الحر لكافة الجنسيات، وأن كل بناية منها مكونة من ثمانية طوابق، وتشتمل على نادي صحي ومسبح لخدمة السكان.
وشرح المدير في مؤسسة العماد للعقارات عماد العناني أسباب طرح هذا العرض الجديد، حيث قال لـ"الأسواق.نت" ان "الهدف الأساسي من الاعلان أننا نريد أن نعرف ماذا يريد الناس، وما هو الطلب الحقيقي في السوق".
وقال العناني ان "الطلب على العقارات لا يزال مستمراً في دبي، وان كان أقل من السابق، لكن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها السوق في الوقت الحالي هي التمويلات البنكية التي أصبحت شبه معدومة".
لكن العناني أشار الى أن نوعية وطبيعة الطلب على العقارات اختلف عن السابق، اذ أصبح الطلب حالياً على الوحدات العقارية الجاهزة وليس على ما هو تحت الانشاء.
وبحسب العناني فان القدم المربعة في تلك المنطقة كانت تتراوح في السعر بين 1150 درهماً و1350 درهماً، وكانت تباع على المخطط.
سباق نحو الانخفاض
واستفسرت "الأسواق.نت" من مدير عام احدى الشركات العقارية في دبي عن الأسعار في المنطقة المشار اليها، حيث قال "ان القدم المربعة الواحدة وصل سعرها في واحة السيليكون أيام الذروة الى 1200 درهماً، وكانت تباع شققاً ومكاتب على المخطط، فيما تمكنت احدى الشركات العقارية من بيع القدم المربعة في فترة من الفترات بـ1600 درهماً، الا أن هذا السعر كان استثنائياً".
وبحسب هذه البيانات فان سعر القدم المربعة انخفض في المنطقة المشار اليها بنسبة لا تقل عن 50%.
وأضاف مدير الشركة العقارية الذي يعمل أيضاً في مجال الوساطة "ان السوق العقاري في دبي يشهد منذ نحو شهرين سباقاً سريعاً نحو الانخفاض"، وشرح ذلك بالقول: "كلما عرضنا وحداتٍ عقارية بأسعار مخفضة، نجد أن هناك من سبقنا الى تقديم أسعار أقل بحثاً عن زبائن ورغبة في البيع السريع".
وقال العقاري الذي طلب عدم نشر اسمه "اننا لم نعد قادرين على تقييم الأسعار ولا تحديد القيم السوقية في كل منطقة من المناطق، لأن الطلب أصبح ضعيفاً، والانخفاض أصبح سريعاً".
تصحيح طبيعي
ولم يُبدِ الخبير العقاري الدكتور عماد الجمل أي استغراب من فحوى الاعلان الذي يعرض مع كل شقة واحدة ثانية مجاناً لاستقطاب الزبائن، وقال لـ"الأسواق.نت": "ان أسعار العقارات في دبي انخفضت بـ50% وحتى 70% وأكثر من ذلك في بعض المناطق".
وأضاف الجمل ان "التضخم في أسعار العقارات كان غير منطقي في السابق، وان السوق يعيش تصحيحاً في الوقت الراهن وعودة الى المسار الطبيعي وليس انهياراً".
ورآى الخبير العقاري الذي تحدث لـ"الأسواق.نت" عبر الهاتف ان "الشقق السكنية شهدت انخفاضاً في الأسعار أكبر من نسبة الانخفاض التي شهدتها أسعار الأراضي، لأن هذه الأخيرة أكثر ثباتاً".
وأبدى الجمل اعتقاده بأن "الانخفاض في أسعار العقارات سيستمر حتى نهاية العام الحالي، خاصة وأن فترة الصيف من كل عام هي فترة ركود نسبي في العادة".
وينتقد الجمل عدم وجود احصاءات رسمية تبين الارتفاعات والانخفاضات في السوق العقاري، ويرى أنها محصورة في بعض المبادرات من صحف أو صحفيين أو عاملين في السوق.