الغبار يحبس الأنفاس .. والمعلومة تغيب 72 ساعة!
انتفضت صحراء نجد في وجه سماء العاصمة الهادئ مع منتصف ساعات الصباح، ليتحول هدوء السويعات الأولى من الفجر إلى موجة رملية غطت السماء وحجبت الرؤية، ليكتب للرياض أن تتوارى نحو خمس ساعات عن قاصديها بفعل الغبار.
بدأت الموجة الرملية في حدود الساعة 11 من صباح أمس، إذ ساهم غياب الإنذار المبكر من قبل الجهات المعنية، في إلحاق أضرار بشرية وارتفاع في حالات الأزمات الصدرية والربوية، ولا سيما أن أقسام الطوارئ في المستشفيات العامة والخاصة غصت بالمراجعين ممن يعانون أمراضا صدرية وربوية مختلفة.
الرياض ـ وبحسب خبراء طقس وأحوال جوية لم تشهد مثل هذه الموجة المالية على مدى أعوام مضت، إذ سجلت تداعيات الموجة الغبارية حالات حوادث مرورية فاقت 142 حادثا - حتى ساعة إعداد التقرير ـ فيما أغلقت العاصمة مطارها ولأول مرة أمام الطائرات القادمة من المناطق والدول الأخرى، لينيب عنه مطارا الملك فهد في الدمام ومطار القصيم الإقليمي.
ومن المفارقات، فإن قوة الموجة الغبارية التي زادت حدتها عن 360 درجة، دفعت مسؤولي أمانة الرياض لإيقاف أكثر من 3500 عامل نظافة يعملون في شوارع المدينة من العمل أمس بسبب سوء الطقس، وهو ما يبعث تساؤلا حول صورة أحياء وشوارع الرياض بعد غياب عمال النظافة عنها قسرا نتيجة الموجة الرملية، الأمر الذي أكد حياله مسؤولو الأمانة أن العمل سيكون مضاعفا على عمال النظافة بعد زوال الغبار، باعتبار أن هذه مهمتهم في المحافظة على العاصمة".
التحول في الأجواء، أمر طبيعي وفقا لما ذكره مختصو طقس وخبراء فلكيون، إذ يحظى بدء الموسم الربيعي ببعض من الحركة في الرياض وموجات خفيفة من الأتربة، إلا أن موجة الأمس لم تكن في وضع عادي وفقا لما صرح به هؤلاء الخبراء، إذ كان الهواء هائجا محملا بأتربة وبذرات غبارية حجبت الرؤية وخلفت الحوادث.
العاصفة الرملية، أخلت مقاعد الدراسة للطلاب والطالبات في معظم مدراس العاصمة، ما ترتب عليه حركة ازدحام نتيجة انتظار بعض الأسر أمام مداخل المدارس، فيما بقي بعض من الطلاب خارج أسوار المدرسة ينتظر من يتلقفه من المارة لإيصاله إلى منزله أو أقرب نقطة من حيه.
سائقو الليموزين، انطبق عليهم المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد"، وذلك وفقا لما سجلته رسوم الأجرة من ارتفاع حاد في حركة التنقل من حي لآخر نتيجة زيادة الطلب عليها لتعذر الحركة في وقت العاصفة الرملية.
__________________