[صقر قريش]

الرياض : الاربعاء 14-3-1430هـ العدد :14870
جيل مهموم باختبار القدرات
د. هاشم عبده هاشم
لدينا مشكلة حقيقية.. بسبب اختبار القدرات..
هذه المشكلة تبرز بقوة مع بداية كل عام دراسي.. وبصورة أكثر تحديداً عند بدء القبول بالجامعات.. أو التقدم للالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.. ورغم إيماني بأن هذه الاختبارات تحقق ما تهدف إليه مؤسسات التعليم العالي.. إلا أن ضحايا هذه الاختبارات من الكثرة بحيث يستوجب الأمر تصحيح الأوضاع الخاطئة.. وتجنب استمرار المشكلة.. فإذا لم تكن المشكلة ناشئة من تطبيق نظام اختبار القدرات.. فإنها قد ترجع إلى أنظمة الاختبارات النهائية لطلاب وطالبات الثانوية العامة في مدارسهم.. وربما إلى عدم جدية العملية التعليمية بمدارسنا الثانوية وذلك هو الأخطر.. وفي أي من الحالتين.. فإن الأمر لابد وأن يُحسم.. فلا نحرم مستحقاً يتعثر في اختبار القدرات رغم أهليته وكفاءته من الناحية العلمية والتحصيلية.. أو أن نقوم بمعالجة نظام الامتحانات الذاتية المباشرة إذا كنا لا نثق في لجان هذه الامتحانات.. أو في إشراف المدارس عليها.. أو في مدى جدية العملية التعليمية برمتها في هذه المدارس. مما يعطينا مخرجات ضعيفة.. ا تلبث أن تتهاوى أمام اختبار القدرات.. رغم ارتفاع معدلات الطلاب والطالبات في جميع المواد.. وإلا فكيف يمكن أن نفهم أسباب انخفاض معدل المئات من الطلاب والطالبات المتفوقين دراسياً.. نتيجة عدم توفيقهم في اختبار القدرات.؟ ولا أدري إن كانت وزارة التعليم العالي قد أجرت بعض الدراسات لتقويم نتائج هذا النوع من الاختبارات أم لا؟ كما أنني لا أدري إن كانت مثل هذه الدراسات التقويمية قد سعت إلى معرفة الأسباب الحقيقية لحصول طلاب وطالبات على مجاميع عالية دراسياً.. لكنهم لم يوفقوا في المحافظة على معدلاتهم العالية بعد أداء امتحان القدرات هذه.؟!
فإذا كانت مثل هذه الدراسات قد تمت.. فإن على الجهة المعنية بالوزارة أن تُطلع الناس عليها.. وأن تفسر أسباب المشكلة التي تتعرض بسببها آمال وأحلام الكثير من أبنائنا وبناتنا للانهيار.. وفي كل الأحوال.. فإن الأمر يتطلب علاجاً.. هذا العلاج لابد وان يصحح الأوضاع الخاطئة.. سواء كانت في مناهج الثانوية العامة..أم في الأداء التدريسي.. أم في الإدارة المدرسية.. أم في اختبار القدرات..أم في التركيبة الذهنية لطلابنا وطالباتنا..أم في أي ناحية أخرى.. يجهلها الآباء والامهات.. أو تغفل عنها المدرسة.. أو لا تدركها أقلام الكتاب.. ووسائل الإعلام على اختلاف مشاربها.. وألوانها.. وطبيعتها..
المهم هو.. أن نوقف حالة الإحباط التي يتعرض لها أبناؤنا وبناتنا.. وتُصادر بسببها أحلامهم.. وتتغير خططهم وبرامجهم المستقبلية بصورة جذرية.. سواء الدراسي منها..أم الاجتماعي (كالزواج وبناء الأسرة) أو الوظيفي.. المرتبط بطبيعة التخصص الذي يتجهون إليه ويسعون للحصول على مؤهله العلمي.. وبدء حياتهم من خلاله.. أرجوكم.. فالأمر أصبح مثيراً لقلق الآلاف.. وعلينا أن نرحمهم.. ونوقف مخاوفهم.. التي تُؤثر على تحصيلهم العلمي لاسيما وأن الفترة القادمة هي فترة امتحانات فاصلة ومصيرية.. ضمير مستتر: ( الأحلام والأماني التي لا تقوم على أسس متينة.. ولا تُخدم بقوة الإصرار والعزيمة والتصميم وبالكفاح المتواصل..تنهار في لحظة.. ) تنويه: تم نشر زاوية بعنوان « تطوير مخرجات التعليم العالي» والتي سبق نشرها نتيجة لخطأ فني. ونعتذر للقارئ الكريم وللدكتور هاشم عبده هاشم عن هذا الخطأ غير المقصود.