[صقر قريش]

الجزيرة :الاربعاء14-3-1430 هـ العدد :13313
1- إستراتيجية التربية والتعليم
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي
في إجابة عن سؤال وجه إلى معالي الدكتور عبد الله العبيد مع مطلع تعيينه وزيراً للتربية والتعليم أكد أن (إستراتيجية التربية والتعليم إستراتيجية أمة وليست إستراتيجية وزير ونائبه.. لذلك فهو ليس مطالباً بوضع إستراتيجية بل مطالب بمواصلة المسير في إستراتيجية قائمة محددة معروفة)... (انتهى).(لم يكن اللقاء الذي حضرته نخبة من كُتَّاب الصحف لقاء حوار، بل لقاء تعريف بالوزير الجديد آنذاك).. والحقيقة أن إجابة معاليه حملت العديد من الأسئلة والاستفهامات.. فماذا يقصد بالأمة؟.. هل هي الأمة العربية أم الأمة الإسلامية؟.. وماذا عن إستراتيجية التعليم السعودية.. هل هي مكتوبة؟.. وهل هي منشورة؟.. أم هي معلومة ضمناً ومتفق عليها كما هو حال بعض أمورنا مع الأسف؟!.إنني أظن وبعض الظن إثم أنه ليس لدينا في المملكة العربية السعودية إستراتيجية مكتوبة للتربية والتعليم.. نعم هناك بعض الكتابات ومحاضر الاجتماعات أُطْلق على بعضها وصف إستراتيجية على استحياء جعلتهم يغلفونها بغطاء وصف (رؤية) أو (دراسة) أو (مقترح).. فهي لم تعمل وفق منهجية عمل الإستراتيجيات التي لها طرقها وآلياتها وأساليبها وخبراؤها الذين يقودون مشروع عمل الإستراتيجية وتوقيعه في محاوره وأجزائه وتخصصاته وكوادره وجداوله الزمنية ثم صياغته بلغة لا تتيح التأويل.. ولقرب صناعة النشر من خدمات التربية والتعليم فقد صار لي احتكاك مباشر مع كوادر قيادية في وزارة التربية والتعليم.. وأتيح لي الاطلاع على أحد هذه الأعمال المسماة إستراتيجيات.. بل وقَدَّمت فيها ورقة ضَمَّنْتُها تحليلاً ونقداً.. وكانت عن إستراتيجية التعليم الأهلي.وبالاطلاع على هذه الأعمال المذكورة لم نجد خطة إستراتيجية بالمفهوم الحديث للنظرية الإستراتيجية.. بل وجدنا تقريراً يلخص نتائج مجموعة من الاجتماعات توحي بأن كلمة (إستراتيجية) هنا جاءت للتعبير عن طول الزمن.. وهذا ما تأكد من التفاصيل التي تشير إلى أن المدة المقترحة لتحقيق هذه (الرؤية) هي (25) سنة.. كما لمسنا ما يلي:
- إننا أمام ملخص محضر اجتماعات وليس أمام خطة إستراتيجية مُحْكَمة.
- إن منهجية التفكير والنقاش التي استخدمت في إعداد هذا التقرير (قد تجاوزها الزمن).
- تأثير البيروقراطية الحكومية في آلية إعداد الخطة .
- هيمنة العقلية الإدارية الرقابية القديمة التي تغلب مكافحة السلبي على تعزيز الإيجابي.
- عدم الاعتماد على بيوت الخبرة والاكتفاء بإمكانيات وخبرات أعضاء لجنة تمَّ تكوينها من منسوبي الجهات الحكومية ذات الاختصاص.. مثل الخدمة المدنية والمالية والشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية ومجلس القوى العاملة وأربعة مُلاَّك لمدارس أهلية ومدير التعليم الأهلي بالوزارة.
ونستكمل الحديث الأسبوع القادم.