عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2009   رقم المشاركة : ( 17 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم ليوم اربعاء 14/3

المدينة : الاربعاء 14-3-1430هـ العدد : 16758
بناء المعلم أولا
أ.د. إبراهيم إسماعيل كتبي
إذا نظرنا إلى الدول المتقدمة وسألنا عن السر سيقولون: “فتش عن التعليم”، ونحن بطبيعة الحال نحتاج أن نفتش عن التعليم ونفتش فيه أكثر لنرى واقعه، وهو لا شك يعاني الكثير سواء في طبيعة العملية التعليمية نفسها، أو ضعف تأثيره في حياة المجتمع بعد أن أخذت منه الدور مؤثرات أخرى بلغة العصر.ولأن قضايا التعليم كثيرة ومتراكمة ناهيك عن حجم التحديات، فإنني أشير فقط إلى جزئية محددة وهي العنصر البشري في التعليم، وأقصد المعلم والمعلمة والوقت المهدر والآلية الغائبة لرفع قدراتهم. لكن أرى أولا أن أزجي التبريكات لسمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود على الثقة الكريمة، ونتفاءل بتوليه هذه الوزارة المعنية ببناء الإنسان السعودي، ولعل هذا كان محور التصريح الأول لسموه أن الإنسان هو الأهم في المسيرة التعليمية.موضوع هذه السطور يأتي في هذا الاتجاه، فقد التقيت مجموعة من المعلمين ودار حديث متنوع عن هموم التعليم، لكن أهم نقطة ركزوا عليها وجعلوها مطلبهم هو أن المعلم والمعلمة ملزمان بالعمل إلى آخر يوم قبل بدء الاختبارات، حتى وإن لم يحضر ولا طالب، خاصة وأن المقررات تنتهي قبل مدتها المقررة.عموما هذا الرأي أتركه للمسؤولين لكني أجد مقارنة حتمية مع نموذج رأيته مطبقا في الصين وتايوان يؤكد لنا أن هذه الشعوب لا تضيع وقتها، ولا يكتفون بالشهادة ولا بالوظيفة، فقد سبق أن قمت بزيارة للجامعات هناك خلال فصل الصيف، وتخيلوا من كان على مقاعد الدراسة؟!. إنهم ليسوا طلاب الجامعة فقط، وإنما معلمين ما بين 25-30 سنة يأخذون دورات ليطوروا مهاراتهم التعليمية والاستفادة من مزايا تنتظرهم.حقيقة لفتت انتباهي التجربة والحرص على تأهيل المعلمين، والأجمل أن المعلمين يبادرون بأنفسهم للحصول على تلك الدورات وبرسوم معقولة لا تهدف إلى الربح، ووجدت أعدادا كبيرة من المعلمين الدارسين، والجامعات هناك بمثابة خلية لا تهدأ ولا تتوقف في هذا المجال لتقديم الدورات خلال العطلات وغيرها. أما عندنا ما أكثر العطلات وما أضيعها للطلاب والمعلمين.. وبالطبع فارق كبير بين شعوب يتسابق معلموها في تأهيل قدراتهم وعلى حسابهم، وبين معلمين يجدون في الدورات عبئا ثقيلا إلا إذا كانت إلزامية وسلّماً للترقية ولو استثمرنا الوقت في دورات منظمة ومحددة زمانا ومكانا، فحتما سيعود على التعليم ونتائجه.بالإمكان تطبيق هذا النموذج في بلادنا، فكل منطقة اليوم بها جامعة أو أكثر، ولديها الإمكانات والكوادر الأكاديمية ويمكنها تصميم برامج لدورات تأهيل المعلمين في المجالات المطلوبة، ولكن هذا لا يتحقق إلا بتعاون بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم ووضع آليات واضحة وجادة وبرامج، وأرى من المهم الاستفادة من الخبراء والخبرات العالمية، خاصة من الدول ذات التجربة الناجحة في هذا المجال شرقا وغربا.إذا ما تحقق لنا ذلك وبدأناه ووضع حوافز لمن يتحصل على دورات متخصصة سواء في مجال عمله أو أسلوب التدريس والوسائل الحديثة، فإننا سنبدأ بداية صحيحة في الاتجاه الصحيح خاصة وأن وزارة التعليم العالي بدأت ذلك مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات بعد أن استشعرت الحاجة إلى ذلك لتطوير القدرات الأكاديمية وشجعت السفر للتدريب والدورات، وهذه خطوة محل تقدير لتحقيق الإبداع والتميز في التعليم العالي. وعلى الصعيد الشخصي لي تجربة ذاتية حيث سافرت مؤخرا إلى ماليزيا لأخذ دورة في (التوقيع الإلكتروني) وربما يراها البعض أمرا لا ضرورة له إلى هذا الحد، لكني وجدت فيها قيمة حياتية وعملية وأضافت لي جديدا.إننا بحاجة إلى تغيير في رؤية العنصر البشري وتفكيره في مجال التعليم، وإذا استمر المعلم على ما تخرج عليه ويعلمه لسنوات طويلة دون تطوير قدرات فإن الأداء يصيبه الجمود حتما، فليتنا نوفر للمعلمين والمعلمات البيئة المحفزة على التطور وإيجاد أسبابه وإمكاناته وتنظيمه بشكل جاد وإلزامه بالدرجة الأولى حتى نطوي الزمن في تطوير قدراتنا التعليمية.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس