المشكلات والمفاهيم الخاطئة التي تواجه مهنة العلاج الطبيعي في المملكة
حسين المغيزل
أحد ابرز المفاهيم الخاطئة عن مهنة العلاج الطبيعي هي وجود دخلاء ومتطفلين على المهنة يدعون بأنهم معالجون طبيعيون دون حصولهم على شهادة علاج طبيعي تؤهلهم لممارستها مما يسئ إلى سمعة المهنة.
والبعض يمارس «تدليك المرضى والمراجعين» بدعوى أن هذا هو العلاج الطبيعي فترتسم وتنطبع هذه المقولة في الأذهان والصحيح أن هناك خلطاً ومزجاً بين ما هو أساليب علاجية لتحريك أنسجة الجسم لغرض علاجي وبين التدليك بمفهومه العام لمجرد التدليك والاسترخاء وهناك أيضا قلة الوعي في القطاع الطبي والمجتمع المحلي بالمهنة ودوره الحقيقي وهذا بلا شك له تأثير سلبي وهناك أيضا مشكلة توظيف خريجي أقسام العلاج الطبيعي في المدن الرئيسية، على عكس ما هو حاصل في المدن الصغيرة حيث الحاجة ماسة لهم في جميع تخصصات العلاج الطبيعي لكن يكمن السبب في عناصر غير جاذبة منها بعد المسافة ووجود الطلب في مناطق شبه نائية وعدم تكامل الخدمات الأخرى المكملة واللازمة لنجاح العلاج الطبيعي مثل العلاج المهني والأطراف الصناعية وكذلك تدني الكادر الوظيفي للمهنة يجعل الإقبال على التوظيف هناك صعبا ومن أبرز المعوقات أيضا نقص أو ضعف الأجهزة وضغط العمل وساعات الدوام الطويلة، إضافة إلى صعوبة مواصلة التعليم العالي لبعض الخريجين والخريجات كما ان بعض جهات العمل لا تسمح التفرغ الكامل لإكمال الدراسة وهناك من يتحمل متاعب كثيرة في سبيل اللحاق بدورة أو شهادة داخل أو خارج المملكة. ومن ضمن المفاهيم الخاطئة الأخرى رغبة بعض المرضى علاج مشكلات أخرى لا علاقة لها بالمشكلة التي تم التحويل بسببها وهناك أيضا رغبة كثير من المرضى برؤية نتائج فورية وسريعة للعلاج الطبيعي متناسين أن هناك أمراضاً تستلزم وتستوجب الكثير من التأني في علاجها وهناك أيضا خلط بين مفهوم العلاج الطبيعي وبين العلاج بالأعشاب حيث يظن البعض أن العلاج الطبيعي يمكن من خلاله تناول أعشاب بغرض العلاج والشفاء وهناك أيضا خلط أو عدم فهم للفرق بين العلاج الطبيعي وبين العلاج الوظيفي أو المهني وإن كان هناك مساحة من المشاركة في بعض الجوانب العلمية والعملية لكن يظل هناك فرق واضح بين هاتين المهنتين حيث يقوم ممارس العلاج المهني بعلاج المريض بغرض تأهيله وظيفيا للقيام بوظائف الحياة اليومية من جهة تدريبة عند حدوث الإصابة على القيام بالأكل أو الشرب أو اللبس مثلا أو استخدام وسائل أخرى غير ذلك
ومن ضمن المفاهيم الخاطئة التي تواجه الممارسين في حياتهم العملية اليومية مشكلة عدم التزام المريض بالتمارين والبرنامج المنزلي بحجة أنه مضيعة للوقت أو عدم قناعته الشخصية بجدوى التمارين وأنه من الأفضل استخدام الأجهزة الكهربائية أو غيرها من الأجهزة حتى لو كانت غير ضرورية وهذه من الثقافات والمفاهيم الخاطئة عن المهن باعتبار أن العلاج الطبيعي هو عبارة عن أجهزة في أجهزة ومن الصعوبات التي تواجه الممارسين في حياتهم العملية اليومية أيضا ما يقوم به البعض من الأطباء بفرض وصايته وطريقة ونمط العلاج الطبيعي للمريض باعتبار أنه الطبيب ويعرف أكثر من اختصاصي العلاج الطبيعي فيقوم بتحديد عدد الجلسات ونوع الأجهزة التي يجب استخدامها عند تحويل المريض بل أن البعض من المرضى يطالب بنوع محدد من العلاج دون غيره ومن المفاهيم الخاطئة عن المهنة أنه يجب على اختصاصي العلاج الطبيعي أن يقوم بتطبيق العلاج مباشرة دون أن يقوم بفحص المريض أولا حسب الطرق المتبعة في ذلك ولهذا تجد بعض المرضى يستغربون أن يقوم المعالج الطبيعي بفحصهم مرة أخرى ولا يقتنعون بضرورة ذلك. أن الطريقة الصحيحة لتصحيح مفهوم العلاج الطبيعي في المجتمع تقع على عاتق جميع الممارسين للمهنة كل حسب موقعه سواء في الجامعات والكليات والمستشفيات وكذلك ضرورة تلقي الطبيب المعلومات الصحيحة عن المهنة وكيفية الاستفادة منها قبل تخرجه من الكلية وذلك لتصحيح القصور العلمي لديهم عن المهنة.