رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم ليوم الجمعة16/3
الاقتصادية:الجمعة 15-3-1430 هـ العدد :5632
"عاصفة الثلاثاء" وضياع المسؤوليات!
د. نجلاء أحمد السويل
ترى من المسؤول عن حالة الذعر التي حصلت بين الناس يوم الثلاثاء الماضي أثناء وقوع موجة الأتربة والغبار الكثيفة؟ ترى من المسؤول عن الأزمات النفسية التي دخل فيها الأطفال أثناء دواماتهم المدرسية؟ ومن المسؤول عن تلك الحوادث المرورية التي حصلت والحالات المرضية الحرجة التي نقلت إلى الطوارئ في المستشفيات؟ أعتقد أنها أسئلة غاية في الأهمية ولا أعتقد أن انتهاء الحدث ينفيها على الإطلاق بل بالعكس انتهاء الحدث يجعلنا نبحث عن الجاني الذي كان سببا في وقوع ما لم يكن من المفترض أن يحدث، في اليوم ذاته الجميع ذهب إلى دوامه في الصباح وفجأة وبعد حالة من صفاء الطقس نسمع وبشدة إشاعات مكثفة تتسلل إلى عدد غير بسيط من المدارس أن هناك "إعصارا" قادما ومتجها إلينا دون أن يكون أمامنا أي لحظات للتصرف بل إن الذعر انتاب الجميع لأنه وجد نفسه يعيش الحدث دون أي سابق إنذار!! أقاويل تتردد عن أن الجهات المسؤولة في التعليم طلبت من مديري المدارس إخلاءها منذ الصباح وأقاويل أخرى ترددت عن أن الإخلاء لم يأت إلا وقت الحدث نفسه، حالات من التخبط والعشوائية الرهيبة عاشها الكثيرون وانعكست على صورة شوارع مدينة الرياض ونتجت عنها حوادث كثيرة وقت الحدث، وأعود لأتساءل لماذا؟ لماذا لا يكون لدينا توجه في الوقاية من الخطر وليس ترميم ما يحدث بعد الخطر؟ ما الفائدة من التحذيرات التي أعلنها التلفزيون السعودي بعدما عاش الناس الذعر؟ أعتقد أنها قمة الاستهانة بحياة البشر والتعامل بكل سطحية مع عقولهم وتوجهاتهم الفكرية وكيف لا يكون ذلك وقد أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد أنها قد سلمت لبعض الجهات الإعلامية تقريرا يعكس الحالة السيئة للطقس وكان من المنتظر أن يعلن عنه التلفزيون أو الصحف ولكن ماذا كانت النتيجة؟! النتيجة لا مبالاة بحياة الجميع وإلا لأعلن ذلك عبر وسائل الإعلام ليأخذ الناس احتياطاتهم كما يحدث ذلك في كثير من المجتمعات الأخرى أثناء مرور البلاد بأي طارئ مناخي ومن هنا تكون الرئاسة العامة للأرصاد قد أخلت مسؤوليتها وتأتي مسؤولية بعض جهات الإعلام السعودي الذي لم ينظر إلى حياة الناس بأي أهمية تذكر، أين المسؤولية الإعلامية؟ هل هي في "اللت والعجن" في المواضيع السطحية وتكرارها، أين تقدير المسؤولية الإعلامية تجاه الناس في الإعلان عن الأهم فالمهم وليكن ذلك ولو كأقل تقدير عبر الشريط الذي نراه أحيانا يعرض على الشاشة طوال فترة البث التلفزيوني، من المسؤول عن إيجاد هذا الموقف الذي ربما يكون محكا واضحا عن انعدام الشفافية الإعلامية في كثير من الموضوعات ولعل أهمها ما يتعلق بحياة الناس؟! بل إن ما يثير العجب هو أن تأتي النصائح والتوجيهات الإعلامية بعد انتهاء الحدث! نقطة أخيرة تخص الرئاسة العامة للأرصاد وهي لماذا لا تبث على القناة الأولى نشرة تفصيلية عن الطقس بكل تفاصيله كما كان سابقا وليس فقط أرقاما تعكس درجات الحرارة نستطيع التقاطها من مؤشر السيارة التي نركبها وبكل بساطة، لا بد أن يكون هناك موجز للأحوال الجوية على مدار العام تماما كما تفعل ذلك القنوات الأخرى, لكن يبدو أن البعض لا يرى أهمية لمثل تلك المعلومات الأساسية للأسف!
|