عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم ليوم الجمعة16/3

صحيفة اليوم :الجمعة 16-3-1430هـ العدد:13055
حسن عبدالهادي بوخمسين
عشر سنوات على التقويم الشامل -2-
اختتمت مقالتي السابقة في الأسبوع الماضي بجملة من التساؤلات التي تدور حول نظام التقويم الشامل التعليمي الجاري تطبيقه في مدارسنا في المرحلة التعليمية الابتدائية في مدى نجاحه من فشله، وفي حال فشله أو عدم صلاحيته ومواءمته لواقعنا التعليمي من زاويتي المعلم والطالب ، وفي حال فشله هل بالإمكان تلافي الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة وإصلاحها، أو هل يمكن مثلا إيجاد نظام ثالث يزاوج بين النظام القديم (الامتحان الورقي) والجديد( التقويم الشامل) ؟كل هذه تساؤلات أود الإجابة عنها عبر هذه السطور القليلة القادمة مع علمي المسبق بأن الأجوبة تحتاج إلى نوع من التفصيل الذي يصل إلى حد التعمق والدراسة المطولتين، لكني أحاول أن أضع بعض النقاط التي قد تسهم في إثراء هذا الموضوع وإغنائه.
المعلم أولاً..
مما جاء من الأهداف لهذا النظام تقويم أداء المعلم وتحسينه وتطويره ومن ثم تحسين العملية التعليمية برمتها، فهل تحقق هذا الهدف واستطاع النظام أن يقفز بالمستوى الأدائي للمعلم خطوات كبيرة للأمام وملحوظة إلى درجة انعكاس ذلك مثلا على مستوى الطالب المتخرج خلال هذه السنوات التي جرى فيها تطبيق هذا النظام قياساً بالمرحلة التي سبقت ذلك أم أن العملية لا تعدو كونها مجرد محاولات وجهود تبذل من أجل تحقيق هذا الهدف في تطوير قدرات المعلم ومهاراته.
وأنا في تصوري أن الأخيرة هي الأرجح لافتقارها النتائج التي ذكرتها قبل قليل المتمثلة بداية في عدم تحسن مستويات الطلاب نتيجة لهذا النظام بأي نسبة تذكر، ذلك لأن المعلم يحتاج أساساً إلى المزيد من الإعداد والتهيئة وهو لا يزال بعد في مرحلة التلقي والدراسة، فأربع سنوات في الكلية والجامعة لا تكفي على ما اعتقد لتأهيل المتخرج ذي الاثنين وعشرين عاماً على إدارة صف طلابي في المرحلة المتوسطة يتكون من ثلاثين طالبا أو أكثر لا يقل عمر الواحد منهم عن الثلاثة عشر عاماً وقد يصل إلى الستة عشر عاماً وتوجيه هذا الصف وضبطه من أجل القدرة على أداء المهمة التعليمية المناطة به لهم فضلاً عن طلاب المرحلة الثانوية التي يبدأ عمر الواحد منهم بالستة عشر عاماً وقد يصل إلى العشرين عاماً أي بفارق عامين فقط ما بين التلميذ والمعلم !!
فأي أداء وأي مستوى ينتظر حينها من هذا المعلم وهو يقضي معظم حصته الدراسية في محاولته الشائكة للسيطرة على الوضع في الفصل الدراسي ! ولنا أن نتصور أيضا إذا زاد على ذلك عدم إلمام المعلم وإحاطته بكامل الموضوع الدراسي وتفاصيله ووقوعه في بعض الأخطاء والثغرات التعليمية مع وجود بعض الطلاب الأكفاء القادرين على اكتشاف مثل هذه الأخطاء ومبادرتهم إلى تنبيه المعلم لها وما يستتبع ذلك من ضعف وارتباك يقع فيهما المعلم ويزيد الطين بلة على إدارته للفصل أثناء تدريسه للمادة الدراسية.
وهنا أتذكر فكرة مهمة واستراتيجية قد طرحها سعادة الدكتور عبد الرحمن العصيل أستاذ العلوم السياسية ودراسات المستقبل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في إحدى محاضراته في منتدى الوسطية بالدمام حينما أكد على ضرورة تأهيل المعلم بتعليمه وتدريسه الماجستير ويا حبذا الدكتوراة في أي تخصص يراد له التدريس فيه مع وجود مناهج تربوية تأهيلية طويلة لبناء المعلم وصقله تربوياً.
وأخيراً وفي ختام هذه النقطة ولكي نكون واقعيين ولا نطلب من المعلم المتواجد على رأس العمل حالياً أكثر من قدرته وإمكاناته الفعلية ، على الجهات المسئولة مساعدته أولاً على توفير كافة الإمكانات والمستلزمات التعليمية الأولية والضرورية من تقليل عدد الطلاب في الصف الدراسي الواحد إلى عشرين طالباً أو أقل إن أمكن ذلك مع ملاءمة عمر المعلم مع طلابه بوجود الفارق العمري المناسب بينهم .
بالإضافة إلى إعانته والتخفيف عليه بتقليل عدد النصاب المفروض عليه من الحصص الدراسية، فهذا النصاب المعمول به حاليا الذي يصل إلى السبع والعشرين أو الثماني والعشرين حصة تقريباً إذا أضفنا حصص الانتظار مع الأربع والعشرين حصة الأساسية يؤدي به إلى الكثير من المعاناة والتعب الشديدين نتيجة وقوفه لمدة خمس ساعات متصلة يومياً في الفصل الدراسي مع الكلام والحديث المتواصل خلالها بالإضافة إلى رفع الصوت وتوتير الأعصاب وشدها نتيجة محاولته لضبط الفصل وإشاعة جو الهدوء فيه للقدرة على أدائه للدرس في أجواء طبيعة ، فإذا ما تحقق له ذلك كانت النتيجة الطبيعية لهذه المعاناة الفشل والقصور في الأداء الوظيفي التعليمي مهما بلغت قدراته التعليمية ومهاراته فيها !
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس