[جعبة الأسهم]

. عبد الوهاب القحطاني*
سابك وأهمية الاستقرار الوظيفي في وقت الأزمات
د. عبد الوهاب القحطاني*

كشفت الأزمة الاقتصادية العالمية الكثير من المشاكل الهيكلية في الاقتصادات القيادية و سارعت الشركات القوية إلى تنفيذ خططها الطارئة وحتى لا تزيد الأزمة الاقتصادية من تأثيرها على أدائها والمرتبط بالحالة النفسية للموظفين الذين يخافون من انهيار الشركات ومن الطبيعي أن للقيادات الإدارية دورا مهما وبارزا في احتواء التأثير النفسي للأزمة الاقتصادية على الموظفين حتى لا تضعف معنوياتهم وبالتالي يتدنى أداؤهم وولاؤهم الوظيفي الذي يؤثر في الإنتاجية.
التعامل مع الموظفين في وقت الأزمات الاقتصادية مهمة حساسة وعلى القيادة الاستراتيجية ذات النظرة البعيدة والطويلة أن تحافظ تماسك الموظف وتزيد من شعوره بالأمان الوظيفي حتى لا يتركها، خاصة الموظف المتميز الذي يؤدي تركه للشركة إلى تأثير نفسي سلبي كبير على الآخرين وبالتالي تصبح الشركة في مأزق أصعب مما كانت عليه بعد الأزمة.
الحقيقة أن عدداَ من موظفي سابك وجهوا رسائل نداء للكتاب المهتمين بالشأن الوطني وكنت منهم وفحوى ندائهم عن تجميد الزيادات والترقيات في سابك. أقول هنا: إنه يجب على الموظفين الوقوف مع سابك في وقت الأزمات وعدم المطالبة بما لا تستطيع سابك تقديمه لهم في الوقت الحالي، بل يجب عليهم الوقفة الصادقة التي تساعد الشركات على مواجهة الأزمة حتى تخرج منها من غير إعادة لهيكلة الوظائف ومن ثم يفقد البعض منهم وظائفهم لتصبح المشكلة أكبر مما كانت عليه.
لا شك أننا نفخر بسابك العملاقة وما حققته للمملكة من فوائد اقتصادية وسمعة عالمية طيبة عندما أصبحت ضمن الشركات الرائدة في الصناعات البتروكيماوية. نقدنا للإدارة العليا حول قرار الاستحواذ على البلاستك يأتي من حرص كل مخلص على مصلحة بلادنا الغالية. ويجب أن يكون الناقد موضوعياً وهادفا فيما ينقد وأن تستقبل الإدارة العليا في سابك هذا النقد بإيجابية. ونفخر بعلم سابك الذي يرفرف حول العالم ليشير إلى وجودها عالمياً وعملها محلياً، وهذا ما نأمل أن تنطلق منه سابك.
وأنصح سابك بعدم اللجوء إلى تسريح الموظفين السعوديين لما له من تأثير سلبي على من بقي في الشركة منهم. ومن الضروري التواصل المستمر بين القيادة العليا في سابك وجميع موظفيها، خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بالعالم قاطبة. وأقصد بالتواصل المستمر الذي يزيد ثقة موظفي سابك بها ويساهم في استقرارهم الوظيفي. توعية الموظفين بأهمية تآزرهم مع سابك ذي أهمية كبرى، خاصة عندما تتراجع الشركة في قراراتها بخصوص الزيادات السنوية والترقيات لأنهم قد يرون ويفهمون ما لا تراه وتفهمه الإدارة العليا في وقت الأزمات. وفي الختام أركز على أهمية استقرار المورد البشري في سابك لأنه الأساس في نجاحها، ويجب على كافة موظفي سابك دعمها مثلما دعمتهم في السابق قبل هذه الأزمة الاقتصادية العالمية التي تؤثر عليها.
وباختصار شديد أقول للموظفين :إن ولاءهم لسابك يختبر في وقت الأزمات وهذه إحداها. وللإدارة العليا في سابك أنصحهم بتجميد أي خطة استحواذ غير مدروسة، فكثير من الشركات الناجحة حول العالم استحوذت على أخرى، بحيث أصبحت اللقمة لا يتسع لها الفم، بل لا تتسع لها المعدة ما أدى إلى تراجع أدائها ومن ثم إفلاسها.
*جامعة الملك فهد للبترول والمعادن