[صقر قريش]

الاقتصادية:الثلاثاء20-3-1430 هـ العدد: 5636
لدى احتفال الجمعية باليوم العالمي للكلى
عبد العزيز بن سلمان: برامج التوعية ليست إبراء ذمة.. المهم تفعيلها
محمد الشهري من الرياض
أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان أن برامج التوعية والتثقيف التي تقدمها الجمعية ليست برامج إبراء ذمة، ولكن الأهم هي فعالية هذه البرامج وما يمكن أن ينتج عنها وما حجم الفائدة التي ستتحقق منها في درء زيادة عدد المرضى أو تحسين مستوى الخدمة أو ما إلى ذلك بشكل أو آخر يؤدي إلى تعظيم المنفعة.وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: "إذا كانت الغاية تعظيم المنفعة فإن تعاون الجميع في إيجاد المادة المعينة على توصيل المعلومة الصحيحة إلى مختلف شرائح المجتمع أمر مهم بحيث يكون الأسلوب المستخدم مناسبا لكل شريحة عمرية"، مبينا أن الجمعية ستسعى في العام المقبل إلى أن يكون هناك برنامج وطني يعد مع قبل كل الجهات التي لها الرغبة في المشاركة، وذلك بعد التنسيق والتنظيم بحيث يكون هذا البرنامج التثقيفي أو التوعوي أكثر فاعلية وهو الهدف بحد ذاته.وأضاف بمناسبة احتفال جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي باليوم العالمي للكلى، مساء الخميس الماضي في فندق الفورسيزونز في الرياض، أن غاية الجمعية هي رفع مستوى الخدمة الصحية لهؤلاء المرضى والمحافظة على كرامة المريض، قائلا:" نحن ندرك أهمية إظهار الحاجة لتحسين الخدمة من خلال توضيح أن هذه الشريحة هي شريحة مهمة يجب مساعدتها، ولكن لا نريد أن يكون ذلك من خلال استغلال الحالة المرضية أو استخدام عناصر صغيرة في السن قد يفهم منها استدرار مشاعر المواطنين وبالتالي الحصول على ما نريد أن نحققه من برامج أو غيرها".وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، أن الجمعية كانت وما زالت تحرص على ألا يستغل المريض أو يوظف توظيف سيئ وإظهارهم بمظهر المحتاجين بغية تفعيل برامج الجمعية.وأكد أن الحقائق العلمية لإعداد المصابين بمرضى الفشل الكلوي محليا وعالميا تستدعي من الجميع الاهتمام والتركيز على ضرورة الكشف المبكر لأمراض الكلى ومعالجتها قبل أن يتطور المرض وينتقل لمرحلة الفشل الكلوي النهائي.وأضاف أن الأمراض المزمنة غير المعدية وأمراض الكلى على وجه الخصوص تمثل تهديدا للصحة العامة حيث يوجد حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 500 مليون شخص مصاب في العالم يعاني مشكلات في الكلى.وقال: "إن حاجة المريض إلى إجراء العلاج المعاوض المتمثل في إجراء الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى التي تسبب عبئا اقتصاديا على ميزانية الرعاية الصحية في الدول المتقدمة وبشكل أكبر في الدول النامية وبتكلفة تراكمية للغسيل وزراعة الكلى تقدر بمليارات الدولارات خلال العقد المقبل بما فيها التكاليف الرأسمالية للأجهزة الطبية والصيانة والقوى العاملة إضافة إلى الأعباء الاجتماعية والنفسية للمرضى التي تحد من إنتاجيتهم وإسهامهم في بناء المجتمع".وزاد: "لا يخفى على الجميع ما للتثقيف الصحي والتوعية في مجال أمراض الكلى من دور بارز في إيصال المعلومات الصحية لجميع شرائح المجتمع الذي يعد أحد عناصر الرعاية الصحية الأساسية التي تهدف إلى تغيير الأفكار والعادات والسلوكيات غير الصحيحة في المجتمع".وأفاد أنه انطلاقا من رؤية الجمعية المتمثلة في جعل المجتمع أكثر وعيا بأسباب أمراض الكلى وطرق علاجها، حيث برزت الحاجة إلى بناء علاقات تعاون مع الجهات والمؤسسات ممثلة في وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية تهدف إلى توحيد الجهود التوعوية والتثقيفية ونشر الوعي حول أمراض الكلى وأساليب علاجها وتسخر كل الإمكانات للوقاية من هذا المرض الذي يعد مشكلة صحية عالمية تواجه جميع دول العالم بما فيها المملكة.وأبان أن احتفال الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم باليوم العالمي للكلى يأتي امتدادا لتعاون الجمعية الذي بدأ العام الماضي، وانطلاقا من حرصنا على توعية وتثقيف جميع أفراد المجتمع بمن فيهم الطلاب والطالبات حول الوظائف الحيوية التي تقوم بها الكلى والأمراض التي قد تتعرض لها وتؤدي إلى تعطيلها عن القيام بوظائفها وأساليب الوقاية منها تنفيذا لتوجيهات الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس إدارة الجمعية على المشاركة الفاعلة في المناسبات العالمية المرتبطة بصحة الإنسان.وأشار إلى أن اتباع الأساليب الوقائية مهم للحفاظ على الكليتين من خلال إجراء بعض الفحوص الطبية الضرورية تجنبا للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري اللذين يعدان السببين الأبرز للإصابة بأمراض الكلى إذا لم تتم السيطرة عليهما، وتتضح خطورة الوضع المستقبلي إذا عرفنا أنه من المتوقع أن يصل عدد المصابين بمرض السكري في العالم إلى ما يقارب 300 مليون شخص في عام 2025م.وأوضح أن جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي حرصت على مد الجسور وتقوية الأواصر مع كل أفراد المجتمع ومؤسساته سواء الحكومية أو الخاصة لتقديم الخدمات وتحسينها لمرضى الفشل الكلوي وتوعية المجتمع عن أمراض الكلى والوقاية منها.وقال: "إنه تم إبرام عدة اتفاقيات مع جميع الجامعات السعودية الحكومية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تؤطر القيام بحملات توعوية مشتركة لمثل هذه المناسبات الصحية العالمية ومنها اليوم العالمي للكلى وذلك لنشر الوعي بين الطلاب والطالبات حول وظائف الكلى وأهمية الوقاية والتوعية بأمراضها، كما سيتم توقيع اتفاقية مع كل من وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب لعمل وإعداد مجموعة من البرامج التوعوية المشابهة، متمنيا أن تؤدي إلى نشر الوعي الكافي للعناية بالكلى والمحافظة عليها وتقليل عدد المصابين بها في المملكة وخصوصا بين الأجيال الشابة في المجتمع الذين يمثلون أكثر من 60 في المائة من عدد السكان.ولفت الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أن الاكتشاف المبكر لأمراض الكلى يساعد في التقليل من الإصابة بمرض الفشل الكلوي والحد من تدهور وظائف الكلى، ويتم ذلك من خلال إجراء الفحوص الطبية الضرورية الروتينية مثل فحص السكر وضغط الدم ونسبة الزلال وهذه فحوص متوافرة في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية وهي مجانية.وقدم الأمير عبد العزيز بن سلمان المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، شكره للأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم وكافة منسوبي وزارة التربية والتعليم على التعاون والجهود الطيبة التي بذلوها في الإعداد والمشاركة في المناسبة العالمية المهمة التي هي امتدادا للعمل التوعوي المشترك بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم، وبمؤازرة المؤسسات التعليمية الأخرى في سبيل نشر ثقافة الوعي الصحي بين جميع أفراد المجتمع. كما تقدم بالشكر لجميع من ساهم ويساهم مع الجمعية في سبيل تحقيق آمالها وتطلعاتها وبرامجها وأخص بالشكر الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة ورئيس مجلس الخدمات الصحية والإخوة أعضاء المجلس، والجهات الإعلامية لمؤازرتها ومساندتها الجمعية.ولفت المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، إلى أن برنامج 50 X60 هو برنامج فاعل حيث تمكنت الجمعية من جمع نحو35 مليون ريال من خلال تبرعات الإخوة والأخوات المتبرعين من المواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات بعشرة ريالات، مشيرا إلى أن الجمعية أثبتت أن العمل الخيري يجب أولا ألا يرتبط بمال فقط ولو أنه عنصر مهم، كما أثبتنا أن هناك برامج تعتمد على جهود فردية ومجموعات مثل: برامج التوعية وبرامج أخرى عديدة اعتمدت في المقام الأول على مجهود أشخاص، وما تحقق منها الآن يساوي ملايين الريالات، كما نسعى خلال السنوات الخمس المقبلة أن يكون مستوى الخدمة أفضل مما هو عليه الآن سواء من ناحية توافر مراكز الغسيل أو من ناحية توافر الأدوية أو من ناحية توافر الخدمات الطبية الشاملة التي ترقى إلى المستوى المأمول.وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان أن أي متبرع يجب أن يقدر ويكرم ويجب ألا يتم فصله من عمله بأي حال من الأحول لأن المتبرع قدوة يجب أن يحتذى بها"، مبينا أن التبرع بالكلى لن يؤثر في وظائف الجسم ولن يؤثر في الإنسان بأي شكل من الأشكال حتى ولو حصل ذلك فيجب ألا يكافئ الإنسان بغير التقدير والتكريم وإبرازه كقدوة، مقدما شكره وتقديره للزوج الذي تبرع بكليته لزوجته، وأن ما قام به الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية يشكر عليه، في إعادة المواطن إلى عمله بعد أن فصل بسبب تبرعه بكليته لزوجته هو نموذج متميز لجميع المسؤولين في الدولة للنظر في مثل هذه المواضيع أو المواضيع الأخرى المشابهة.وأشار المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، إلى أن هناك برنامجا في المملكة لتبرع بالأعضاء من الأقارب ومن غير الأقارب تم تفعيلها، كما أن هناك برنامجا التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغيا سيتم تفعيله مع وزارة الصحة وبعض الجهات المعنية، وذلك بعد التثبت من عدم استغلاله أي استغلال يضر سواء بأسر المتوفى دماغيا والمتوفى دماغيا، وذلك بالطريقة الصحيحة والسليمة التي لا يتضرر منها أحد حيث يعد أحد البرامج الموفرة للأعضاء.وذكر الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن الجمعية تولي موضوع البحث العلمي أهمية كبيرة لما له من دور فاعل في الوقاية والعلاج بعد المرض أو قبل أو أثناء المرض، قائلا: "إن جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي وقعت اتفاقية تعاون مشترك مع الجمعية السعودية لأمراض الكلى وهي جمعية علمية فيها جميع أطباء الكلي في المملكة، حيث سيتم تفعيل هذه الاتفاقية من خلال أول نشاط سيتم تقديمه الشهر المقبل عبر عقد مؤتمر عالمي يناقش مواضيع عدة هدفها الحصول على أكبر قدر ممكن من المعرفة والاطلاع عن جميع الأبحاث العلمية الجديدة والمطورة في علاج أمراض الكلى بشكل عام.واستطرد: "تسعى جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي مع أعضاء الجمعية السعودية لأمراض الكلى إلى تطوير برنامج علمي يهدف إلى القيام بعدة بحوث جزء منها يخصص للبرنامج الوطني لغسيل الفشل الكلوي وجزء آخر تحت مظلة الجمعية بالتعاون مع جميع أعضاء الجمعية السعودية لأمراض الكلى، وبالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الذي يهدف إلى توفير إمكانات إضافية لهؤلاء الخبراء والعلماء في عملية تطوير البحوث العلمية التطبيقية والمعني بها مرضى الفشل الكلوي في المملكة أو على الأقل متابعة التطورات العلمية ومحاولة إيجاد وسائل لتوظيف هذه التطورات بما يخدم مرضى الفشل الكلوي.من جانبه أوضح لـ"الاقتصادية" علي بن عبد الرحمن السبيهين الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتأمين التعاوني، أن الاتفاقية الموقعة بين شركة التأمين التعاونية وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي منذ عامين ونصف تقريبا جعلت العمل المشترك مقسما بشكل أكثر فاعلية.وأضاف أنه بموجب هذه الاتفاقية الموقعة فإن "التعاونية" أوكل إليها مهمة إدارة خدمة غسيل مرضى الفشل الكلوي، وذلك لما لديها من تعاقدات قائمة مع المراكز الصحية المختلفة، وما تسخره من القدرات والموارد التي لديها، وما تمتلكه من خبرتها في إدارة المطالبات والموافقات وإدارة الخدمة بشكل عام أسهم في إنجاح هذا التعاون المشترك البناء لخدمة هذه الفئة الغالية، مشيرا إلى أن ما تقوم به التعاونية يعد جزءا من مسؤوليتها الاجتماعية وهي بادرة جديدة في العمل الخيري في المملكة.وأشار الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتأمين التعاوني، إلى أن الاتفاقية كرست جهود جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، في توفير الأنظمة والإجراءات الفاعلة التي تحقق التمويل الكافي والميسر لبرامجها في حين جعلت مهمة التشغيل والإدارة للجهات المتخصصة، الأمر الذي أسهم في تحقيق أقصى درجات الكفاءة والفاعلية، وهي بذلك تركز أعمالها في الوظائف التي تشيدها وتتفرغ لتوفير الدعم المالي والرسمي من الجهات المختصة.وتنص مذكرة التفاهم على قيام الشركة الوطنية لتأمين التعاوني بإدارة مشروع "رعاية غسيل دموي لمرضى الفشل الكلوي للمحتاجين"، طبيا وفنيا وماليا من خلال التعاقد مع المستشفيات والمراكز الخاصة "مقدمي خدمة الغسيل الكلوي الدموي" لتأمين جلسات الغسيل الكلوي وإجراء التحاليل الطبية اللازمة لكل جلسة وعلاج الاختلاطات الحادة الطارئة التي تحدث أثناء جلسة الغسيل فقط، بما في ذلك الحالات التي تحتاج إلى تنويم ومع خدمات نقل المريض عند حاجته لذلك من مقر إقامته إلى مركز الغسيل وبالعكس في المدينة وفق المعايير الطبية والعلاجية المحددة من قبل لجنة الخدمات الصحية والاجتماعية في الجمعية.