[صقر قريش]

المدينة : الثلاثاء 20-03-1430هـ العدد : 16764
التطوير المنتظر
د. حمود أبوطالب
أفادتنا صحيفة “عكاظ” يوم السبت 14/3/2009م، أن وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله سيجتمع مع 83 مديرًا للتربية والتعليم في المناطق والمحافظات؛ لمناقشة مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، وسيكون شعار اللقاء (شركاء في التطوير).حسنًا، حين يكون هذا الموضوع في بداية قائمة اهتمامات فريق الوزارة الجديد، فلطالما تساءل المجتمع عن هذا المشروع المهم، الذي يتوقّف عليه مستقبل الوطن، ولطالما أُثيرت أسئلة كثيرة وكبيرة عن مصيره، ولطالما واجهتنا الوزارة بالصمت المطبق، الذي لا يجوز لها أن تمارسه حيال المجتمع.. تسعة مليارات خصصتها الدولة لمشروع التطوير قبل سنوات، ولا نعرف ما الذي فعلته الوزارة أكثر من إعلانها عن محاور عامة لمشروع التطوير، لا تفيد بشيء، ولا توضّح إستراتيجية تهدف إلى شيء محدد ومقنع.تفتق ذهن الوزارة عن توزيع أقراص مدمّجة كنوع من التطوير، لكن معظم الطلاب والطالبات لم يشاهدوا تلك الأقراص، والذين شاهدوها وجدوا أنها مجرد نقل للمناهج الورقية المهترئة.وبعد فترة أعلنت الوزارة أنها ستوكل مشروع التطوير إلى شركة، ولكننا لم نعرف شيئًا عن الشركة، وخبرتها، وإنجازاتها في مجال التعليم، ويبدو أنها كانت محاولة للتخلّص من عبء المشروع، ومثل هذا التصرف أخطر من عدم تنفيذه نهائيًّا.أضعنا من الوقت ما لم يكن أحد يتصوّره، وأسرفنا في التردد والمراوحة إلى حد اليأس، خلال ذلك تراكمت العقول الغضّة الفارغة من أي تعليم تستطيع به مواجهة الحياة. والآن الآمال معقودة على الفكر الجديد الذي يدير الوزارة، ونتمنى ألاّ تخيب آمالنا، وتستمر رحلة انتظارنا إلى ما لا نهاية.