افق الشمس:وش أسوي يا خاله؟
د.هيا عبد العزيز المنيع
تلك الجمله ليست قادمة من بين انفاس فتاة تستجدي عاطفة المارة لتحصل على مبلغ من المال..، وليست عبارة متهالكة لطفل يقف بقرب مطعم ليستثيرعواطفك وانت تاخذ طعاما لصغارك كي تشركه معهم...؟؟ ابداً بل جاءت من طفلة في الخامسة عشرة من عمرها...، حسنا هي مراهقة وليست طفلة...، لن نختلف...؟؟ ولكن تلك الصغيرة اسقط بيد والدتها حين تم استدعاؤها من المدرسه لانهم يشكون ان الطالبة (الانثى ) تحب...؟؟ انها كارثة وحقيقة هي كذلك ولكن كيف تم اكتشاف الامر..؟ لم يكن الامر معقدا ابدا بل جاء بكل بساطة وعفوية...، الصغيرة امتلا دفترها بالعبارات الرقيقة وتدفقت مشاعرها على نهايات غير دفتر بل بالغت في وصف مشاعرها الى درجة انها أبدعت في رسم مشاعرها وارتعاشات يديها وهي تلامس يديه...؟ وزاد تدفق المشاعر وهي ترمي له بورقه الوداع لان الحب انتهى بمجرد ان طلب منها الزواج رغم رفض اسرته لهذا الزواج....؟؟
فتح ملف التحقيق مع الطالبة لتقف الحروف بين شفاهها الجافة وتبعثرت الحروف وبقيت صامتة لاتعرف ماذا تقول اصرت لجنة التحقيق العسكري عفوا التربوي...، كشفت الصغيرة عن ستار المسرحية واكدت لهم انها لاتحب وان فارس الاحلام ليس سوى جزء من خيال امطرت به سماء المشاعر بعد ان اغلقت نوافذ التواصل مع والدتها المنشغلة الى حد النخاع بتصحيح دفاتر الطالبات الاخريات....؟ وبعد ان اكد لها والدها ان الهدية لاتكون الا لمن يتفوق في دراسته وليس في شخابيط الخواطر...؟؟ والاكيد ان اخاها ليس بأحسن حال من والديها وكان الورق خير رفيق، وكان تعبير الحب للآخر خير متنفس.....؟؟ بكت الصغيرة كثيرا حتى نامت ولم تعرف الى ماذا انتهى التحقيق لانها اساسا لم تخطئ او على الاقل هي تعتقد ذلك....؟ بكت الام المعلمة حين علمت بالحقيقة وحين اكدت لها ابنتها انها لاتحب بل تريد ان تحب ...؟ تذكرت تلك الدفاتر المليئة بالخواطر وتذكرت كيف انها تقوم بتحويلهن للمرشدة او الادارة للتحقيق معهن...؟ وتذكرت اكثر كيف انهن يبكين ظلمهن لاتهامهن بما ليس فيهن..؟ ثم تذكرت اكثر واكثر كيف ان ابنتها كانت تسأل خالتها وش اسوي ياخالة احب الكتابة ولااحد يهتم فيني...؟؟ تذكرت كيف ان الخالة وهي طالبة جامعية احتضنتها ثم قالت يابعد عمري ...؟ ثم تذكرت في زحمه الاسترجاع ان ابنتها تمسك بالقلم دائما ولاتنسى ان تنام وهي تحتضن لعبتها التي كتبت لها كثيرا....
http://www.alriyadh.com/2009/03/18/article416582.html