في أعقاب تحذير خالد الفيصل من التيارين التكفيري والتغريبي
خاشقجي: التيار التغريبي يبني بالقلم والورقة.. ولكن تشوشت رؤيته

(سبق) الرياض:
رأى رئيس تحرير صحيفة "الوطن" جمال خاشقجي أن "التغريبيين" الذين حذّر منهم أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل خلال محاضرته بجامعة الملك عبد العزيز مجموعة "تبني ولكن تشوشت رؤيتها، وسعت أن تغرس نبتة في غير تربتها"، مسلحين بالقلم والورقة.
وكان الفيصل قد حذر من التيارين التكفيري والتغريبي في المملكة، وقال عنهم: التطرف التكفيري يريد أن يسلبنا ويسلخنا عن ديننا والتيار التغريبي يريد أن يسلخنا من ديننا فهذا له أجندة وبرنامج وهذا له أجندة وبرنامج هذا يريد أن يوقف كل تعامل مع الآخر بصرف النظر عن من هو الآخر المهم أنه كل من يختلف معه في الرأي ويريد أن يتقدم بتنفيذ خططه إلى حد القتل والتدمير ليصل إلى غايته بصرف النظر أن الإنسان كان من المسلمين أو من غير المسلمين والتيار التغريبي الذي يرتدي عباءة الإسلام ويسعى إلى تقديم البديل للمجتمع السعودي وهو نقل الفكر والنظام والقيم الغربية وتطبيقها على الشعب السعودي بصرف النظر عن كون هذه القيم تعترف بالإسلام ولا تعترف به وسواء كانت تحارب العقيدة الإسلامية أم لا فكلا التياران مدمر وكلاهما يهمشان منهج الاعتدال السعودي الوسطي الذي نجح في توحيد هذه البلاد وتطويرها وواجه جميع الأزمات وتغلب عليها ووقف أمام جميع حركات التطرف والمد الشيوعي وأنتصر".
وقال خاشقجي في مقالته في صحيفة " الوطن" أمس والذي انتقد خلالها "هشاشة وسطحية الأسئلة" التي وجهت الى الامير خالد بعد كلمته، : لو وقف أحدهم وقال لسمو الأمير (لقد ساويتم في رفضكم ونقدكم للتكفيريين والتغريبيين، بينهما، فالمجموعة الأولى تهدم وتلغي المجتمع، بينما الثانية تبني ولكن تشوشت رؤيتها، وسعت أن تغرس نبتة في غير تربتها، كما أن الأولى حملت السلاح وقتلت، والثانية تحمل قلما وكتابا، وبينما نستطيع أن تنفق مع الثانية عند "كلمة سواء" طالما ارتضت الاحتكام إلى الأساس الذي قامت عليه البلاد، فإن الأولى لا تحتمل غير انتصار يحقق لها "إيماناً لا كفر فيه" فننحاز إلى فسطاطها مستسلمين لأمرها، أو أن ننتصر عليهم بالمنهج والقوة معا، فلا يبينون بعدها أبدا).
واضاف : أو لو علق أحدنا على قول الأمير إن المبادئ الثلاثة الشهيرة التي صنعت الحضارة " الحرية، العدالة والمساواة " موجودة أصلا في إسلامنا، وهو قول حق، وسبقنا بذلك الغرب، ولكنها كانت 3 جواهر مفقودة، حبانا بها الله يوم بعث سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن السلطة والفتنة، أضاعتها في صندوق الإسلام الذي ازدحم بتراكم السنين والأحداث، حتى اكتشفها مثقفو الغرب فصقلوها وبعثوها من جديد.
وقد أشكل على بعض من قرأ ما دار في محاضرة سمو الأمير خالد الفيصل وتعليقات الأستاذ جمال خاشقجي الربط المنطقي بين الطرحين، وتساءلوا إن كانت مقالة خاشقجي توضيحا لما جاء مجملا في خطاب الأمير خالد الفيصل أو استدراكاَ عليه، وكلاهما يعتيبر إشكال بانتظار المزيد من الحوار والحراك في قادم الأيام.