رغم قرار"أدبي الرياض" تأجيل مناظرة البريك والحمد
"الأغلبية الصامتة" تشعل مواقع الإنترنت والمنتديات

عمر غازي (سبق) الرياض:
في الوقت الذي توقع فيه المراقبون هدوءً نسبيا على الساحة الثقافية والفكرية في المملكة بإعلان النادي الأدبي بالرياض تأجيل المناظرة الفكرية المزمع انعقادها بين الدكتور سعد البريك والدكتور تركي الحمد شهدت مواقع الإنترنت المختلفة والمنتديات والصحف الإلكترونية تفاعلا غير مسبوق من الجمهور على اختلاف المستويات الثقافية والأعمار والتوجهات. وكان من المفترض انعقاد المحاورة أو المناظرة الفكرية والتي كانت بعنوان ( الأغلبية الصامتة) يوم السبت الموافق 17/3/1430 بالتزامن مع انقضاء معرض الكتاب الدولي بالرياض وما شهده من أحداث وفعاليات كان ختامها مع المفكر المغربي الأكثر إثارة للجدل الديني والفكري الدكتور محمد عابد الجابري، الأمر الذي دفع إلى تأجيل المناظرة.
إلا أن هذا التأجيل أو ربما الإلغاء كما يراه البعض لم يهدئ من حدة التوتر كما كان متوقعا بل ازدادت الأمور اشتعالا وتأججت المواقف وانتقلت المعركة الإلكترونية الدائرة على الانترنت إلى الصحافة المكتوبة.
اتهامات بالهروب، إعلان بالانتصار، تنقيص من الأشخاص، هجوم على الآخر، إشادة بالتأجيل، عتب على المسؤولين ، دعاوى للمناظرة في جهات أخرى. تلك أبرز المواقف وردات الفعل المثارة.
ففي جريدة الجزيرة وتحت عنوان " البريك والحمد مناظرة إيه!! كتب ناصر الصرامي يقول : " المناظرة لن تكون فكرية الطابع، ولا تتوفر لها شروط الحد الأدنى الذي يسمح بوصفها بذلك، نحن هنا أمام خطيب ثري يريد أن يناظر مفكراً وأديباً وكاتباً، أي عالمين وفكرين وتيارين بينهما فرق كبير، مثل أن يناظر اقتصادي يحمل معلومات وأرقاماً عن العالم، خطيب مسجدنا المجاور في شأن الأزمة العالمية المالية، أو بين متخصص في السيارات وعاشق لها وميكانيكي ماهر مع كاتب عرائض هذا من جانب"
وتساءل الصرامي قائلا:" هل الواقع العام يسمح أصلاً بوجود مساحة مشتركة للحوار بين واعظ مجتهد وخطيب جماهيري مفوّه مع مثقف صاحب رؤية مستقبلية..؟"
الأمر الذي اعتبره الكثير خاصة محبي الشيخ البريك وتلامذته هجوما شخصياً على الشيخ وتنقصا من مكانه وعلمه ومحاولة للنيل منه فكانت تعليقات القراء على نفس المقال في موقع الجريدة ما يشكل إجماعا ضد الصرامي واتهامات له بالبحث عن الشهرة والأضواء بهجومه على البريك.
من جانبها تفاعلت جريدة "شمس" مع الحدث وقامت باستطلاع آراء عدد من المثقفين وأصحاب الفكر حول قرار التأجيل فأيد القاص والروائي عبد الحفيظ الشمري انعقاد المناظرة ,مشيرا إلى أنه يرحب بتقريب وجهات النظر بين البريك والحمد كشخصين وليس كفكرين لأن لكل شخص فكره واتجاهه الذي لا يحيد عنه.
من جانبه رفض الروائي يوسف المحيميد التعليق على هذه المناظرة وقرار تأجيلها , مشيرا إلى عدم اهتمامه بهذه القضية. وأشاد الدكتور محمد آل زلفة بقرار تأجيل المناظرة , مشيرا إلى أن مثل هذه المناظرات لا تقدم للمجتمع إلا تأجيجا للفتنة والزج به في غياهب الظلمات. وأضاف آل زلفة قائلا : الدكتور تركي الحمد لا توجد مقارنة بينه وبين الدكتور سعد البريك ففيما يعرف الأول بعقلانيته وأطروحاته، فإن الثاني - أي البريك - لا تعرف له أي إنجازات في بناء المجتمع وطرح الكتب التي تزيد من ثقافة المجتمع وخدمته".
ويرى العالمون ببواطن الأمور أن هذا الهجوم الحاد من طرف آل زلفة على الدكتور سعد البريك ومحاولة التقليل منه تأتي على خلفية رفض البريك التحاور مع آل زلفة والذي كان مرشحا للمناظرة بعد اعتذار الدكتور خالد الدخيل وقبل قبول الدكتور تركي الحمد لذلك.
واكتفت "شمس" باستطلاع رأي الدكتور ناصر الحنيني والذي استنكر قرار التأجيل مبدياً استياءه من منع المناظرة في الوقت الذي تعلو فيه المطالب بالمنادة بالحريات متسائلا أليست هذه حرية الرأي؟
وقال الحنيني :" إن التيار الذي يمثله الحمد ليس له أي مشروع تنموي وحضاري وثقافي يخدم المجتمع وأن نقص الحصيلة العلمية والثقافية لديهم دفعت الكثير منهم إلى التهرب من مواجهة الجمهور خوفاً من تعرية أفكارهم ومصادمتهم مع النصوص الشرعية".