[صقر قريش]

الاقتصادية:السبت 1430/3/24 هـ . العدد 5640
حقيبة المدرسة
خالد السهيل
تضخم المناهج والكتب المدرسية يجعل حقيبة الطالب والطالبة معضلة، ومن يشك في ذلك عليه أن يحاول حمل حقيبة ابنه أو ابنته، وسوف يكتشف أن الأسفار التي تتضمنها الحقيبة تحتاج نظرة من وزارة التربية والتعليم . لا أجد حرجا في التعبير عن قناعتي بأهمية تخفيض المناهج وتقليص المقررات المكررة . إنني أجزم أن من طلابنا وطالباتنا من لا يعرف الفرق بين الركن والواجب في الصلاة، لأن رأسه مملوء بكثير من الأمور التي لا يحتاج إليها في عباداته اليومية . ليس غرض المدرسة تخريج علماء في الدين أو الرياضيات أو سواها، وإنما تهيأتهم ليختاروا السبيل المناسب لهم في المراحل الدراسية العليا، ويكفي أن يكون الطالب ملما بالأساسيات الأهم سواء على مستوى اللغة أو الدين أو العلوم الاجتماعية . ليس مهما أن يدرس الطالب التاريخ والجغرافيا من خلال مقررين، يمكنه أن يتعلم هذه من خلال منهج واحد خاصة في السنوات الدراسية الأولى . ليس ضروريا أن يكون هناك توحيد وفقه وحديث وتفسير وقرآن . هذه المواد الخمسة يمكن اختصارها في مادة واحدة أو مادتين . من الغريب أن مناهج اللغة العربية على كثرتها لم تفلح في تخريج طلاب يتقنون الكتابة والقراءة بشكل جيد . إذن العبرة ليست في أن يكون لدي مادة للقواعد وأخرى للتعبير وثالثة للإملاء ورابعة للخط وخامسة للبلاغة . . إلخ . وإنما العبرة في توفير وعاء يختزل كل تلك العلوم ويركز على بناء المهارات بالاعتماد على الوسائل العملية . إذا اختصرنا المناهج سوف نوفر الوقت ونستفيد من جهد المعلم . أنا متأكد أن التغيير الحقيقي يبدأ من هذه النقطة ويمتد ليشمل التغيير النوعي بتطوير مهارات المعلمين وإعطاء الجانب التربوي مساحة أكبر بدلا من طغيان الحشو الذهني غير المفيد . نحن نحتاج إلى عقول تتعود على التفكير والاستنباط ولا نحتاج إلى آلات تسجيل تحفظ ثم يتلاشى ما حفظته بعد مغادرة قاعة الامتحان .