رد: الملف الصحفي التربوي ليوم السبت 23/3
المدينة : السبت 24-03-1430هـ العدد : 16768
المقاصف المدرسية … ونوعية الغذاء
د . محمود إبراهيم الدوعان
هل خطر على بال أحدنا أن يسأل ابنه ماذا يأكل في المدرسة؟!! أعتقد بأن معظمنا سوف تكون أجابته بلا، إذًا: ماذا تقدم المقاصف المدرسية لأبنائنا خلال اليوم الدراسي من مواد غذائية ومشروبات تسد احتياجاتهم الجسدية خلال تواجدهم بالمدرسة؟ لقد ساءت أخيرا المقاصف المدرسية بعد أن أُسندتْ إدارتها إلى شركات تجارية، ومتعهدي تغذية لا يهمهم كثيرًا صحة الإنسان بقدر ما يهمهم الكسب المادي والعمل التجاري، الذي يحقق الربح الوفير مقابل الجودة الأدنى والتكاليف الأقل، ولذا نلاحظ إن الغالبية العظمى من أبنائنا الصغار لا يتناولون وجبة الإفطار في المنزل (ولو غصّبت عليه يقول لا)، بل يفضلون تناول وجبة الإفطار في المدرسة مع أقرانهم في فترة الفسحة . وقد تدنى كثيرًا مستوى هذه الوجبات، حيث أصبح معظمها يعتمد على الشيبس والمواد المصنعة والمعالجة بالمواد الحافظة ومكسبات الطعم، بحيث يقبل عليها الأطفال بنهمٍ كبير، وهي قليلة الفائدة وذات قيمة غذائية متدنية . . . لقد كنا قديمًا (قبل عقود من الزمن) نلجأ للمقصف المدرسي أثناء الفسحة لتناول شيء من الطعام يعين الطالب على إكمال يومه الدراسي، وهذه الوجبة عبارة عن ساندوتش (تونة أو جبن أو جبنة ومربى، بيض مسلوق، أو شكشوكة) أو قطع من البسكويت مع قارورة بيبسى يزحلق بها ما يمضغ، وكان معظم من يبيعون في المقصف من الطلاب المشاركين في النشاط المدرسي، وكان معظم الطلاب يساهمون بمبلغ زهيد في رأس مال المقصف، يعود عليهم في نهاية العام بربح بسيط يفرح به الطالب أيما فرح في ذلك الزمان، وكان معظم الأكل المتوفر في المقاصف من مواد أو سندوتشات مفيدة، وجيدة، ومعدة في يومها، ولكن ما يحدث اليوم في مقاصف مدارسنا شيء يحتاج إلى عناية واهتمام أكبر، حيث تدني مستوى النظافة، وانخفاض مكونات الغذاء الصحية، إضافة إلى أن معظم العاملين بالمقاصف من العمالة الوافدة، الذين يفتقرون لأبسط قواعد النظافة، والحرص على الاهتمام بصحة الطلاب . والسؤال الذي يطرح نفسه والذي نوجهه إلى إدارات التعليم بمناطقنا المختلفة هو: هل هناك مراقبة دائمة ومتابعة لصيقة من قبل إدارة المدرسة أو من قبل المشرفين التربويين حيال هذه المقاصف، وما تقدمه من أطعمة لأبنائنا الطلاب؟ هل الأغذية المقدمة مراقبة صحيًا، وذات جودة عالية حفاظًا على صحة الأحداث؟ هل متعهدو الأغذية في المدارس يقومون بمراقبة العاملين في التجهيزات وضمان سلامتهم من الأمراض المعدية في صنع مواد الغذاء داخل المقاصف؟ هل هناك آلية محددة في كيفية وصول هذه الأغذية للمدارس، وفحصها، والتأكد من سلامة تواريخها قبل بيعها للأطفال؟ هل يمكن إعادة تفعيل العمل الجماعي بين الطلاب في خدمة المقصف المدرسي، والمشاركة في البيع، والحفاظ على النظافة داخل المقصف، مع ترك جلب المواد الغذائية لأحد المتعهدين المشهود لهم بالأمانة والنزاهة في تقديم الأغذية السليمة، والجيدة، والنافعة لأجسام الطلاب وأفكارهم؟ ما هو دور إدارة المدرسة ومشرفيها (كآباء يحرصون على سلامة جميع أبنائهم الطلاب) في متابعة هذه المقاصف، والرفع في حالة التقصير (من قبل المتعهدين) للجهات المسؤولة في اتخاذ الإجراء المناسب حيال هذا التقصير؟لقد أحسنت وزارة التربية والتعليم صنعًا في منع دخول المشروبات الغازية إلى المدارس، وهذه خطوة رائدة وإيجابية تشكر عليها الوزارة، ولكن في المقابل هل وفرّنا البديل الأمثل من المياه الباردة، والنظيفة والخالية من التلوث داخل أفنية المدارس؟ هل نحن حريصون فعلاًً على الحصول على بيئة دراسية نظيفة وخالية من التلوث المائي والغذائي داخل أسوار المدارس؟نرجو ونأمل من وزارتنا الكريمة (وزارة التربية والتعليم) متابعة هذا الموضوع، وإعطائه أهمية بالغة، لأن الطالب يقضي جل وقته داخل أروقة المدرسة، ويتناول فيها الأطعمة والأشربة التي تساعده على اكتساب الطاقة التي تؤهله لقضاء يوم دراسي مفعم بالحيوية والنشاط خلال دوامه اليومي بين جدران مدرسته وبيته الثاني .
|