رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم الاحد 25/3
الرياض : الأحد 25 ربيع الأول 1430هـ العدد : 14881
ماذا صنعنا لذوي (الاحتياجات) القدرات الخاصّة ؟
الدكتور/ فايز بن عبد الله الشهري
لا أكتب هنا عن دور المؤسسات الرسميّة ولا عن القائمين بحكم (الوظيفة) على شئون شريحة عزيزة في مجتمعنا أسميناهم ظلما "المعاقين". وبناء على ذلك فسيتوجّه الكلام هنا (للناس) وعن هذه الفئة الغالية التي نكاد كلنا نخطئ في حقها بدءً من حقوق أعضائها في المنزل وانتهاء بتجاهلهم في خططنا للطرق والمرافق التي يبدو أننا صمّمناها لأبطال ألعاب القوى. لا بد أن نتفق بأن "المعاق" ليس وصفا كريما لمن حُرموا نعمة اكتمال أعضاء الجسد أو فقدوا إحدى الحواس التي (أعاق) كثيرون منّا قيمة وجودها. وهناك من يضم إليهم فئة من قلّ نصيبهم من الصحة الجسدية ومع هذا لم يتبرّموا ولم ييأسوا من نعمة الحياة بل قنعوا بما قسم الخالق للمخلوق وواصلوا العطاء ليعطوا للأصحاء الدروس النادرة في التفاؤل والعمل والانجاز. مشاهد الكترونية تلفت الانتباه لهذه الفئات الناشطة في الحياة ممن يستحقون اسم ذوي "القدرات الخاصة" الذين يشكلون نسبة تزيد على 13.5% من مجموع سكان العالم بل وتقول التقارير الدولية أن 80% منهم يقطنون في بلدان العالم الثالث والبلدان النامية. من منّا تصفح منتدى الشبكة السعودية لذوي الإعاقة (m3aq.net/vb) وتفاعل مع الأعضاء وشاهد حماسهم وقدرتهم على تحريك المتطوعين معهم لمناقشة مشكلاتهم وتبادل التجارب والمساعدات من خلال تقسيم منتداهم الحواري إلى أبواب متخصصة في أنواع الإعاقات (الحركية، السمعية، البصرية، العقلية) وإثارتهم لعشرات الموضوعات والمناقشات الثرية لقضاياهم مع الأسرة والمجتمع والإعلام. وليس هذا فحسب بل صمّموا أقساما أخرى لعرض الخدمات والأفكار للتسلية والترفيه والتعلم ضمن جهود متميزة تستحق التوقف والتقدير. على الانترنت ومواقعها ومنتدياتها جهود كبرى يبذلها ذوو الظروف الخاصة والمجموعات المهتمة بحقوق هذه الفئات ممن تمكنوا من استثمار هذه التقنية في التواصل والتنسيق وتنظيم الشئون الإدارية وتبادل المشورة في تطوير المؤسسات والبرامج القائمة. كما يبدو جليّا كيف سمحت خدمات الشبكة لمن يتبنون قضايا هذه الفئة من المساهمة المباشرة – على الرغم من تباعد المسافات- في مختلف مجالات الدعم والتمويل والاستشارة. هذه دعوة ليمنح كلّ منّا نفسه الفرصة (لمرة واحدة) للتجول في بعض هذه المواقع التي جمعها موقع " أطفال الخليج" daleel.gulfkids.com ضمن تصنيفات مختلفة بحسب المناطق وأنواع النشاط. لدي ثقة كبيرة في أن من يبادر لزيارة بعض هذه المواقع سيجد في قدراته وإمكاناته الكثير مما يستحق التقديم سواء من نتاج جهده وفكره أو من خلال المشاركة والتفاعل وتعلّم فن الحياة من هذه الفئة التي علمتنا كم نحن محرومون من استثمار منافع الصحة. لا ينتظر ذوو القدرات الخاصة من المجتمع نظرات شفقة أو منحة واجب اجتماعي وإنما ينتظرون من مجتمعهم تفعيل حقوقهم الشرعية التي أمر بها الدين وأقرتها التنظيمات الدولية. ومادمنا في السياق الإلكتروني فهل لي أن ادعو قراء "مسار" للمبادرة بوضع بعض الروابط المهمة للمواقع التي تعنى بشئون هذه الفئة مع وصف مختصر في التعقيبات أسفل هذه الزاوية ولعلنا نوفّق معا في نهاية الأمر في فرزها وتصنيفها ومن ثم إضافتها للأدلة الالكترونية المحلية والعالمية خدمة للأحبة من ذوي القدرات الخاصة.. فهل نبادر؟ مسارات قال ومضى: وحده الإنسان (النادر) بكل جميل (يبادر).
الجزيرة : الأحد 25-03-1430هـ العدد : 13324
تعليم21 التربية والتعليم يا تلفزيوننا
د. عبدالعزيز العمر
على الرغم من أني قليل الفقة في أمور الرياضة إلا إنني تابعت بإعجاب شديد البرنامج المارثوني الرياضي الذي يقدمه على الهواء في التلفزيون السعودي الأستاذ سليمان المطيويع. البرنامج يستضيف في كل مرة نخبة متحدثين تضم إعلاميين ولاعبين وصحفيين ومسئولي أندية ومدربين وصانعي قرار، إضافة إلى مشاركة الجماهير عبر الهاتف. أعجبتني كثيراً الروح والشفافية والجدية التي يتناول من خلالها المتحدثون قضايانا الرياضية والشبابية، كل الأحداث الرياضية الجارية تحظى بتحليل عميق وبجراءة في الطرح من جانب المشاركين في البرنامج، الشفافية والتنوع في المعالجة هي سمة الحوار. كم تمنيت أن تحظى التربية والتعليم في بلادنا ببرنامج تلفزيوني مماثل وبمحاور تربوي من طراز المطيويع الرياضي. التربية والتعليم هي اليوم مستقبلنا الحقيقي وهي طوق نجاتنا من التخلف. ألا تستحق التربية والتعليم يا تلفزيوننا أن تكون موضوعاً لبرنامج يناقش قضايانا التربوية وما أكثرها بكل شفافية ومهنية. في بلادنا خمسة ملايين طالب وطالبة معنيين مباشرة بالتربية، ومن ورائهم مئات الألوف من المعلمين وأولياء الأمور والمهتمين وأساتذة الجامعات، ألا يستحق كل هؤلاء أن يضع لهم تلفزيوننا العزيز مظلة يلتقون تحتها في حوار تربوي وطني هادف يسلط الضوء على واقعنا التربوي المثقل بالمشكلات والأزمات ويقدم لها أفضل الحلول.
|