رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم الاحد 25/3
عكاظ : الأحد 25-03-1430هـ العدد : 2835
تعليمنا في خطر سمو الأمير
عيسى الحليان
يرث الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم وضعاً صعباً ومعقداً عن التعليم، فالتعليم ظل يتراجع منذ أكثر من (30) عاماً ولم يتوقف عن التراجع حتى الآن.الأمير فيصل يتولى حقيبة تعليم مصنف في المرتبة (17) بين الدول العربية (البنك الدولي) فيما يقع في المرتبة الأولى من حيث الإنفاق الحكومي (122 مليار) وبلا منافس.في ظل هذه المعادلة (المعكوسة) التي تحتاج إلى معامل ارتباط ما، تكمن مساحة كبيرة من الاستحقاقات الإصلاحية التعليمية المتراكمة على مدى عقود.في ظل غياب هيئة وطنية للاعتماد الأكاديمي أتمنى من الأمير أن يبدأ هذه المرة من الفصل الدراسي مباشرة وأن يحضر في سبيل ذلك هيئة محايدة من الخارج ترتبط مباشرة بمكتب سموه وتبدأ فوراً بقياس نسب التحصيل الحقيقية ومستوى الانضباط التعليمي ونسب الهدر التربوي وقياس جودة المخرجات.. إلخ لتوثيق هذه المرحلة تعليمياً، واطلاع ولي الأمر على واقعنا التعليمي الحقيقي بلا رتوش بعيداً عن التقارير غير الحقيقية، عندها سوف يذهل سموكم وسوف تذهل الحكومة إذا ما عرفت على أي مربع تعليمي يقع خمسة ملايين طالب وطالبة هم ذخيرتنا بعد الله للمستقبل.سمو الأمير: أعرف أنك لست بعيداً عن واقع التعليم وهمومه لكن الواقع على الطبيعة سيكون مفاجأة لك.. ولغيرك.للأسف الوضع أسوأ مما يتوقع الكثير في ظل سيادة بعض الشكليات التعليمية وانحراف معايير القياس التربوي.تعليمنا في خطر.. لكن الثقة في سموكم بلا حدود.
صحيفة اليوم : الأحد 25-03-1430هـ العدد : 13064
دمج المعاقين بصريا وسيلة وليس غاية
عزيزي رئيس التحرير
كان المكفوفون يتلقون تعليمهم مدموجين قبل تأسيس التعليم النظامي بالمملكة من خلال الحلقات العلمية والكتاتيب عن طريق السماع واستمر الوضع، كذلك حتى بعد انشاء المعاهد العلمية والكليات الشرعية ونتيجة لحماس عدد من المكفوفين في اواخر السبعينات الهجرية لنشر طريقة برايل استطاعوا اقناع وزارة المعارف في ذلك الوقت بانشاء معهد للمكفوفين عام 1380 بالرياض اسوة بما هو موجود في بعض الدول العربية المجاورة، ثم تلا ذلك افتتاح عدد من المعاهد للبنين والبنات في المدن الرئيسة بالمملكة ألحق بكل منها اسكان داخلي لخدمة من تقيم اسرهم خارج تلك المدن وتميزت بيئات تلك المعاهد باجواء مثالية للكفيف لا تعكس الصورة الحقيقية لواقع المجتمع.ولان هذا الحماس لم يكن مبنيا على دراسات علمية فقد ادى الى تعليم المكفوفين في مدارس معزولة انتهت منها الدول المتقدمة حيث شرعت تلك الدول الى دمج المكفوفين في مدارس التعليم العام مع مطلع القرن العشرين ايمانا منهم بان المدرسة العادية هي المكان الطبيعي للغالبية العظمى من المعاقين بصريا واصبح دور المعاهد بمثابة خدمات مساندة لبرامج الدمج وتقديم الخدمات لمزدوجي الاعاقة واصحاب الظروف الصحية ومراكز تدريب للخبرات وقواعد للمعلومات.ولقناعة وزارة التربية والتعليم ممثلة في الادارة العامة للتربية الخاصة المبنية على دراسات علمية بان المدرسة العادية هي المكان الطبيعي لتلك الفئة فقد اعادت تعليم المكفوفين مع اقرانهم المبصرين في مدارس التعليم العام ابتداء من عام 1411 وفق خطوات مدروسة بدأت باستراتيجيات لتنظيم العمل تلاها افتتاح اقسام للتربية الخاصة في ادارة التربية والتعليم بمناطق ومحافظات المملكة توجت باصدار القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة عام 1422. وقد كان لهذه الخطوات بالغ الاثر في انتشار برامج العوق البصري في القرى والهجر وفق آلية عمل تنظم خطوات افتتاح اي برنامج جديد ومتابعته من خلال لجان تشكل داخل المدارس.وبعد التوسع في برامج التربية الخاصة كما ونوعا وحرصا من وزارة التربية والتعليم على تقييم واقع تلك البرامج لمعرفة جوانب القوة لتعزيزها وجوانب الضعف للرفع من مستواها قامت بدراسة وطنية لتقييم تجربة المملكة في مجال دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في مدارس التعليم العام عام 1427 خلصت الى نتائج من اهمها : ان الدمج التربوي يوفر للتلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بيئة اكاديمية واجتماعية طبيعية تعتبر افضل البيئات التعليمية وان التحصيل الدراسي لدى التلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة (ذكورا واناثا) يتحسن بشكل عام من خلال دمجهم في مدارس التعليم العام و الاهم من ذلك انه لا يتأثر سلبا بهذه العملية. ويمكن ملاحظة نجاح برامج دمج المكفوفين في مدارس التعليم العام من خلال :
1 ـ تفوق الطلاب المكفوفين في مدارس التعليم العام بين زملائهم المبصرين.
2 ـ زيادة مشاركاتهم في كافة الانشطة الثقافية والاجتماعية على مستوى ادارات التعليم.
3 ـ تحقيق بطولات رياضية على المستويين المحلي والدولي.
4 ـ حرص اولياء امور المكفوفين على المطالبة بافتتاح برامج لابنائهم قرب منازلهم.
ولعلي في النهاية اضع امامك عزيزي القارىء الحقائق التالية:
1 ـ ان معظم من تلقوا تعليمهم في المعاهد والكليات العلمية من المكفوفين قبل افتتاح معهد النور تقلدوا مناصب قيادية في الدولة مثل القضاء لم يحققها اي من خريجي معاهد النور حتى وقتنا الحاضر.
2 ـ ان المعاقين بصريا هم اكثر الفئات سهولة في الاندماج مع اقرانهم العاديين، حيث يمكنهم التعايش في المدرسة العادية باقل الخدمات وان بقاءهم في معاهد خاصة يحجم امكاناتهم.
3 ـ ان المنادين بدمج المعاقين بصريا في وزارة التربية والتعليم هم ممن تخرجوا في معاهد النور ونالوا حظا وافرا من تعليمهم داخل وخارج المملكة واكتسبوا الخبرة والعلم وينطلقون من مبدأ (ان الحكمة ضالة المؤمن) ولو وجدوا ان بيئة العزل في معاهد النور البيئة المثالية لاعادوا النظر في توجههم.
4 ـ ان الرفع من مستوى تعليم المكفوفين يتطلب وجود متخصصين في العوق البصري ممن مارسوا تعليم المعاقين بصريا وحصلوا على خبرات عملية في ذلك ليكونوا على دراية بفلسفة التربية الخاصة.
5 ـ ان معاهد النور في الوقت الحالي تعاني تكدس عدد كبير من المعلمين في مقابل اعداد قليلة من الطلاب واغلاق البرامج او الغائها سيؤدي الى مضاعفة هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال يبلغ عدد المعلمين في الوقت الحالي بمعهد النور في الرياض 55 معلما، بينما يبلغ عدد طلاب المعهد ما يقارب 150 طالبا.
ختاما نؤكد ان دمج المعاقين بصريا هو وسيلة وليس غاية في حد ذاته يتلقى من خلاله الطالب تعليمه في بيئة طبيعية تحاكي بيئته الاجتماعية.
أنور حسين النصار ـ مدير العوق البصري بوزارة التربية والتعليم
|