[مخبر سري]

نافورة جدة تتلاعب بالمياه المالحة

حسين هزازي ـ جدة

هي أطول تدفق مائي للأعلى في العالم، هناك نافورة مماثلة لها على بحيرة في جنيف، غير أن نافورة جدة تتلاعب بمياه البحر المالحة لأكثر من 300 متر في الهواء. يقول عنها الدكتور محمد علي يوسف، «كانت أشبه بالانجاز الكبير يوم انطلاقها».
الدكتور يوسف عمل مع أول أمين لأمانة جدة المهندس محمد الفارسي، وتنقل بين مناصب الأمانة المختلفة حتى التقاعد. يتذكر كيف أن الفارسي ورفاقه أسسوا معالم جدة الحضارية الموجودة الآن بمشاركة 50 مهندسا، وكان من أبرز هذه المعالم نافورة جدة التي أهداها الملك فهد - يرحمه الله - للمحافظة.
ويضيف «النافورة كانت تمثل لنا الفخر والاعتزاز لأبناء جدة، وكانت أجمل هدية قدمت لنا كونها أعلى نافورة في العالم». مشيرا إلى أنها تحمل رمزية الكرم والضيافة والعروبة والأصالة، مع قاعدتها «المبخرة»، وكونها موجودة على البحر يتسنى للكل مشاهدتها والاستمتاع بها، وكانت تجمع سكان جدة وزوارها، للمتعة، وكان الكل في وقتها مذهولا بهذه النافورة «التي توازي برج إيفل وقت إنشائها».
وأول تجربة لتشغيل النافورة، كانت في عام 1983م، حيث بدئ العمل في فكرة إنشائها عام 1980م، وبدئ عملها الفعلي في عام 1985م، ودخلت بذلك موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأطول نافورة مياه مالحة في العالم بارتفاع (312 مترا، 1.024 قدما).
وترتفع المياه فيها بسرعة كبيرة، مع وجود 3 مضخات تحتوي كل منها 156 جالونا، وتخضع للصيانة الدورية، بشكل مستمر، حيث توجد صفايات لإزالة الشوائب من مياه البحر قبل ذهابها للمضخة وكذلك صدمات الماء الساقط والصدأ.
ويحسب لهذا المعلم أنه سحب البساط، في وقت سابق من جميع الفعاليات الأخرى المقامة في الصيف، وأصبح المكان الأول لتجمع زوار ومرتادي جدة. ولا يخلو الموقع المقابل لها من فلاشات المصورين تسجل اللقطات التذكارية أمام المعلم الأبرز في المدينة، وفي الليل تضاء النافورة ليلا لتعطي المدينة منظرا بانوراميا خلابا.