عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2009   رقم المشاركة : ( 2 )
مخبر سري
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2772
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 9,166
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 271
قوة التـرشيــــح : مخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادة


مخبر سري غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاخبار المحلية والعالمية ( الخميس 29/03/1430هـ ) 26/ مارس/2009

تركي الفيصل:
المواطن العربي يقرأ 4 صفحات سنويا

عوض الشتيلي - المجمعة
تساءل صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل حول مقدرة الأمة على مواجهة الاستعمار الثقافي، بعد أن عرض نسب الإحصاءات الحديثة المتدنية للقراءة وطباعة الكتب في العالم العربي مقارنة بدول أجنبية أخرى، مشيرا إلى أن ذلك يكشف أننا أمة غير قارئة وغير منتجة، وغير مبدعة.

وقال الأمير تركي الفيصل في محاضرته «ثقافتنا أمام المتغيرات» التي ألقاها في مدينة الأمير سلمان الرياضية في المجمعة أمس: إن عدد الكتب التي تترجم في العالم العربي سنويا لا يتجاوز 330، وهو خمس ما يترجم في اليونان. ورأى أن العالم اليوم يمر بتحولات وتغيرات عميقة، سواء في العلاقات بين الشعوب أو على مستوى التعامل بين الثقافات والحضارات، وقد صدق من قال إن العالم أصبح قرية واحدة، مشيرا إلى أن تقلص المسافات بين الشعوب والأمم، والتقدم التكنولوجي الهائل الذي حققه الإنسان في نهاية القرن المنصرم، جعل الجميع يشعر بالانكشاف التام، إذ لم يعد يخفى على أحد الأوضاع التي تعيشها الشعوب والأقطار، كما لم يعد من الممكن حجب تدفق المعلومات والثقافات من كل حدب وصوب، وفي كل الاتجاهات؛ لذلك فتحت أبواب التأثير والتأثر على مصراعيها.

وأكد الأمير تركي الفيصل أننا نواجه - كأمة عربية وإسلامية - تحديات حقيقية ومصيرية لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها أو تأجيل التعامل معها إذا أردنا لأنفسنا ولأبنائنا وللأجيال المقبلة الحياة والمشاركة - من موقعنا كأمة لها مميزاتها وتاريخها ومخزونها الحضاري – في الحضارة الإنسانية المعاصرة. وقال إن التحديات كثيرة وأهمها: "المحافظة على التميز الحضاري"، مشيرا إلى أن شدة الاحتكاك والتداخل بين الثقافات، والانفتاح على الآخر، الذي فرض نفسه على الجميع، لم يعد خيارا مثلما كان الأمر في السابق، ينبئ في الحقيقة بخطر اضمحلال وذوبان الطرف الثقافي الضعيف في بوتقة الطرف الأقوى حضاريا وثقافيا. وقال: نحن كعرب ومسلمين، نعد من الأمم النامية، إذا نظرنا إلى ذلك من زاوية الإنتاج والإبداع الثقافي.

واستعرض الأمير تركي الفيصل بعض الأرقام التي توحي بعمق الأزمة التي تعانيها الشعوب العربية، وموقعها في العالم، موضحا أن المواطن العربي يقرأ سنويا 4 صفحات فقط، في حين يقرأ الأمريكي 11 كتابا، والأوروبي أكثر من 30 كتابا، ويصل متوسط القراءة في إسرائيل إلى 40 كتابا سنويا. ويقدر عدد الكتب التي ترجمت في الألفية كلها إلى اللغة العربية بعشرة آلاف كتاب، وهو رقم يعادل ما يترجم سنويا إلى الإسبانية. أما المنشورات في العالم العربي فهي لا تمثل سوى 1 في المائة مما ينشر في العالم. وأما نسبة العرب الذين يطمحون إلى الحصول على تعليم متقدم فهي 5 في المائة فقط، في حين هي 91 في المائة في كوريا، و 72 في المائة في أستراليا؛ لذلك يصل عدد الأميين الذين تكون أعمارهم فوق 15 سنة 40 مليونا في العالم العربي من إجمالي عدد سكان يقدر بـ 320 مليونا. وهذه إحصاءات حديثة. وذكر الأمير تركي الفيصل أن التحدي الثاني هو «مواكبة العصر»، واستعاد في هذا السياق، الأثر القائل: «لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم». متسائلا: لكن إلى أي مدى نحن نعمل به في حياتنا اليوم؟

مؤكدا أن تجاوز كل ما يندرج ضمن الصيغ التاريخية المؤقتة في حضارتنا يسهم في مواكبتنا للحضارة المعاصرة. ورأى أن مواكبة العصر تتطلب التحرر من عقدتين، الأولى: الانشداد إلى الماضي والعيش تحت وطأة حقيقة أننا كنا يوما ما أمة رائدة، يخشى أن يتحول إلى عامل شد إلى الوراء، إذ أن هذا الإحساس بالتفوق في الماضي المصحوب بعجز عن التفوق في الحاضر قد يمنح الإنسان راحة نفسية وهمية، وتضخما في الذات التاريخية كتعويض عن العجز الحاضر. فالثقافة القوية هي التي تمكن صاحبها من جذور يفتخر بها، وهوية مميزة، لكنها أيضا لا تعوق تقدمه وتخطيه المواقع السلبية التي احتلها على الخريطة الحضارية العالمية اليوم. أما العقدة الثانية فهي الافتتان بالآخر، والإحساس بالإحباط والعجز أمام إنجازاته. وقال إن السؤال الآن: كيف يمكن للتعليم أن يساعد في دفع هذه التحديات؟ وأضاف: هنا تحضرني كلمة قالها الملك فيصل ـ رحمه الله ـ عندما افتتح كلية البترول والمعادن ـ جامعة الملك فهد اليوم ـ يوم 8 شوال 1384هـ: «ليس مهما أن نبني المعاهد، ولا أن نحتفل بافتتاح المعاهد، ولكن المهم أن نسعى جهد طاقتنا في أن نستفيد من هذه المعاهد، وأن نحقق آمال أمتنا فينا، وأن نجد بين أبنائنا الطموحين من يسعون إلى مستقبل زاهر بكل ما أوتوا من قوة وتفان في سبيل خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم». وأضاف: لكن بعد عقود من انتشار التعليم الحديث في ربوع العالم العربي لا بد من وقفة للتقويم والتساؤل حول إذا كان من الضروري مواصلة الاهتمام بالكم، أم أنه حان الوقت للتفكير في الكيف، مؤكدا أنه لا يمكن أن يستمر التعليم في تجاهل متطلبات العصر وحاجات المجتمع وسوق العمل، وإلا ستكون المخرجات عبارة عن أعداد من العاطلين عن العمل، وطاقات معطلة، ينوء بها كاهل المجتمع، مع ما يعنيه ذلك من مشكلات اجتماعية خطيرة.
آخر مواضيعي