الجاسر يؤكد أن بلاده لا تزال تعتقد أن العملة الأمريكية عملة الربط المناسبة
تصريحات محافظ «ساما» تعيد جدل ارتباط الريال بالدولار
حسن باسويد ـ جدة
أعادت تصريحات محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، محمد الجاسر، الجدل حول استمرار جدوى ارتباط العملة السعودية الريال بالعملة الأمريكية الدولار.
ففي المنامة أعلن الجاسر في مؤتمر صحافي نقلته (رويترز)، أن السعودية لا تزال تعتقد أن الدولار الأمريكي هو عملة الربط المناسبة في الوقت الحالي، وأن المملكة على ثقة من نهج التعامل الأمريكي مع الأزمة العالمية.
وقال المحافظ محمد الجاسر إن المملكة أكبر بلد مصدر للنفط في العالم على ثقة من أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لمعالجة الأزمة وتحقيق الاستقرار في النظام المالي.
وأكد الجاسر إنه لا يوجد حتى الآن ما يدعو إلى القلق على الأصول الدولارية للسعودية. لكنه استدرك القول، إنه ينبغي على الدوام توخي الحذر في ظل مثل هذه الأزمة الآخذة بالتطور.
وأكد الجاسر، أن السعودية لا تعاني نقصا في السيولة وأن معدل نمو الائتمان بلغ 15 في المائة على أساس سنوي في فبراير الماضي، وشدد على أنه ينبغي عدم تضخيم مشكلة السيولة في الخليج.
وأوضح أن نمو الائتمان في المملكة المصدرة للنفط لا يزال جيدا. وحينما سئل الجاسر، إن كانت السعودية تعتزم إصدار سندات حكومية، أجاب: (المملكة لا تحتاج إلى مثل هذا الإجراء).
وكشف الجاسر أن المملكة مستعدة لدفع نصيبها في رأسمال صندوق النقد الدولي وتتوقع زيادة حصتها. وقال (إذا زادت الحصص في صندوق النقد الدولي وإذا زادت حصة السعودية، فإن المملكة سيسعدها المساهمة).
وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع زيادة الحصة، قال: (إن أحاديث تدور حول الزيادات منها احتمال مضاعفة الحصص).
وتفاعل المحللون الاقتصاديون والماليون مع تصريحات الجاسر، وقال المحلل المالي إبراهيم ناظر، إن هناك تكهنات كبيرة أن الدولار سوف يضعف أمام العملات الرئيسية الأخرى مثل اليورو والين بعد انتهاء الأزمة المالية العالمية والريال بأرتباطه بالدولار فسوف يفقد نفس النسبة أمام العملات الأخرى.
وأشار إلى أن تصريح المحافظ حول ربط الريال بالدولار يفترض أن لا يتغير في الوقت الحالي، هو قرار سليم لأنه لا يخدم المصلحة العامة التي ترتبط بخطط استراتيجية بعيدة المدى.
وأضاف قائلا: «التكهن بمستقبل الدولار صعب في الوقت الراهن، حيث إنه إلى الآن لم نر أي بوادر أيجابية للحلول التي طرحتها الحكومة الأمريكية لمعالجة اقتصادها، ومن الممكن أن تكون الصورة أكثر وضوحا بعد نهاية عام 2009».
ويعتقد المحلل الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين، أن الدولار هو عملة الربط المناسبة للريال السعودي على أساس أنه ما زال يمثل العملة الرئيسة لتقييم السلع عالميا، خصوصا النفط باعتباره المصدر الرئيسي لتمويل ميزانية الدولة.
وقال إنه قبل الحديث عن مدى جدوى الإبقاء على سياسة الربط الحالية، ينبغي التفكير بعمق في الوضع المالي، والاقتصادي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي. وشدد على القول: الدولار عملة رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها في التجارة الدولية، وسياسات التسعير، والاحتياطات العامة.
وأضاف بأن معظم قيود التبادلات العالمية تتم وفق الدولار الأمريكي، بل إن بعض القيود التجارية التي ترتبط بعملات أخرى تعتمد في تقييمها الأصلي على سعر الدولار ثم يتم تحويلها إلى العملة المراد الدفع بها. وقال: أهمية الدولار ليست مقتصرة على الدول التي تربط عملتها به، بل للعالم أجمع، ولا يمكن تخيل العالم دون عملته الرئيسية الدولار. ليس هذا من قبيل المبالغة، ولكن هي الحقيقة المبنية على الحقائق الثابتة.
لكن البوعينين يختلف مع محافظ مؤسسة النقد حول تصريحه بعدم وجود ما يدعو للقلق على الأصول الدولارية السعودية، وقال: إن انخفاض سعر الدولار يؤدي بالتبعية إلى انخفاض قيمة الاستثمارات السعودية، كما أن التركيز على الاستثمارات الدولارية على حساب العملات الأخرى لا يساعد في تنويع المخاطر، والبحث عن أفضل الفرص الاستثمارية في الأسواق العالمية.