عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2009   رقم المشاركة : ( 48 )
مخبر سري
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2772
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 9,166
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 271
قوة التـرشيــــح : مخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادة


مخبر سري غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الاخبار المحلية والعالمية ( الخميس 29/03/1430هـ ) 26/ مارس/2009

مختصون: التلاوة بالمقامات لا تجوز اذا عارضت التجويد

محمد الغروي ـ جدة
أجمع علماء مختصون في القراءات والتجويد أنه لا يجوز تلاوة القرآن الكريم بالمقامات إذا تعارض ذلك مع التجويد مؤكدين أن هذا العلم دخيل على العرب ولم يكن معروفا في صدر الإسلام الأول.
وقالوا لـ(الدين والحياة) إن تحسين الصوت بالقرآن على وجه الإجمال لا نزاع فيه بين العلماء لكن الاختلاف بينهم في القدر الزائد على ذلك وهو الاستعانة بالألحان, والمطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية فهو منزه عن ذلك.
ملحق(الدين والحياة) طرح موضوع قراءة القرآن الكريم بالمقامات فكانت الحصيلة التالية:
التغني بالقرآن
الأستاذ المشارك في قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري قال أن القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين الحالة الأولى هي التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنع، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن فكل من يتغنى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط وهو جائز ومن التغني الممدوح المحمود كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد رقم الحديث [7527] وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب, أما الحالة الثانية هي الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقية التي لا تحصل إلا بالتعلم والتمرين، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها، فذلك لا يجوز، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد، وذلك أمر ممنوع.
التطريب والتحزين
وفي ذلك يقول ابن القيم في "زاد المعاد في هدي خير العباد" كل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعا أنهم براء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرأوا بها ويسوِغوها، ويعلم قطعا أنهم كانوا يقرأون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرأونه بصوت شجي تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به، وقال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته"
ويقول ابن كثير في (فضائل القرآن صـ114) : "والغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويجل، ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب".
وما ينادي به بعض الناس من تلحين القرآن بزعم تصوير المعاني وضبط الأنغام، وربما تمادى بعضهم وطالب بما يقارن تلك الألحان بالآلات الموسيقية، فكل ذلك جرأة على كتاب الله تعالى ذكره وتقدس اسمه، ولا شك أن الاشتغال بتلك الأنغام يوقع القارئ في تحوير الألفاظ، ويصرف السامع عن تدبر المعاني، بل يفضي بها إلى التغيير، وكتاب الله تعالى مجد المسلمين ينزه عن ذلك.
الاستعانة بالألحان
أما الأكاديمي في الجامعة الإسلامية الدكتور عبد العزيز قاري فقال: إن تحسين الصوت بالقرآن على وجه الإجمال لا نزاع فيه بين العلماء لكن الاختلاف بينهم في القدر الزائد على ذلك وهو الاستعانة بالألحان وقانونها في تحسين الصوت والتغني بالقرآن، فذهب إلى إباحة ذلك أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأصحابه بل قال الفوراني من الشافعية يستحب وممن ذهب إلى الإباحه ابن المبارك والنضر بن شميل وعطاء و محمد بن نصر, و قال ابن جريج قلت لعطاء القراءة على الغناء؟ قال وما بأس بذلك.
وذهب إلى الكراهة مالك و أحمد في رواية وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد والحسن البصري وابن سيرين والنخعي وهو مروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
ونقل عبد الوهاب المالكي التحريم عن مالك وحكاه أبو الطيب الطبري والماوردي وابن حمدان الحنبلي عن جماعة من أهل العلم والذي نختاره بعد دراسة النصوص وأقوال السلف إن الاستعانة بالألحان وقانونها لتحسين الصوت بالقرآن لا بأس به بشروط أربعة ألا يطغى ذلك على صحة الأداء ولا على سلامة أحكام التجويد وألا يتعارض التلحين والتنغيم مع وقار القرآن وجلاله ومع الخشوع والأدب معه و أن يميل عند القراءة إلى التحزين فإنه اللحن المناسب لمقام القرآن وأن يأخذ من الألحان ويستعين بها على قدر حاجته إلى تحسين صوته سنن القراء.
علم الموسيقى
ويؤكد الدكتور أيمن سويد أن المقامات هي علم اسمه "علم الموسيقى" و علم صوتي له علاقة بأمرين ارتفاع الطبقة الصوتية وانخفاضها وطولها وقصرها ولها نغمات أعجمية سبعة هي الأساس وترفع منها نغمات فرعية, و علم المقامات علم أعجمي لا تعرفه العرب ويتقاطع مع علم التجويد في تحسين الصوت وبينهما أمور مشتركة كالتطويل ففي علم التجويد تطويل الغنن وفي علم التجويد تطويل المدود وعلم الموسيقى أو المقامات يتقاطعان في التطويل فتجد إنسانا يقرأ بمقام من المقامات والمقام يقول له طول المد والتجويد يقول له أقصر المد أو العكس فالتجويد يقول له طول والمقام يقول له أقصر فإن قدم الحكم النغمي على الحكم التجويدي فالقراءة محرمة بإلاجماع وإن قدم الحكم التجويدي على الحكم النغمي فالقراءة مكروهة لأنه لم يصلنا القرآن هكذا وقد أمرنا أن نقرأ القرآن بالسليقة. قال صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكتابين وفي رواية وإياكم ولحون أهل العشق والكتابين سواء كان هذا أو ذاك أمرنا أن نقرأ القرآن بلحون العرب, قال شيخ الإسلام زكريا الإنصاري والمراد بلحون العرب القراءة بالطبع والسليقة كما جبلوا عليها وأن يتأمل معنى الآيات ويصرف ذهنه عليها فإن فعل ذلك ألهمه الله عز وجل النغمة المناسبة لأنه هناك أنغاما محزنة وأنغاما مفرحة فلا يمكن أن تقرأ آيات النار بأنغام مفرحة وآيات الجنة بأنغام محزنة فلو تأمل الإنسان الآيات أعطاه الله النغم المناسب لتلك التلاوة.
آخر مواضيعي