استسلام الرويلي أمير تهريب المقاتلين في قائمة الـ85
3 سيناريوهات دفعته إلى العودة من العراق متسللاً
«أبو سندس» الرويلي ارتبط بصلة وثيقة مع «دولة العراق الإسلامية»
متابعة عبد الله العريفج ـ الرياض، دبي (هاتفيا)
علمت «عكـاظ» أن المطلوب في قائمة الـ 85 الإرهابية، فهد رقاد سمير القعيقعي الرويلي، الذي بادر بتسليم نفسه للسلطات الأمنية صباح أمس الأول، طبقاً للبيان الصادر من «الداخلية» أمس، كان على صلة وثيقة بما يسمى «دولة العراق الإسلامية» التي أعلنت عنها «القاعدة»، وفصائل مسلحة أخرى في 15 أكتوبر 2006م. وذكرت «الداخلية» على لسان متحدثها الأمني اللواء منصور التركي، أن مبادرة المطلوب الرويلي بتسليم نفسه للجهات الأمنية الأربعاء الماضي تمت بمساندة من ذويه الذين تلقوا اتصالا منه أبدى فيه رغبته في العودة إلى الوطن، حيث تم ترتيب وتسهيل عودته، ولم شمله مع أسرته فور وصوله إلى البلاد.
أمير الحدود
وكشفت مصادر «عكـاظ» أن الرويلي وكنيته «أبو سندس» والمولود في دولة قطر في 22 ربيع الآخر عام 1398هـ، ارتبط بعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وتولى دعمهم بالأسلحة وتجنيد الشباب والإسهام في تسفيرهم إلى العراق بالتعاون مع منسقي سفر أجانب، ووفر لهم وثائق سفر مزورة، وأضافت المصادر أن الرويلي الذي غادر إلى الأردن في 8 جمادى الأولى عام 1424هـ، اتخذ من سورية مركزا لنشاطه ويعتبر في التنظيم «أمير الحدود» بين العراق وسورية والمسؤول عنها، واستطاع تجنيد العشرات، إن لم يكن المئات من الشبان والمغرر بهم، وسهل دخولهم إلى العراق عبر الحدود السورية العراقية بمساعدة عصابات تهريب المقاتلين.
لا طرف ثالثا
ويرجح أن يكون الموقوف الرويلي قد اتصل بأسرته من داخل العراق عندما أبدى رغبته في تسليم نفسه قبل أيام من ترتيب عودته إلى المملكة، ويعتقد أنه دخل متسللا لا سيما أنه امتلك قدرات عالية على تهريب المقاتلين عبر الحدود في السنوات الماضية، ونفى المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي في اتصال هاتفي مع «عكـاظ» أمس، أن يكون هناك طرف ثالث ساعد في تسليم الرويلي نفسه للجهات الأمنية باستثناء ذويه الذين تواصلوا مع الجهات الأمنية المختصة ما سهل وصوله إلى المملكة، وقال: «أجهزة الأمن قادرة، بإذن الله وبمساندة أسر المطلوبين، على تسهيل عودة كل مطلوب أمني إلى الوطن وتسليم نفسه إذا ما كانت لديه الرغبة في ذلك. الوزارة على استعداد لإزالة كل العقبات التي قد تعترض مثل هذه المبادرات، والتي سيتم مراعاتها عند النظر في أوضاعهم وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة».
وبتسليم الرويلي نفسه للجهات الأمنية تكون قائمة المطلوبين أمنيا التي أعلنتها وزارة الداخلية يوم الثاني من فبراير الماضي، وضمت 85 مطلوبا تقلصت إلى 82 مطلوبا (80 سعوديا ويمنيان اثنان) بعد أن سلم الموقوف محمد عتيق العوفي القيادي في تنظيم القاعدة في اليمن نفسه للسلطات في 17 فبراير الماضي، واعتقال قوى الأمن اليمنية المطلوب عبدالله عبد الرحمن الحربي يوم 16 مارس الحالي.
سيناريوهات العودة
وتؤكد مصادر مطلعة أن هناك ثلاثة سيناريوهات مفترضة دفعت الرويلي إلى العودة إلى المملكة وتسليم نفسه للسلطات بعد تمكنه من تجاوز الحدود لمعرفته ولخبرته في تنسيق سفر من جندهم، وسهل دخولهم للعراق في السنوات الماضية. وأوضحت المصادر: السيناريو الأول أن ما يسمى بدولة العراق الإسلامية التي يتزعمها أبو عمر البغدادي لم تسند للرويلي ما كان يرغب فيه من موقع داخل تشكيل الدولة بعكس الآخرين، مثل الفلاحي والزيدي والمشهداني وغيرهم ممن يتولون مواقع وزارية في الدولة المزعومة، الثاني أنه وصل إلى مرحلة نفسية معينة، ولهذا رغب في العودة حفاظا على ما تبقى من حياته، ولاسيما أنه ربما شعر بعدم قدرته على التحمل. والسيناريو الثالث وجود بصيص أمل في العودة عما هو فيه والتوبة، خصوصا أنه يمتلك قدرة عالية في قضايا الحدود والعودة من خلالها للوطن.
«الدولة الإسلامية»
وقال نائب رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور مصطفى العاني، في اتصال هاتفي مع «عكـاظ» من دبي، إن 20 تنظيما مسلحا في العراق انضمت تحت لواء ما يسمى بدولة العراق الإسلامية، غير أن التنظيم الرئيس الذي اعتمدت عليه بشكل أساسي هو تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وإن نحو 12 ألف مقاتل يشكلون تكوين تلك الدولة التي تولى إمارتها ومازال أبو عمر البغدادي الذي ليس معروفا إن كان عراقيا أم لا.
وألمح إلى أن الرويلي، الذي يعتقد أن له علاقة بالدولة الإسلامية، كان يعمل ويتواصل على الجانبين: العراقي والسوري، حتى يسهل عبور المقاتلين وتوريد الأسلحة، فضلا عن قدراته الأخرى مما دفع بالقاعدة إلى اعتباره أمير الحدود العراقية السورية.