عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2009   رقم المشاركة : ( 4 )
@ بن سلمان @
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية @ بن سلمان @

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 156
تـاريخ التسجيـل : 01-10-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 14,724
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : @ بن سلمان @ مبدع


@ بن سلمان @ غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تلبيس الحق بالباطل

يعطيك العافية أخي المنتصر
موضوع جميل ولعله مدخل للاستزادة بالدخول على الرابط التالي :

http://www.islamlight.net/index.php?...k=view&id=1208

ولا تلبسوا الحق بالباطل

تمهيد :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه .. أما بعد :
فإن الله عز وجل خلق الخلق من الجن والإنس لغاية عظيمة ، وهي عبادته سبحانه وتوحيده والإخلاص له وحده لا شريك له ، قال تعالى : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))
[الذاريات : 56] .
ومن أجل ذلك أنزل سبحانه الكتب وأرسل الرسل ، وزود عباده بالعقول التي تميز الخير من الشر والحق من الباطل ، وتكفل سبحانه بالعون والتوفيق لمن أراد الهدى والحق فدله إليه ورزقه الانقياد له ، وتخلى عمن أعرض عن الحق فلم يقبل به ، ولم يستسلم ويخضع له ، وكل هذا من الابتلاء الذي خلق الله سبحانه الموت والحياة من أجله ، قال تعالى : (( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)) )[الملك : 2] .
وانقسم الناس إثر ذلك إلى مؤمنين موحدين مدركين للغاية التي من أجلها خلقوا ، فصار تدوافعهم كلها في مرضاة الله سبحانه ، وسخروا كل ما آتاهم الله في هذه الدنيا لخدمة هذه الغاية الشريفة لنيل مرضاة الله سبحانه وتعالى ، فعملوا للآخرة والفوز برضوان الله والجنة ، ومن الناس من أمضى حياته في اللهو واللعب وإيثار الحياة الدنيا ، وجعل هذه الدنيا همه وغايته واتبع هواه ، فخسر الدنيا والآخرة ، ألا ذلك هو الخسران المبين .
ثم إن الفئة المؤمنة لم تسلم كذلك من الفتن ، وكيف لا يكون ذلك وعدوها الشيطان الرجيم متربص بها لا يفتأ يضلها ويزين لها ويخدعها ؟ يقول الله عز وجل عن إبليس اللعين : (( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) ) [الأعراف : 16 ، 17] ، وقال تعالى : (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)) [الحجر : 39 ، 40] .
أحابيل الشيطان :
إن من أعظم الفتن التي يفتن الشيطان بها العباد ، فتنة التزيين ولبس الحق بالباطل وإتباع الهوى في ذلك ، ولقد وقع في هذا الشَرَك الخطير كثير من الناس وبخاصة في زماننا هذا ، حيث تموج الفتن موج البحر، وحيث كثر الخداع والنفاق والدجل والرياء .
نعم إننا في زمان اشتدت فيه غربة الإسلام ، وضُلل كثير من الناس وتمكن الشيطان من كثير منهم تمكناً يظنون معه أنهم بمنأى عن عدوهم اللدود وعلى صلة بربهم سبحانه وتعالى ، وما ذلك إلا بسبب التباس الحق بالباطل والجهل بالعلم ولتعاون شياطين الجن والإنس : (( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ))[الأنعام : 112] .
فتعاونوا في وضع هذا التلبيس في قوالب من الأقوال مزخرفة ، وألفاظ من القول خادعة ، وتسمية للأشياء بغير أسمائها فَضَلّ بسبب ذلك كثير من الناس ، والعاقل منهم من وقف حائراً لا يدري أين وجهة الحق فيما يسمع ويرى من التناقضات وتبرير المواقف الخاطئة المخالفة للشريعة ، بسبب استيلاء الهوى على النفوس واستيلاء الشهوات على القلوب .
ولما كان من غير المستطاع المجاهرة برد الشريعة ورفضها ، كان لابد لهم من لي أعناق النصوص من آيات وأحاديث ليستدل بها أولئك المبطلون على المواقف المنحرفة وليست فيها دلالة عليها ، ولو أن الذي يقع في الانحراف يعترف بذنبه وخطئه وضعفه في مخالفة الشريعة ، لكان الأمر أهون ، وكذلك لو أنه استدل بدليل في غير محله ولما نُبّهَ إلى هذا الخطأ في الاستدلال رجع واعترف لكان هذا أيضاً أهون ، ولكن المصيبة أن يصر المسلم الذي حَرّفَ الأدلة ولواها ليجد لعمله
مَخْرَجَاً وشرعية ، فيكابر بعد بيان الحق له ، ويغالط نفسه والمسلمين بصنيعه هذا.
منطلق هذه الوقفات :
* إننا في زماننا هذا نرى صوراً كثيرة من لبس الحق بالباطل ، وصوراً أخرى من المغالطات والخداع والحيل المحرمة في شرع الله عز وجل ، فكان لزاماً على الدعاة والمصلحين أن يحذروا من الوقوع في هذا المزلق ، وأن يكشفوه للناس ولا يدَعُوهم لأهل الأهواء يلبسون عليهم دينهم ويحرفون الكلم عن مواضعه ، ومعلوم ما ينتج من وراء ذلك من الفتن والتضليل .
* من أجل ذلك جاءت هذه الوقفات التربوية في ضوء القرآن الكريم لمعالجة هذا الموضوع المهم على ضوء الكتاب والسنة وما ذكره العلماء الفحول ، وقد اخترت عنواناً لها قوله تعالى : ((وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ )) ، وهو جزء من آيتين كريمتين وردت إحداهما في سورة البقرة عند قوله تعالى : (( وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))[البقرة : 42] والأخرى في سورة آل عمران
عند قوله تعالى : (( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) [آل عمران : 71] .
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب :
وهاتان الآيتان وإن كانتا قد نزلتا في أهل الكتاب فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر عند علماء الأصول ، فكل من كتم الحق وخلطه بالباطل وهو يعلم فهو من أهل هذه الآية ، ولذلك سوف لا أتطرق لمحاولات أهل الكتاب ولا أصحاب الملل الكافرة في تلبيس الحق بالباطل ومغالطاتهم في ذلك ، بل سينصب جل البحث على واقعنا المسلم الذي نعيش فيه وندعو إلى الله فيه ، محاولاً كشف بعض الصور التي التبس فيها الحق بالباطل والتي يقع فيها بعض المنتسبين
لهذا الدين من المنافقين وضعاف الإيمان لتبرير الانحراف أو التهوين منه والرضى به وإقراره ، بل إن بعض الطيبين من دعاة وطلاب علم قد تأثروا بأولئك الملبسين فصاروا يرددون بعض ما يقولون بعلم أو بغير علم ، وقد قسمت الموضوع إلى المباحث التالية :
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس