عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
@ بن سلمان @
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية @ بن سلمان @

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 156
تـاريخ التسجيـل : 01-10-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 14,724
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : @ بن سلمان @ مبدع


@ بن سلمان @ غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تلبيس الحق بالباطل

* أهمية الموضوع
* تعريفات

* أسباب التباس الحق بالباطل
* صور من لبس الحق بالباطل
* الأسباب الواقية من لبس الحق بالباطل
* خـاتـمـة.
أهمية الموضوع :
إن لدراسة التباس الحق بالباطل أهمية كبرى لما ينتج عن ذلك التلبيس من تزييف وفتنة يكون لها الأثر السيء والضرر البالغ في تضليل الأمة وتحريف الحقائق وتزوير الأحداث ، ويمكن توضيح أهمية الموضوع في الأمور التالية :
1- القيام بالعبودية لله تعالى لا يتم إلا بالإخلاص له سبحانه وتعالى ، وأن تكون العبادة على بصيرة باتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والبصيرة بالدين لا تتحقق مادام أن الباطل ملتبساً بالحق، مما يلزم تنقية الحق من الباطل قال تعالى : (( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) [البقرة : 56] .
2- كثرة التلبيس والتضليل في عصرنا بوسائل إعلامية ماكرة مضللة تلبس على الناس دينهم وتخلط الحق بالباطل ، بل وصل الأمر لدرجة قلب الحقائق وإظهار الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق ، وذلك لطمس الحق أو تشويهه وتشويه حملته والداعين إليه ، فكان لابد من إزالة هذا اللبس لإحقاق الحق وإبطال الباطل بقدر المستطاع ((لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ))
[الأنفال : 8] .
3- السكوت المزعج لكثير من العلماء وطلبة العلم في ديار الإسلام أمام كثير من المستجدات والنوازل التي تبحث فيها الأمة عن الموقف الشرعي إزاء تلك النوازل ، مما حدا بذوي القلوب المريضة في غيبة العلماء أن يلبسوا على الأمة أمرها ، وتكلمت الرويبضة في أمر العامة ، والأدهى والأمر أن من أهل العلم من يساهم في هذا التلبيس فتراه يسمي الأمور بغير أسمائها ، وينزل النوازل في غير مناطاتها ، بل قد يثني على المبطلين ويغض من قدر المصلحين ، فإلى الله المشتكى.
4- أهمية تعرية الباطل وأهله ، فمادام أن الحق مختلط بالباطل ، وسبيل المجرمين لم يتميز عن سبيل المؤمنين ، فإن الدين سيبقى مشوهاً عند الناس ، وسيبقى التلبيس فيه قائماً (( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)) (لأنفال: من الآية42) .
5- ضرورة بيان تلبيس الطواغيت ودعاة العلمنة في كثير من بلدان الإسلام وما يضفونه على مخططاتهم الظالمة من تبريرات لظلمهم وادعاءاتهم التي قال الله تعالى في مثلها : (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)) [البقرة : 11 ، 12] .
6- ظهور بعض المغالطات من كثير من الناس واستخدامها في تبرير المواقف الخاطئة والمخالفات الشرعية ، سواء أكانت فردية أو جماعية فينبثق عنها مواقف وممارسات خاطئة تلبس على الناس أمرهم ، ومنشأ هذه المغالطات في الغالب شهوة مزجت بشبهة فتولد عنها مغالطة ، وسيأتي تفصيل ذلك فيما بعد .
مصطلحات في الموضوع :
يحسن بنا قبل الدخول في ثنايا الموضوع الإلمام بتعريفات كثر إيرادها ، من أهمها (اللبس والتلبيس) و ( الأغاليط والمغالطات) :
أولاً- اللبس والتلبيس :
قال في لسان العرب : ( اللّبْس واللّبَس : اختلاط الأمر ، لبس عليه الأمر يلبسه لبْساً فالتبس ، إذا خلطه عليه حتى لا يعرف جهته ، والتبس عليه الأمر أي اختلط واشتبه ، والتلبيس : كالتدليس والتخليط ، شدد للمبالغة ، وربما شدد للتكثير ، يقال : لَبَستُ الأمر على القوم ألبْسُه إذا شبهته عليهم وجعلته مشكلاً ) أ . هـ ، وقال ابن الجوزي رحمه الله في تلبيس إبليس : ( التلبيس إظهار الباطل في صورة الحق ) أ . هـ .
ومن ذلك قوله تعالى : ((وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ))
(البقرة:42)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عند هذه الآية : ( فإنه من لبس الحق بالباطل فغطاه به فغلط به لزم أن يكتم الحق الذي تبين أنه باطل إذ لو بينه زال الباطل الذي لبس به الحق ) .
ثانياً- الأغاليط والمغالطات :
قال في لسان العرب : ( المغْلطَة والأغلوطة : ما يغالط به من المسائل والجمع : الأغاليط ، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات، قال الهروي : وأراد بها المسائل التييغالط بها العلماء ليزلوا فيهيج بذلك شر وفتنة ، وإنما نهي عنها لأنها غير نافعة في الدين ولا تكاد تكون إلا بما لا يقع ، ومثله قول ابن مسعود - رضي الله عنه - : ( أنذرتكم صعاب المنطق ) يريد
المسائل الدقيقة الغامضة ) .
وقد أخرج أبو داود رحمه الله في سننه عن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات [1] .
وروى كل من البخاري ومسلم حديث حذيفة المشهور في الفتن ، وفيه قول حذيفة : ( إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط ) [2] .
قال في الشرح : الأغاليط جمع أغلوطة وهي المسائل التي يغلط فيها والأحاديث التي تذكر للتكذيب ، ونقل الحافظ بن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم عند شرحه للحديث التاسع من أحاديث الأربعين النووية
قوله : وقال الحسن البصري : ( شرار عباد الله الذين يتبعون شرار المسائل يعمون بها عباد الله ) .
وقال الأوزاعي : ( إن الله إذا أراد أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه المغاليط ، فلقد رأيتهم أقل الناس علماً ) .
والحاصل مما ذكر أن المغاليط هي التي يثيرها المغالطون من صعاب المسائل أو المسائل التي لم تقع ، وذلك ليغالطوا بها العلماء ليزلوا فيعمون بها العباد ويهيج من ذلك شر وفتنة وتلبيس على الناس ، نسأل الله السلامة ..

[1] أبو داود كتاب العلم ح/8 .

[2]البخاري كتاب المواقيت ح/4 ، مسلم كتاب الإيمان .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس