عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2009   رقم المشاركة : ( 2 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية السبت 1/4

الجزيرة السبت 01 ربيع الثاني 1430 العدد 13330
ظاهرة عزوف المعلمين والمعلمات عن الإعداد للدروس واللجوء للنسخ والتصوير
سليمان بن عبدالرحمن الخليفة
إعداد الدروس والتحضير لها ذهنياً وكتابياً يعتبر اللبنة الأساس لكل مربي يؤسس لبنيته المعرفية، ويلاحظ في الأعوام الأخيرة عزوف المعلمين والمعلمات عن الإعداد الكتابي الذي كان يقومون به قبل تفشي ظاهرة سيئة وهي النسخ والتصوير من البرامج التجارية التي انتشرت بالمواقع الإلكترونية، وفي محلات ونقاط البيع المتوفرة كالمكتبات وغيرها من المراكز. والإعداد على ضوء الأهداف السلوكية الذي كلف به المعلم مهم جداً، ولاسيما لحديث التعيين أو حتى لمن يقوم بتدريس منهج لم يسبق له تدريسه، لأنه يلزمه بالاطلاع على المادة التي سيقوم بعرضها على الطلاب. ويعد قيامه بتصوير ونسخ الإعداد المسبق الذي يباع ويشترى مخالفة تربوية سيئة للغاية، حيث تجعله في الغالب اتكاليا كسولا لا يبالي بأهمية الإعداد عامة، سواء كتابياً أم ذهنياً، وقد يأتي إلى المدرسة وهو لا يعرف تاريخ اليوم الدراسي، فما بالك بالمادة العلمية التي لم يتسلح بها ولم يرتب أفكاره ليكون مستعدا لأداء الرسالة التي أوكل بها. وهذه الظاهرة تفشت مع الأسف بدون حسيب ولا رقيب، حتى أصبح أكثر من 95% من المعلمين والمعلمات يحملون معهم الأوراق المصورة، فقط من أجل إقناع المسؤول حين يطلبه منه، ولقد تعجبت مما ذكر عن إحدى المعلمات، حين قامت المشرفة التربوية بزيارة للمدرسة التي تعمل بها وكانت الزيارة مفاجئة، فأسرعت المعلمة المعنية بالزيارة للاتصال على إحدى المكتبات القريبة لتجهيز الإعداد الخاص بالمواد التي تدرسها، ليرسل لها عاجلا بالملف الملون المزخرف، ومجرد لحظات فقط قامت خلالها بوضع التواريخ والأيام لتحصل بعدها على الشكر والتقدير من المشرفة الزائرة، والأخرى تقوم بتسجيل اليوم والتاريخ بقلم الرصاص كي يتم تعديله كل عام، وتقوم بعد ذلك بتغطية توقيعات المديرة والمشرفة التربوية للأعوام السابقة بطريقة ذكية، وذلك بإلصاق الورود والزهور المعبرة عليها ف(شر البلية ما يضحك)! وهذا هو الحال الذي يسير عليه الكثير من المعلمين. ولغياب التعاميم والنشرات الموجهة والمرشدة والمحذرة من أضرار الاعتماد على هذا النوع من الإعداد أصبح جل المعلمين والمعلمات لا يحملون إعدادا، بل يحملون بدلا من ذلك أوراقا مصورة، قد لا تحمل تاريخ اليوم الدراسي عليها. والأصل أن تعالج هذه المشكلة بعمل دراسة عاجلة للإعداد من أجل الوصول لطريقة إعداد جديدة تتماشى مع ما وصلت إليه التقنية الحديثة من تطور لتكون حلا مناسبا للمعلم والمعلمة، كأن يتم إعداد مسبق للمواد بطريقة احترافية، ويحذف منه بعض الأجزاء الرئيسة ليقوم المعلم أو المعلمة فقط بإكمالها، وهذه الطريقة تلزم المعلم بالاطلاع والرجوع للمادة بشكل سريع، لا كما هو الإعداد الكتابي الذي قد يأخذ بعض الوقت من المعلم. عذرا عزيزي المعلم - أختي المعلمة - فلم أقصد بذلك زيادة العبء على كاهلهما، فرسالتكما التربوية عظيمة وما تقومان به لا يستطيع أي إنسان القيام به، إلا من رزق العون من الله، ورزق الصبر والاحتساب، واعلم أن وقوفكما من الصباح حتى الظهيرة وأنتما تؤديان الرسالة المنوطة بكما ليس بالأمر الهين بل هو عمل عظيم تشكران وتقدران عليه، والهدف المنشودة هو أن نصل إلى عمل منظم، عمل متكامل، يشعرنا بالرضا والسعادة.
المشرف التربوي بإدارة تعليم الرس
الجزيرة السبت 01 ربيع الثاني 1430 العدد 13330
الموهبة بين عالمين متضادين
د. خالد بن محمد الصغير
(... هلا تكرمت بزيارتي في مكتبي في أقرب وقت مناسب لك؟)، وأجبت حالاً وبكل سرور هذا الطلب الذي طلبه مني أستاذي الأمريكي الجنسية على مرأى ومسمع من زملائي الذين يدرسون المادة لديه في ذلك الفصل الدراسي.. .. وقد تملكني الخوف، والقلق نوعاً ما؛ ذلك لأن الأساتذة لا يستدعون طلابهم من دون الإفصاح عن سبب الاستدعاء الخاص إلا إذا كان هناك أمر سلبي لا يودون معه إحراج الطالب وجعله يشعر بالخجل حين إفشائه علناً أمام زملائه. ومن هنا لم أكذب خبراً؛ فذهبت على الفور لزيارة أستاذي في مكتبه في صبيحة اليوم التالي. وتنفس الصعداء، وشعرت حينها أن جبل همٍّ انزاح عن كاهلي حتى أضحى سراباً بعد أن كان رؤيا عين حين خاطبني بقوله: (أريدك أن تخبرني كيف تمكنت من الكتابة باللغة الإنجليزية بهذا المستوى المتميز، وبخاصة إذا أخذنا في الحسبان أنها ليست لغتك الأم) ثم عقب على ذلك بقوله: (أود منك أن تخبرني عن الطرق والوسائل التي اتبعتها لتصل لهذه المرحلة المتقدمة في الكتابة باللغة الإنجليزية؛ لأنني أريد أن أطلع أعضاء القسم أساتذةً وطلاباً على قصتك مع الكتابة باللغة الإنجليزية، وبعد ذلك سنعمل على نشرها على مستوى المختصين في حقلنا؛ حتى يمكن لهم نقل تجربتك حتى يستفيد منها الآخرون، ويتبنوا الطرق التي ارتسمتها لنفسك؛ حتى يكون بمقدورهم السير على منوال خطاك؛ حتى يتمكنوا من إجادة الكتابة بلغة ليست لغتهم الأم). وقد استحضرت هذه القصة بعد أن قرأت مؤخراً بعض التعليقات المتجددة الصحفية منها، وتلك المنشورة في عدد من منتديات الشبكة العنكبوتية عن القصة الشهيرة المثيرة للجدل إلى وقتنا الراهن التي كتبتها الكاتبة الشابة الواعدة رجاء الصانع بعنوان (بنات الرياض) فهناك من اتهمها بأنها ليست الكاتبة الحقيقية لهذه الرواية، وفي هذا الاتجاه أصبحنا نقرأ تعليقات مثل: (لا يمكن بحال أن يستطيع كاتب غير متمرس كتابة رواية بمثل هذا المستوى، ومن هنا فلا جدال أنها قد كتبت لها من قبل أحد كتّاب الرواية المشهورين لدينا، أو أنها قامت بتتبع أثر كتاب روائيين أمريكيين أو صينيين). وأمام هذين المشهدين الإيجابي الداعم، والسلبي المنتقص من عالمين متضادين في نظرتهما للمبدعين والموهوبين لا أملك إلا أن أعبر عن عميق الأسى حين أرى أنهم هناك يتبنون المواهب، ويرعونها حق رعايتها، ويوجهونها الوجهة السليمة، ويفتحون لها آفاقاً لا حد لها إلا السماء، ويمنحونها جرعات تدريبية، ويقدمون لها يد المساندة والعون، ويعملون على تنمية قدراتهم إلى نهايتها القصوى، وفي المقابل نجد أننا نبحث عن شتى الوسائل الممكنة حتى نقف حجر عثرة في طريقهم الذي اختطوا الخطوة الأولى فيه. في عالمهم نجد المبدع والموهوب ينال اعترافاً جماً من مجتمعه الذي يقوم أفراده بدعمه، وتشجيعه، وفتح الأبواب على مصاريعها؛ ليدلف من غير تردد ولا وجل في آفاق رحلة الإبداع والتميز، ونحن في عالمنا نستخدم كل معاول الهدم، والتحطيم، وكل ما في جعبتنا من قوة وجبروت؛ لننهال عليهم بضربات قاضية استباقية لا يبرحون معها مكانهم، فينزوون ويضمحلون؛ حتى يضحوا أثراً بعد عين. والغريب في الأمر أننا نعمل كل ما في وسعنا من أجل إثبات أنهم ليس باستطاعتهم تقديم إنتاج بمثل هذا المستوى المتميز من ذات أنفسهم، وربما لا نتوقف عند هذا الحد من الادعاء، وإنما نلهج بألسنة عالية الصوت والصدى بأنهم لا محالة قاموا بسرقة ما قدموه لنا من نتاج بارز. وهذا المشهد الاجتماعي المحزن والمؤسف دعاني إلى محاولة تقديم تفسير أو تحليل لهذا السلوك غير الإيجابي الذي يبديه دوماً عدد كبير من أفراد مجتمعنا تجاه المواهب الشابة؛ فهل مرد ذلك إلى أن مصوبي سهام التشكيك، والتشويه، والاتهام بالسرقة تمت معاملتهم في مرحلة ما في حياتهم بذات الأمر؟، ولذا نجد أن فترة الإقصاء والتحجيم - إن صح تسميتها بذلك - التي مروا بها في مرحلة ما من مراحل حياتهم أسعرت في دواخلهم لظى الغضب، وزادت من حجم قيمة الحسد لديهم؛ ومن هنا فهذه المشاعر غير الإيجابية التي تأصلت في دواخلهم لم يخبُ يوماً فتيلها، وإنما ظلت متوقدة بشكل غير منظور تنتظر الانقضاض والانتقاص متى ما ظهرت موهبة نالت الإعجاب الواسع بمنتجها الجديد من قبل قاعدة عريضة من أبناء المجتمع. ولعلني هنا أتوقف مع تعليق أدلت به الكاتبة رجاء الصانع عندما سئلت ذات مرة في إحدى القنوات الفضائية عما هو ردها على أولئك الذين ما فتئوا يكيلون لها التهمة تلو الأخرى حيث قالت معقبة على ذلك: (أتقدم بالشكر الجزيل لأعداء النجاح الذين لم يكلوا ويملوا عن البحث عن كل وسيلة ليروا العالم أنني أضعف بكثير من أن أكتب عملاً بمثل هذا المستوى المتميز). والتفسير الآخر الذي يمكن أن يساق هنا في محاولة لسبر غور المحاولات البائسة لوأد المواهب الواعدة، وتكبيل الطاقة المرتكزة في أصحابها، أن ذلك ربما يعود إلى أن فتح أبواب ساحة الإبداع على مصاريعها لهم يعني لا محالة مزاحمة النجوم الصاعدة لعروشهم التي تربعوا عليها سنوات، ويعز عليهم الترجل عنها طواعية لتكمل مسيرة الإبداع التي بدأوها دماء جديدة تستحق أن تعطى الفرصة كاملة غير منقوصة؛ فالحل أمامهم إذاً يكمن في التفنن في تحطيم بوادر الإبداع التي قد تشكل خطراً محدقاً على مستقبلهم. ومن هنا فليس من وسيلة أمامهم إلا الاستهانة بأعمال المواهب الشابة، والتقليل من شأن عطاءاتهم، مستغلين المساحات المعطاة لهم في الصحافة، وغيرها من المنصات المنبرية لنعت إنتاج الوجوه الصاعدة تارةً بالضعف، وأخرى بعدم ملامستها للواقع، وكذلك بالتكرار، وغيرها من الطعون التي في ظاهرها حق، وفي واقعها ومرادها باطل. وإضافة إلى ذلك يمكن القول إن هذا مرده أيضاً إلى ممارسة العدائية الراسخة تجاه أي نجاح لا يكون المرء جزءاً منه؛ فيعمل بالتالي عدو النجاح هذا على محاربة مصدره، والتضييق على صاحبه، والانتقاص من قدر ومكانة ما قدمه.
إن المسؤولية الاجتماعية تجاه ما تختطه يراع شبابنا وشاباتنا من إنتاج كتابي، سواء كان قصة أو رواية أو مقالة أو قصيدة، وغير كتابي إبداعي، كالرسم وغيره في مجالات ونواح شتى، تحتم علينا الاحتفاء بإنتاجهم، ومد يد العون لهم، وتوجيههم الوجهة الصحيحة؛ فهي في الإجمال مواهب وقدرات تستحق منا الوقوف لها احتراماً وتقديراً؛ فهذه المواهب هي وحدها من سيضخ دماء جديدة في جسد المجتمع وتقوده نحو التطور، وترسم آفاقاً جديدة للتغيير الحميد الذي يستند إلى أصول صلبة من ماض تليد، ويتعامل وفق رؤى وآفاق منفتحة مع الحاضر والمستقبل تتلمس سبل الرقي والتطور لمجتمعها المتعطش إلى الإنتاج الإبداعي الأخاذ. ولعلي من هنا أدعو من الآن فصاعداً أن نسعى جاهدين بكل ما أوتينا من قوة لنهيئ لهم بيئة داعمة ومشجعة؛ حتى يكون بإمكانهم القفز خطوات نحو الدفع بذواتهم المبدعة مراحل أعلى نحو مزيد من الإبداع والتألق لدرجة يجعلوننا معها نحتفي ونفاخر الدنيا بأسرها بهم وبقدراتهم الخلاقة. ليكن شعارنا إذاً: هيا لنعمل من الغد معاً لتنمية المواهب والقدرات المبدعة لدينا، واستثمار قدراتهم وأفكارهم بشكل يحقق ذواتهم، ويخدم الصالح العام، وهو أمر يمكننا تحقيقه أولاً من خلال توفيرنا لكافة الوسائل اللازمة لتنمية المواهب وتحفيزها لتسارع خطاها حتى تلحق بركب المبدعين، وثانياً من خلال عدم سماحنا لأساتذة قمع وقتل المواهب المحترفين في القضاء عليها وهي لا تزال في مهدها؛ لأننا إن أخفقنا في الوقوف في وجوههم فسنكون بذلك قد خسرنا ثروة وطنية يمكن أن يكون لها باع في ارتيادنا لآفاق مستقبلية مشرقة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس