أهلي قريةالشبحة يطالبون المسئولين التدخل في معاناتهم مع تأمين المياه
املج - الوئام - علي الجهني :
الشبحة من القرى المنسية، وربما السبب هو بعدها عن محافظة املج مسافة 70 كم ، كما تعد نموذجاً للقرى المفتقرة لمياه الشرب، وكونها إحدى القرى ذات التعداد السكاني الكبير والذي تجاوز 20 ألف نسمة ومن حقها الطبيعي أن تلقى الاهتمام فيما يتعلق بأهم مشكلة تعاني منها وهي قلة مياه الشرب. فمن خلال زيارة ميدانية إلى قرية الشبحة وقفنا على واقع المياه المتأزم والذي يشكل حالياً همّاً حقيقياً ومعاناة يومية بالنسبة لأهالي القرية التي لم يبق صغيراً أو كبيراً فيها إلا وأصبح موضوع نقص الماء يتصدر أحاديثهم خلال كل جلسة وكل زيارة ، وبات يؤرق صفو حياتهم الهادئة والبسيطة ، فأزمة مياه الشرب وعدم التمكن من توفيرها سوى بإطار ضيق هو الشغل الشاغل للسكان ، فالقرية تشكو في الأصل من قلة المياه، ولكن نظراً لأن هذا العام استثنائياً، فقد شهدت المنطقة بشكل عام قلة وشح في كميات الأمطار الهاطلة شتاءً ، هذا ما أثر على منسوب المياه الجوفية والسطحية معاً، وبالتالي ساعد في تفاقم الأزمة التي بدأت تلوح في الأفق مع اقتراب فصل الصيف. والمساعي التي تقوم بها مصلحة المياه في محافظة املج لا يتعدى تقديم حلول إسعافية عن طريق صهاريج محملة بمياه الشرب من عدة آبار مجاورة لا تسد سوى 10 أو 15 ٪ من حاجة السكان. وللوقوف على واقع المياه ومستوى صلاحيتها للشرب أجرينا بعض اللقاءات مع عدد من أفراد القرية ، إذ أن أغلب المياه التي يشربونها هي مياه آبار ، وليس ذلك فحسب بل تحمل بصهاريج ثم تضخ إلى الخزان ؟! بل و ماذا يفعل المواطن إذا كانت حاجته من مياه المؤسسة لا تكفيه سوى بضعة أيام، خاصة أن صهاريج المياه المكلفة لا تصب عنده سوى مرة واحدة في الشهر ولا تتجاوز الربع ساعة كما ورد على لسان أغلب أهالي القرية.
بعد عمر طويل لمشكلة كبيرة نعم ومقاربتها صعبة نعم ولكن يبقى الحل الوحيد والطويل الأمد هو إمداد القرية بمياه التحلية .. ولكن يقول قائل: هل سنبقى دون ماء ! ونحن نقول إننا لا يمكننا بأي شكل أن ننكر مشكلة الجفاف وإحتباس الأمطار والتي زادت الطين بلة، ومن البديهي أن تعاني قرية الشبحة من نقص واضح في المياه ولكن إذا كان نقص الأمطار من الله عز وجل أليس بإمكاننا التخفيف من المشكلة وإذا كانت عملية نقل الماء من الصهاريج من آبار القرى المجاورة هي حل إسعافي، فإلى متى ستبقى تلك الآبار صامدة وقادرة على مد أهالي قرية الشبحة بحاجتهم من أهم عناصر الحياة، أليست تلك الآبار أو المصادر الجوفية مهددة بالنضوب والجفاف. ، ومن هنا نقول . فهل قدر لأبناء تلك القرية وسواها أن يبقى موضوع المياه معقل آمالهم وسبب آلامهم.
__________________