ضمان الإمدادات المحلية من النفط المكرر بخزنه في القصيم
محمد الحربي من القصيم
دشنت السعودية أمس منشأة تخزين جديدة لمنتجات النفط المكررة في منطقة القصيم وهي الأخيرة من بين خمسة مشاريع تخزين مماثلة افتتحت في جدة وأبها والمدينة والعاصمة الرياض تم بناؤها على مدى 20عاما، وتديرها شركة أرامكو السعودية. وبهذا التدشين تعلن السعودية انتهاءها من المرحلة الأساسية للبرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي وذلك من أجل مزيد من المرونة في تحديد مواعيد أعمال صيانة المصافي والحد من تعطيلات المعروض. وتسع منشأة التخزين المقامة تحت الأرض في القصيم 650 ألف برميل وترتبط بمحطة توزيع عن طريق خط أنابيب لضخ النفط بطول 74 كيلومترا.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
افتتح الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم ظهر أمس مشروع البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي في القصيم، نيابة عن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي. وفور وصول الأمير فيصل استقل ومرافقوه سيارات مكشوفة في جولة عبر الأنفاق تحت الأرض لمشاهدة كهوف التخزين والأنفاق الرئيسة في المشروع، وتوقف خلال الجولة على مطل علوي داخل أحد الخزانات المعدة لتخزين البنزين بطاقة استيعابية بلغت 650 ألف برميل. وبعد الجولة الميدانية توجه أمير القصيم إلى صالة الحفل الرئيسة فوق الأرض، حيث قام المهندس صالح الشبل مدير المشروع بتقديم شرح على مجسم المشروع والذي يوضح الموقع العام للمشروع وطريقة تغذيته بالمنتجات البترولية ومسارات الخطوط الرئيسة لأنابيب نقل المنتجات من كهوف التخزين وإليها.
من جهته أشاد المهندس مساعد الصائغ مدير عام البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي بالنظرة الثاقبة لولاة الأمر في الحفاظ على الطاقة وتوفير الحماية القوية لمصادرها لإمداد الوطن بها في أي لحظة طارئة، وقال خلال كلمة ألقاها في الحفل: "إن مشروع الخزن في القصيم هو الحلقة الخامسة والأخيرة بعد كل من الرياض، جدة، أبها، والمدينة، ضمن منظومة متكاملة يضم محطة لتخزين المنتجات البترولية في أعماق الأرض تم ربطها بمحطة التوزيع في منطقة القصيم بواسطة خط للأنابيب بطول 74 كيلو مترا. وقال: "حققنا هدفا آخر يضاف للإنجازات السابقة، فالإمداد والتوزيع عبر شبكة الأنابيب التي تربط هذه المواقع بالمصافي ومحطات التوزيع قد قضى على المخاطر السابقة لشاحانات النفط التي استهلكت الطرق والوقت والجهد وعرضت الأرواح للخطر، منوها أنه بوجود هذه المشاريع أصبحت شركة أرامكو قادرة على توفير ما تحتاج إليه من كميات الوقود في أحلك الظروف وأشدها ضراوة، ويمكنها أن تستثمر الوقود المخزن اقتصاديا بتزويد دول العالم في الحالات الحرجة وتعويض ذلك من الخزانات الكامنة في أعماق الأرض. وفي بث مباشر بين مقر الحفل فوق الأرض وغرفة التحكم الرئيسة المحصنة في محطة الخزن الاستراتيجي تحت الأرض، خاطب المهندس عبد الله المقبل الحضور موضحا أن برنامج الخزن الاستراتيجي قد أنهى أعمال تنفيذ الموقع قبل أكثر من سنة ونصف، ثم قام بتعبئته بالمنتجات البترولية وتشغيله وعمل جميع الاختبارات اللازمة، قبل أن يستأذن راعي الحفل بالضغط على الزر لتدشين المشروع وبدء مراسم الافتتاح، ليبدأ بعد ذلك العرض الضوئي وإزاحة الستار عن الحجر التذكاري. ثم قام أمير القصيم بجولة داخل معرض الخزن الاستراتيجي شاهد خلالها صورا عديدة توضح مراحل تنفيذ المشروع. من جهته قال الأمير فيصل بن بندر في كلمته التي ألقاها خلال الحفل: "لقد شرفني الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي بافتتاح هذا المشروع بالنيابة، وسعدت بما رأيته اليوم من الإنجاز الكبير خاصة ونحن نرى أبناءنا من شباب الوطن من مهندسين وفنيين في البرنامج السعودي للخزن للاستراتيجي قد تولوا مسؤوليات هذا الصرح العملاق في جميع مراحله من تصميم وتنفيذ وتشغيل، وهذا في الحقيقة يوضح حرص قيادتنا الرشيدة ونظرتها الثاقبة في الحفاظ على تأمين مصادر الطاقة في أوقات الطوارئ والأزمات بالكفاءة نفسها التي يتوافر بها في أوقات السلم وهو ما يجسده هذا المشروع بكل تفاصيله، وأنا في هذه اللحظة أهنئ أهالي منطقة القصيم بإنجاز هذا المشروع وأهنئ جميع من شارك فيه ومسؤولي البرنامج وعلى رأسهم ولي العهد".
__________________