محللون : الاقتصاد العالمي ينتظر “طوق الإنقاذ” من زعماء قمة الـ20
عبدالله الطياري - جدة
تتجه انظار المجتمع الاقتصادي الدولي بعد غد الخميس الثاني من ابريل إلى لندن عاصمة الضباب لمراقبة اجتماع زعماء قمة العشرين، للخروج بقرارات لتحفيز اداء عمل الاقتصاد العالمي والبحث عن “طوق انقاذ” للخروج من الازمة المالية العالمية والركود.
ويرى الدكتور مقبل الذكير استاذ الاقتصاد بجامعةالملك عبدالعزيز أن العالم يتطلع إلى القمة العشرين وما يتمخض عنها من قرارات تدعم خطط انقاذ الاقتصاد العالمي، على اعتبار أن الاقتصاد العالمي يأمل من المجتمعين الوصول إلى اتفاق يحدد ملامح وشكل النظام العالمي الجديد الذي سيلتزم به الجميع. واضاف الذكير : العالم اليوم يريد استعادة الثقة في الاقتصاد الدولي وبهذا الذي فقدت منه الثقة وأدى إلى هذا الركود، وهذا الركود خطير جدا والكلمة ليس فيها مبالغة، إذ ان المسؤوليين الحكوميين في البلد المضيف لاعمال قمة الـ 20 اكدوا أن فشل الوصول إلى حل ربما يؤدي إلى مشاكل واضطرابات سياسية في صورة مكررة، وكربونية كما حدث في أزمة عام 1930م.
واشار الدكتور الذكير إلى أنه يجب على المجتمعين النظر إلى الدول الناشئة إذ انه ينبغي الالتفات إلى مساعدة الدول النامية وهذه نقطة مهمة جدا، وأن مايتوقع من القمة في الواضح انه فيه اختلافات بين المجتمعين وهذه الخلافات حول الاولويات، فالاتحاد الأوروبي معارض لمزيد من سياسات التحفيز الاقتصادي أو الإنفاق الحكومي ، بينما الاتحاد الأوربي بقيادة فرنسا وألمانيا يريدان ضوابط أكثر على النظام المالي العالمي ومن خلال ضبط أكثر، وفى الأسبوع الأخير رأينا الصين وروسيا تطالبان بعملة احتياط أخرى غير الدولار، هذا كما صرح رئيس صندوق رئيس الصندوق الدولي ان هذه مطالبة مشروعة، ورد الرئيس الامريكي باراك اوباما على هذه الدعوة ان الدولار لايزال الاكثر ملاءمة. من جانبه قال د. محمد دليم القحطاني أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران إن هذه القمة لها أهمية كبيرة في ضرورة ما يعرف بتكامل اقتصاديات تبادل المصالح ومراقبة أسواق المال وتدعيم تبادل السلع والخدمات بشكل مقنن بعيد عن الإغراق وأيضا تطبيق وتنفيذ ما جاء من بنود ومواثيق في اتفاقية منظمة التجارة العالمية وكذلك توحيد الرؤية السياسية والاقتصادية وتدعيم مبدأ الدبلوماسية والحوار والشفافية بين دول العالم والبعد كل البعد عن النعرات الاستعمارية وتخويف الدول الصغرى ، كل هذه الأمور ضرورية أن دول العشرين وترسخها لأنها محور سيضمن استقرار العالم الاقتصادية والسياسي والاجتماعي. وعما إذا كانت هذه القمة بداية لنهاية الأزمة العالمية قال القحطاني: إن هذه القمة مهمة خاصة وأن هناك قادة جدد لهم تطلعات ولهم أفكار من شأنها أن تحقق الأمن والاستقرار لكافة الأسواق العالمية وعلى سبيل المثال الرئيس الأمريكي أوباما الذي لمسنا منه مصداقية كبيرة على اعتبار أن أمريكا كقطب اقتصادي كبير لا تستطيع أن تحقق النجاح والسلام بمعزل عن بقية دول العالم. وحول الأجواء التي ستخرج من القمة في ضوء الاختلاف الأمريكي البريطاني من جانب وألمانيا وفرنسا من جانب آخر حول زيادة الإنفاق الحكومي لإنعاش الاقتصاد العالمي قال الدكتور القحطاني: حقيقة أتوقع هذا بعيدا عن التناطح الاقتصادي إذ إن هناك رغبة شديدة في تحقيق المصالحة وتبادل الفكر الاقتصادي وتدعيم مبدأ التكامل ولإزالة جميع العوائق والحواجز بين دول العالم وباختصار تطبيق حقيقي لمبدأ اتفاقية التجارة العالمية والتي تمثل في تحقيق الرفاهية الاقتصادية لشعوب العالم ومبدأ الشفافية والعدالة.
__________________