أوباما يقوم بأولى خطواته لاعتلاء مسرح العالم في قمة العشرين
لندن : د ب ا
يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأول ظهور كبير له على المسرح العالمي اليوم وذلك حينما يصل إلى لندن لحضور قمة مجموعة العشرين التي تضم أكبر قوى اقتصادية في العالم . وتأتي رحلة أوباما على خلفية الركود العالمي الذي يزداد عمقا حيث يتوقع القادة الذين سوف يحضرون القمة أن تتم الموافقة على عملية تجديد كبيرة للنظام المالي العالمي بالإضافة إلى اتخاذ خطوات لضمان مزيد من التنسيق بين الحكومات في مواجهه التدهور.
وبغض النظر عن أن قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها بعد غد الخميس تمثل عهدا جديدا في العلاقات عبر الأطلسي فإنها سوف تمثل أيضا أول فرصة يحظى بها قادة العالم لمقابلة الرئيس الأمريكي الجديد. ومن المقرر أن يقابل أوباما قادة الصين والهند والمملكة العربية السعودية - وهؤلاء القادة يمثلون ثلاثة من الاقتصاديات الناشئة الرئيسية في العالم - بالإضافة إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.
وبعد قمة لندن سوف يغادر أوباما لحضور قمة حلف شمال الأطلسي( الناتو ) للاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيسه والتي سوف تعقد في ألمانيا وفرنسا حيث من المقرر أن يقابل هناك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى . وسوف يتوجه أوباما في وقت لاحق إلى براغ لحضور قمة أمريكا والاتحاد الأوروبي وبعدها سوف يتوجه إلى تركيا في ظل آمال البيت الأبيض بأن تؤدي رحلته إلى تنحية العلاقات المشحونة التي نشأت بين واشنطن وأوروبا والعالم الإسلامي في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.
ومع ذلك فان التحضير لمغادرة أوباما وقمة لندن كان مصحوبا بالتوتر بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين بشأن تحرك البيت الأبيض لاتخاذ إجراءات نقدية جديدة لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي . ومازالت أوروبا وعلى رأسها ميركل متشككة إزاء مسألة تقديم مزيد من الأموال في وقت الركود على أساس أن الإجراءات التي تم اتخاذها سوف تستغرق بعض الوقت حتى تؤتي ثمارها وأن التركيز يجب أن يكون منصبا الآن على الإصلاح المالي.
ولكن لن يريد أي من قادة الحكومات الذين سوف يشاركون في قمة لندن أن يشهد فشل القمة في خضم أكبر أزمة مالية في العالم منذ الكساد الكبير . وعلى الأقل سوف يحرص أوباما على ضمان أن أول خطواته على المسرح الدبلوماسي العالمي لن تنتهي بالفشل . ولذلك فانه عوضا عن اتخاذ إجراءات جدية ملموسة في الموازنة للمساعدة في إصلاح الاقتصاد العالمي فانه من المحتمل أن يبني قادة العالم مواقفهم على أٍساس اجتماع وزراء ماليتهم الشهر الحالي ويعلنون ببساطة أنهم سوف يفعلون ما يرونه ضروريا لمواجهة الركود.
__________________