مجلس الأمن يبحث عن رد مناسب و الصين وروسيا تلوحان بالفيتو
القمة الأوروبية الأمريكية تطالب بمعاقبة كوريا الشمالية
الوكالات - عواصم
طالبت القمة الأوروبية الأمريكية فى ختام أعمالها أمس مجلس الأمن بالرد على إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي؛ لإثبات أنه لا يمكن تحدي قراراته والإفلات من العقوبة. واعتبر بيان مشترك أن هذا العمل يتطلب ردا من المجتمع الدولي، مؤكدا أن إطلاق الصاروخ يمثل تحديا لقوانين مجلس الأمن ويضر بالسلام والاستقرار في شمال شرق آسيا. ودعا كوريا الشمالية إلى الوفاء بالتزاماتها للتخلي عن كافة برامج الأسلحة النووية، والالتزام بقواعد العلاقات الدولية المعترف بها، والعمل على نشر السلام والاستقرار شمال شرق آسيا. وتابع البيان أن تطوير كوريا الشمالية لقدراتها للصواريخ البالستية ـ بغض النظر عن هدفها المعلن من عملية الإطلاق ـ يهدف إلى مدها بالقدرة على تهديد الدول القريبة والبعيدة بأسلحة دمار شامل. إلى ذلك سارع مجلس الأمن أمس للرد على الاجراء الكوري الشمالي، حيث طالبت واشنطن بتحرك قوي، في حين دعت الصين وروسيا إلى التزام الهدوء. وعقد المجلس المكون من 15 دولة جلسة طارئة مغلقة بدءا من الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش، وتوقع دبلوماسيون في الامم المتحدة ان تجرى مشاورات شاقة قبل التمكن من تبني نص، وأوضحوا ان خطوة كهذه قد لا تتم اليوم (أمس). فيما رجح دبلوماسي غربي ان يتبنى المجلس إعلانا غير ملزم يجدد فيه التأكيد على قرارات سابقة في هذا الشأن.
وأفاد الدبلوماسيون أن الصين وروسيا أعلنتا أنهما ستستخدمان حق الفيتو لمنع أي قرار يفرض عقوبات جديدة على بيونج يانج. وأشاروا إلى أن أروقة المجلس شهدت نشاطا محموما تمثل في اتصالات هاتفية مكثفة، واجتماعات قبل موعد الاجتماع حيث تشاور الوفدان الأمريكي والياباني ووفود الدول الحليفة لهما؛ لوضع استراتيجية لإقناع روسيا والصين بضرورة توجيه إدانة قوية لسلوك كوريا الشمالية. وقالت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية: إن اطلاق الصاروخ ينتهك قرارا لمجلس الأمن يحظر على بيونج يانج إطلاق أي صواريخ طويلة المدى بعد أن أجرت تجربة نووية. واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن اطلاق كوريا الشمالية للصاروخ يشكل "استفزازا" ودان اطلاق الصاروخ في بيان نشر أمس في براغ وقال ان "إطلاق صاروخ تايبودونغ-2 اليوم يشكل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1718 الذي يحظر بشكل واضح على كوريا الشمالية القيام بنشاطات مرتبطة بصواريخها البالستية".
واضاف "بهذا الاستفزاز تجاهلت كوريا الشمالية واجباتها الدولية ورفضت الدعوات الواضحة الى ضبط النفس وفرضت على نفسها مزيدا من العزلة عن أسرة الأمم". وتابع الرئيس الأمريكي "سنتشاور فورا مع حلفائنا في المنطقة وبينها اليابان وكوريا الجنوبية وكذلك اعضاء مجلس الأمن الدولي لنقل هذه القضية الى المجلس".
ودعا أوباما كوريا الشمالية الى "الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن والامتناع عن القيام بأي أعمال استفزازية أخرى".
من جهتها وصفت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس ماحدث بالأمر الخطير الذى يستحق ردا قويا مناسبا. وأضافت: تعمل الولايات المتحدة بصورة وثيقة مع اليابان، وتتشاور مع شركائها داخل المجلس لمحاولة الحصول على أقوى وأنسب رد.
وأكدت كوريا الجنوبية أن إطلاق الصاروخ عمل طائش، فيما وصفته اليابان بالخطوة المؤسفة للغاية. ودعت الخارجية الروسية إلى اتباع منهج متوازن وتوخي الحذر. كما دعت الصين إلى الهدوء وضبط النفس.