[مخبر سري]

خالد الفيصل: يضايقني منع الشباب من دخول الأسواق والحدائق
أمير المنطقة يبدى تفاعله التام مع مشاكل الأهالي ويعدهم بحلها
خالد الفيصل: لا تميز أو تحيز لمحافظة أو قبيلة أو مجتمع بعينه

عبد الله الحارثي،ثواب آل هياف (الطائف، رنية)

قدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة أمس، دلائل على تفاعله التام ورغبته في حسم مشاكل محافظات منطقة مكة المكرمة التي زارها وهي الطائف، الخرمة ورنية، خصوصا في ما يتعلق بقطاع الخدمات ومشاريع البنية التحتية، مؤكدا أنه يرفض التميز أو التحيز لمحافظة دون الأخرى أو لقبيلة أو لمجتمع بعينه. وأبدى الأمير خالد الفيصل، خلال حواره مع مديري الإدارات الحكومية والمشايخ والأعيان ورؤساء المراكز وأهالي الخرمة من رجال ونساء في اللقاء المفتوح على هامش زيارته، اهتماما خاصا بقطاع الشباب والطلاب والطالبات، مؤكدا لهم أنه سيسعى لتحقيق طلباتهم.
عبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة عن انزعاجه من منع الشباب دخول الأسواق والحدائق العامة، معتبرها ظاهرة لا تسر في المدن الكبيرة، وانتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وانتقلت للمحافظات والقرى. وخاطب الأمير خالد الفيصل مديري الإدارات الحكومية والمشايخ والأعيان ورؤساء المراكز وأهالي الخرمة من رجال ونساء، قائلا: «لا بد من الاهتمام بالشباب وإعطائهم حقوقهم في الترفيه والتسوق وكل شي يحتاجونه». وطالب محافظ الخرمة والمسؤولين في المنطقة بإيجاد الحلول لهذه المشاكل واستيعاب الشباب من كل مكان. وتساءل قائلا: «أين يذهبون إذا كان كل شي أمامهم ممنوع، وأنا شخصيا اتضايق عندما يمنعون، وهذا أمر لا يشجع، ولا بد من دراسة ظاهرة المنع وإيجاد حل جذري». وأوضح الأمير خالد الفيصل أن منطقة مكة المكرمة، كإدارة تنفيذية، بدأت عملية هيكلة واسعة من شأنها أن تنصب لمصلحة المواطن، وقال: «بدأنا الهيكلة من بيتنا في إمارة مكة المكرمة، وأنشئت وكالة للتنمية وهي الأولى بين إمارات المناطق، وتعنى الوكالة بتنفيذ طلبات المواطنين، وتتابع المشاريع وسير العمل والأداء والدقة في التنفيذ، علاوة على متابعتها للشركات التي يتم ترسية المشاريع عليها بهدف ضمان الجودة، وسوف نتوسع بعد الانتهاء من الإجراءات في الإمارة في هذا العام».
واطلع أمير منطقة مكة المكرمة، الحضور بنتائج اجتماعه في المجلس المحلي في المحافظة، قائلا: «استعرضت معهم المشاريع وتشاورت معهم في تحقيق الطلبات، وأبشركم بأنه ستتم زيادة السعة السريرية للمستشفى، وسوف أعمل جاهدا لإيصال المياه المحلاه للمحافظة، وتدارست معهم كل ما يخدم التطوير والارتقاء بالعمل».
وأضاف: «هناك أمم وبلدان مماثلة في دول لا ينعمون بنوم هادئ في الليل من المشكلات الأمنية والأزمات الاقتصادية والاعتداءات الإرهابية، حتى أصبح هاجس الأمن هو حديثهم، ونحن في بلادنا هاجسنا التنمية، وحديثنا تلك الأرقام الكبيرة التي تجاوزت الملايين إلى المليارات بفضل الله ثم بفضل قيادة لا هم لها إلا المواطن، ولا حديث لها إلا باعتماد المشاريع في المناطق والمحافظات والقرى».
ومضى قائلا: «ركزنا في إمارة مكة على الإستراتيجية التنموية لبناء الإنسان وتنمية المكان والتوازن في تنفيذ المشاريع واعتمادها بين المدن الكبيرة والصغيرة، والتنمية هاجس كل مسؤول في المنطقة، ودأب المجلس على مراجعة كل التقارير المرفوعة لمتابعتها في الوزارات وجهات الاختصاص».
واستطرد يقول: في العامين الماضيين، تحققت إنجازات كبيرة، وهناك إصرار في أن تقام مشاريع في أسرع وقت ممكن بطرق مدروسة بعيدة عن الاتكالية، ولن نقبل الارتجال في دراسة أو تنفيذ المشاريع، ولا نقبل التميز أو التحيز لمحافظة دون الأخرى أو لقبيلة أو لمجتمع بعينه.
وشدد في هذا الشأن: «لكل مواطن سعودي له الحق في أن تصل المشاريع محافظته ومدينته وقريته، وهذه تعليمات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وحكومتهم».
ووعد أمير منطقة مكة المكرمة بأنه سيحرص على مستوى الأداء في القطاعات الحكومية والأهلية كافة؛ لتقديم مستوى لائق بالمواطن، «ووعدتكم بأن أكرر الزيارة وتحقق وعدي لأي منجزات المحافظة وسوف أكرر الزيارة التي أثرت في نفسي».
وأوضح بأن التدريب والتأهيل من أساسيات الارتقاء بمستوى الأداء في المؤسسات الحكومية والأهلية، وقال في هذا الشأن: «ونعيش الآن مرحلة استنفار تنموي، وأعد معلمات الخرمة بتحقيق طلباتهن في افتتاح مركز تدريب نسائي متكامل في مبنى مستقل وبحث الأمر مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم». وأضاف «سأنقل لوزير التربية والتعليم رغبات المعلمات بما فيها توفير حضانة حكومية لأطفال المعلمات ومنسوبات التعليم ومعامل تعليمية متكاملة».
موضحا أن فرع الجامعة هو نواة سيلحق بها تنوع في الأقسام والتخصصات، لاسيما أنه سوف يتم تخصيص أرض كبيرة تفي بمتطلبات التعليم العالي النسائي في الخرمة.
وخاطب في حديثه لطلاب وطالبات الخرمة: «سوف أسعى لحقيق طلباتكم واستحداث ناد رياضي وثقافي واجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة فور عودتي إلى مكتبي، لأنها فئة عزيزة على الجميع تستحق كل العناية والاهتمام، وسوف انظر في أمر افتتاح نادي أدبي إذا كانت هناك موافقة مسبقة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، رغم أن الأندية الآن ألحقت بوزارة الثقافة والإعلام».
وأضاف «هناك توجيه من خادم الحرمين الشريفين في وضع دراسة وتنظيم جديد للتعليم وسياسته وتطويره المناهج واعتماد مبالغ كبيرة؛ تبلغ قيمتها تسعة مليارات ريال، واختار مسؤولين في الوزارة لتنفيذ توجيهاته، وسوف يكون من ضمن اهتماماتهم تحصين الشباب ضد الهجمات الشرسة والفكر المنحرف أو التغرير بهم».
واستعاد الأمير خالد الفيصل مقتطفات من محاضراته السابقة في جامعة الملك عبد العزيز ونادي جدة الأدبي حول المنهجية السعودية لمحاربة التطرف ومحاربة ثقافة الإحباط والمحبطين بهدف إطلاع شباب المنطقة على تلك المفاهيم وضرورة العمل بها.
وكان الأمير خالد الفيصل قد تفقد مساء أمس، محافظة الخرمة، واستقبل المشايخ والأعيان والأهالي، وعقد اجتماعا مع أعضاء المجلس المحلي. وقد غادر الخرمة في وقت سابق من مساء أمس، إلى مقر إقامته في محمية محازة الصيد