ابتسم له الأمير خالد الفيصل وقال : لا داعي أن تعرّف بنفسك فأنت معروف
"نيويورك تايمز" : الكلباني حلم بإمامة الحرم لكنه اعتقد أن حياته لن تتغير
الشيخ عادل الكلباني
عبدالله النبهاني (سبق) الترجمة:
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم تقريراً عن الشيخ عادل الكلباني، ذكرت فيه تفاصيل جديدة حول اختياره اماما للحرم. واستهلت الصحيفة حديثها عن الكلباني بقولها: عندما حلم الشيخ عادل الكلباني قبل عامين أنه سيصبح إماما للحرم المكي الشريف استبعد حدوث ذلك, "فبالرغم من عذوبة صوته إلا أن بشرته سوداء" .
وتقول الصحيفة: المفاجأة التي لم تكن متوقعة حدثت عندما رن هاتف الشيخ في شهر سبتمبر الماضي ليبشره المتحدث بأن خادم الحرمين قد عينه إماماً للحرم المكي وبعدها بأيام كان صوت الشيخ الكلباني الندي يصدح في أرجاء الحرم المكي كأول إمام أسود من أصول خليجية يصدح في أرجاء الحرم المكي, وأثنى الكثير على اختيار الملك عبد الله له كدليل على مجهوداته للمضي بالسعودية نحو الانفتاح في السنوات القليلة الماضية.
وتمضي الصحيفة في حديثها عن اختيار الشيخ الكلباني مستشهدة بما قاله الشيخ نفسه : " الملك يحاول أن يقول لكل شخص أنه يريد أن يحكم البلاد كأمة واحدة لا عنصرية فيها ولا فصل ... فأي شخص مؤهل بغض النظر عن لونه أو من حيث أتى لديه الفرصة أن يكون ذا شأن لما يعود بالنفع عليه وعلى وطنه".
وبالنسبة للشيخ الكلباني كما تقول الصحيفة فإن مهارته في تلاوة القرآن هي التي أهلته لهذا المنصب لكن أهمية اختيار رجل أسود لها دلالتها التي لا يخطئها أحد.
الشيخ الكلباني – كما تشير الصحيفة- حذر من فهم العنصرية على أنها مرتبطة بالإسلام فالرسول صلى الله عليه وسلم كان بعض صحابته من السود .
ويضيف الشيخ " تاريخنا الإسلامي فيه العديد من الناس السود المشهورين وهو ليس كالغرب" وأن ما يحدث من التفرقة بين الناس من حيث لون بشرتهم هو من بقايا الممارسات التي سبقت مجئ الإسلام والتي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها ستبقى بسبب الطبيعة البشرية".
وتمضي الصحيفة في حديثها الشيق عن الشيخ الكلباني فتقول إن " عقبة لون جلده الأسود لم تكن العقبة الوحيدة التي تجاوزها الشيخ, فقد هاجر أبوه في الخمسينيات الميلادية من رأس الخيمة للسعودية حيث حصل على عمل حكومي مكتبي متواضع, ولم يكن لدى العائلة الكثير من المال, وبعد أن أنهى الشيخ الكلباني دراسته الثانوية عمل مع الخطوط الجوية السعودية بينما واصل دراسته الجامعية مساءا في جامعة الملك سعود, ولم يحفظ القرآن إلا بعد ذلك ودرس الشريعة, وفي عام 1984 أجتاز امتحان إدارة الأوقاف وعين إماما , حيث عمل لفترة قصيرة في مسجد مطار الرياض ثم بعد أربع سنوات عين إماما لجامع الملك خالد في الرياض.
ويتحدث الشيخ الكلباني عن الملك عبد الله مثنيا على مبادراته الجديدة التي تشمل تحديث النظام القضائي والمؤسسات التعليمية حسب ما أوردت الصحيفة.
أما حياته كإمام سابق في الرياض فهو مثل بقية الأئمة يتبع روتينا صارماً, حيث يؤم المصلين 5 صلوات في اليوم والليلة ويقطع الطريق إلى بيته مشياً على الأقدام , حيث يعيش مع زوجتيه و12 طفلاً ويخطب بالمصلين كل يوم جمعة.
وكان الشيخ الكلباني يتوقع أن تستمر على هذا المنوال لبقية حياته وفي أحد أيام شهر سبتمبر الماضي استفاق من نومه على رنين هاتفيه الثابت والجوال المستمر, ويقوم من سريره ويلتقط سماعة التلفون ليسمع بالنبأ الذي حلم به قبل عامين ,حيث اختاره الملك عبد الله إماما للحرم المكي الشريف, وبعدها بيومين يستقبله أمير مكة الأمير خالد الفيصل وعندما حاول الشيخ الكلباني التعريف بنفسه قابله الأمير بابتسامة وقال له : "لا حاجة أن تعرف بنفسك فأنت معروف".