ضربة استباقية ضد شبكة خورشيد الباكستاني
تورطت في 34 جريمة وعناصرها من الباكستانيين المبعدين
إبراهيم علوي ـ جدة
سددت شرطة جدة ضربة استباقية موجعة ضد تنظيم عصابي، قوامه عشرة باكستانيين نجحوا في سرقة عشرات المتاجر في أنحاء متفرقة في جدة، وسجلت محاضر الشرطة أكثر من 34 حادث سرقة ضد الشبكة الباكستانية المعروفة بعصابة خورشيد، التي ظلت تعمل في الخفاء قرابة أربعة أعوام، وجاءت عملية ضبط الباكستانيين العشرة بعد رقابة متواصلة نفذتها فرق من البحث والتحري ورجال مكافحة جرائم الأموال، إذ عكفت الفرق على دراسة الأنماط السلوكية للجناة وتتبع سجلات أصحاب السوابق في التوقيف ومراجعة قوائم المبعدين من الجنسيات الآسيوية، وأشارت المعلومات التي حصلت عليها السلطات الأمنية إلى أن الشبكة تورطت في عدة سرقات، منها سرقة ربع مليون ريال من أحد المتاجر، ونجح خبراء الادلة الجنائية في التقاط بصمات عدد من المتورطين، وأكدت نتائج الفحص ارتباط الجناة بجرائم سطو وسرقة ارتكبت في انحاء جدة خلال الفترة الماضية، كما أظهرت البصمات أن بعض المتورطين من المبعدين عن البلاد على خلفية جرائم وقضايا جنائية متعددة، ما يشير إلى عودتهم للبلاد بأسماء مستعارة.
كشفت التحريات الواسعة أن التنظيم العصابي تورط في سرقة 34 متجرا باستخدام وسيلة تحطيم الأبواب والأقفال عن طريق لحام الأوكسجين، الأمر الذي أثار قلق أصحاب المتاجر، وزاد حيرة التجار قدرة العصابة الباكستانية على التخفي والتواري عن الأنظار وحرص أعضاؤها على عدم ادخال عناصر «دخيلة» بين صفوفها، وعلى الرغم من هذه التدابير نجحت شعبة البحث والتحري في التغلغل في أوساطها وكشفت أوراق الجناة، وأعدت الشعبة خطة ماهرة لمراقبة المشتبهين، ومراجعة سجلاتهم الإجرامية، ولاحظ رجال الأمن آثار الثراء السريع على أفراد الشبكة وإنفاقهم مبالغ طائلة مع أن أغلبهم من العاطلين والمتخلفين، ورصد رجال البحث أكثر من لقاء للشبكة، وقبضت على أحدهم بحجة عدم حمله هوية تثبت شخصيته، وبعد مضاهاة بصماته مع الجرائم المسجلة ضد الشبكة تأكد تورطه، ولكن الموقوف أنكر علاقته غير أنه انهار تحت سيل أسئلة المحققين، وأفاد أن رفاقه يتأهبون لسرقة صيدلية شهيرة، وتحركت فرقة أمنية إلى الموقع المستهدف، ووجهت ضربة استباقية ضد الجناة واقتادتهم جميعا إلى مركز الشرطة.
خورشيد زعيم العصابة أدلى باعترافات مثيرة عن تورطه، وبعض رفاقه في سرقة صيدليات ومتاجر لقطع الغيار والمشالح وألعاب الأطفال ومكاتب الخدمات العامة عن طريق كسر الأقفال والأبواب بالقواطع العملاقة ولحام الأوكسجين، واعترف أن عصابته تورطت في سرقة ربع مليون ريال، وأن قائمة المسروقين شملت مكتبة ومحلا شهيرا لبيع المشالح وسط جدة، كما أن بعض رفاقه سبق أن أدينوا في جرائم سرقات، وأبعدوا عن البلاد ثم عادوا بهويات مستعارة.
وقال خورشيد للمحققين: إن الشبكة استخدمت سيارة «فان» متوسطة الحجم في السرقة، وإخفاء المسروقات والتغطية بها على واجهات المتاجر، وكل عمليات تفكيك وفتح الخزائن المالية كانت تتم داخل السيارة المتحركة.
تابع العمل الأمني مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء يوسف مطر، ومدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، وأشرف على الفريق مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي وقاد العمل الميداني رئيس وحدة مكافحة جرائم الأموال والفرق الميدانية، وترأس مدير الادلة الجنائية فريق العمل الجنائي.
وأشار مدير شرطة جدة إلى أن عدد الموقوفين على ذمة القضية بلغ عشرة أشخاص، ثبت تورط أربعة في جرائم السرقات، ويجري التحقيق مع البقية، وثمن الغامدي دور رجال الأمن وتكاتف الجهود في الادلة الجنائية والتحريات الجنائية والبحث الجنائي والمحققين في كشف غموض جرائم الشبكة.