رد: المقالات التربوية موضوع متجدد
الجزيرة:الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1430هـ العدد:13347
مجلة المعرفة
محمود بن عبدالله القويحص
يعتبر الاستمرار في إصدار مجلة المعرفة الشهرية لأكثر من عشر سنوات متتاليات من قبل وزارة التربية والتعليم وتجاوز أعدادها مئة وستين عدداً، إنجازاً عظيماً حرياً بالإشادة به؛ فمواضيع التربية والتعليم من أكثر المواضيع التي أُشبعت بحثاً ودراسةً على مستوى العالم، والميدان التربوي والتعليمي ميدان خصب ومتجدد، والمتغيرات فيه سريعة ومتلاحقة؛ لارتباطها بالمتغيرات العالمية، وأخذها حيّزاً من اهتمام كل دولة تسعى إلى الرقي والتقدم والازدهار، وما ذلك إلاّ لأهمية التعليم في إيجاد نقلة نوعية للأفراد والمجتمعات، وكونه سبباً رئيسياً للتغيير إلى الأفضل، ومجلة المعرفة هي بلا مبالغة موسوعة في التربية والتعليم؛ لما احتوت عليه من مواضيع ودراسات وبحوث شاملة لجميع الجوانب التي يحتاج إليها الميدان التربوي والتعليمي؛ ففي كل عدد تطالع (ملفاً) خاصاً بقضية تربوية تُناقَش بشكل شامل ومتميز، وذكر آخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في العالم، مع جزء خاص بالرؤى والتطلعات والتقارير، وسبورة متنوعة غاية في الإبداع، وثقافة إدارية، ولقاءات مع كبار المسؤولين، وخبرات واقتراحات وآراء متعددة ومتنوعة من كافة فئات المجتمع، وذكر تجارب تعليمية وتربوية من الميدان، وبيان لما عليه التعليم في كثير من دول العالم، وذكر أخبار أهم عمليات التطوير والتجديد فيه، وحلول كثير من التحديات والمشكلات التي تواجهه، كما أن التنوع في العرض والطرح، والإبداع في الشكل والإخراج الفني، والجودة في الطباعة زادها قوة ومتانة؛ حتى أصبحت من أولى مجلات الوطن العربي وأهمها؛ فما من قضية تعليمية أو تربوية إلاّ وتجد لها في مجلة المعرفة طرحاً ودراسةً وتوصيات من خبراء متخصصين لهم باع طويل وقدم سبق في التربية والتعليم، ولن يجد الباحث في مجال التربية والتعليم أيّ متاعب للحصول على المعلومة لوجود دليل وفهرس متكامل لكل ما تم ذكره وعرضه في أعداد المجلة.ومع كل ما ذكرناه عن هذه المجلة القيّمة إلاّ أن البعض لا يزال يشكو من الخلل في التعليم، والسير ببطء نحو التطوير، ولسان الحال والمقال يقول: هل الخلل معرفي أم تطبيقي؟ وهل المشكلة في تعليمنا نظرية معرفية أم مشكلة تطبيقية عملية؟ وهل تم الرجوع إلى تلك الدراسات والبحوث، والاقتراحات والآراء، والتجارب والتوصيات وتمت الاستفادة منها، أم أن ما في المجلة من معلومات وفوائد للعرض فقط، ورهينة بين دفتي المجلة وغير قابلة للتطبيق؟ وهل المسؤولون والقياديون في الميدان التربوي مطلعون على محتويات المجلة واستفادوا من طرحها في اتخاذ القرارات والتطوير، أم هم أبعد الناس عنها؟إنّ المعرفة بمفردها لا تكفي لإيجاد نقلة جادة في مسار التعليم وحل لمشكلاته ما لم يتبع المعرفة العمل والتطبيق بخطوات ملموسة وعملية على أرض الواقع بناءً على ما تم طرحه من توصيات ومقترحات بُنِيت على دراسات وتجارب من أرض الميدان؛ فالمعرفة بدون عمل كالشجر بدون ثمر؛ فقد آن الأوان إلى الرجوع إلى تلك الدراسات والبحوث والتوصيات للاستفادة منها بشكل عملي سليم كي نسلم من ذهاب الجهود والأوقات والأموال هدراً، ومن التكرار في مجال البحث والطرح؛ وبذلك ستقصر المسافة أثناء عملية التطوير.
|