رد: المقالات التربوية موضوع متجدد
عكاظ : الثلاثاء 18-04-1430هـ العدد : 2858
أراضي المدارس وأمانات المدن
أوشكت أزمة توفير الأراضي أن تعطل مشاريع بناء 400 مدرسة في ست من إدارات التعليم في مناطق مختلفة من المملكة، على الرغم من اعتماد مبالغ مالية تقدر بـ 250 مليارا لإنشاء هذه المدارس، وهو الأمر الذي حمل وزارة التربية والتعليم على العمل من أجل شراء الأراضي التي تتمكن من إنشاء هذه المدارس عليها، وهي خطوة تحمد لوزارة التربية لولا أن ذلك من شأنه أن يشكل ضغطا على الميزانية المخصصة للوزارة أو استقطاعا من بنود كانت مخصصة لجوانب أخرى في العملية التعليمية.
وعلى الرغم من أن مشاريع وزارة التربية ليست وحدها المشاريع التي تتعرض للتعثر نتيجة العجز عن توفير الأراضي، إلا أن المسألة تصبح أكثر إلحاحا وحاجة للمعالجة الشاملة حين يتعلق الأمر بالتعليم، وليس ذلك لأهمية العملية التعليمية فحسب، وإنما لارتباطها بمواقع محددة تجعلها قريبة من المناطق السكنية التي يمكن لها أن تغطي احتياجات مناطق محددة، ومواقع بعينها، ولا تشكل عبئا على طلاب تلك المناطق في ذهابهم إليها ورجوعهم منها. ولعل من المستغرب أن تنشأ مشكلة كتلك المشكلة في بلد حباها الله الأراضي الشاسعة التي يمكن لها أن توفر المساحات اللازمة لأي مشروع تنموي لولا أن الافتقار إلى التخطيط السليم والنظرة المستقبلية لم يمكن من استثمار هذه الميزة، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور أزمة الأراضي، وأجبر وزارة التربية والتعليم على شراء الأراضي التي تنوي إقامة مشاريعها عليها.ولذلك فإن المتوخى من وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانات المدن حجز مواقع للخدمات، وعلى رأسها المدارس عند إقرار أي مخطط سكني، وأن يكون ذلك وفق خطة مستقبلية تقوم على توقع التوسع في إنشاء المدارس لمواجهة الزيادة المطردة في النمو السكاني.
|