الحماط منه شجر ومنه عشب الحماط منه شجر ومنه عشب الحماط منه شجر ومنه عشب الحماط منه شجر ومنه عشب الحماط منه شجر ومنه عشب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحَمَاطَ واحدته حَمَاطَة , يعرف اغلبنا اسم هذه الشجرة ويعرف ثمرها . ويسميها التين .
ولكن هل هذه التسمية صحيحة ؟
وهل كل حماط تين ؟
وهل الحماط هو الشجر المعروف بالوحشي ؟
وهل هناك نبات آخر يسمى الحماط؟
وما هو القول الفصل في كل ذلك ؟
ولنستعرض اولا ما اوردته المعاجم وكتب النبات عن الحماط واصل هذه التسمية .مع مداخلات يستدعيها السياق . ثم ننهي البحث بتحرير ما نعتقد انه القول الفصل في الموضوع .
جاء في لسان العرب :
والحَماطُ: شجر من نبات جبال السَّراةِ، وقيل: هو الأَفانَى إِذا يَبِسَ. ( الأفاني شجر بيض واحدته افانية ).
قال أَبو حنيفة: هو مثل الصِّلِّيانِ إِلا أَنه خَشِنُ المَسِّ، الواحدة منها حَماطةٌ. أَبو عمرو: إِذا يبس الأَفانَى فهو الحماط.
قال الأَزهري: الحَماطةُ عند العرب هي الحَلَمةُ (من نبات السهول ) وهي من الجَنْبةِ ( والجنبة اسم عام لكل نبات اقل من الشجر واكبر من البقل) ، وأَما الأَفانَى فهو من العُشْب الذي يَتناثَر.
الجوهري: الحَماطُ يَبِيسُ الأَفانَى تأْلفه الحيات. يقال: شيطانُ حَماط كما يقال ذئبُ غَضاً وتَيْسُ حُلَّبٍ؛ قال الراجز وقد شبه المرأَة بحَيَّةٍ لها عُرْف:
عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ * كمِثْل شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ .
الواحدة حَماطة. الأَزهري: العرب تقول لجِنْسٍ من الحيّاتِ شيطانُ الحَماط، وقيل: الحماطة بلغة هذيل شجر عِظامٌ تنبت في بلادهم تأْلفها الحيات؛ وأَنشد بعضهم: كأَمْثالِ العِصِيِّ من الحَماطِ .
وقال ابو حنيفة الدينوري في كتابه عن النبات :
وشجر التين الجبلي يقال له الحماط , قال : واخبرني بعض الاعراب انه في مثل التين غير انه اصغر ورقا .
وله تين كثير صغار من كل لون اسود واملح واصفر , وهو شديد الحلاوة يحرق الفم اذا كان رطبا ويعقره , فاذا جف ذهب ذلك عنه وهو يدخر وله اذا جف متانة وعلوكة , والابل والغنم ترعاه وتأكله .
وفي العباب الزاخر للصغاني :
الدّينْوَرِيُ : من الشّجَرِ حَماطَ ومن العُشْبِ حَماطَ، فأمّا الحَاطُ من الشّجرِ فَشجَرُ التّيْنِ الجَبَلي، قال أبو زِيادٍ: هو شَبيهً بالتّيْنِ خَشَبُه وجَناَهُ وريِحه؛ إلاّ أن جَناه أصغرُ وأشدُ حُمْرةً من التّينْ،
ومنَابتُه في أجوْافِ الجبَالِ، وقد يَستوَقَدُ بحَطبه ويتّخذُ خَشَبهُ لماَ ينْتَفعُ به النّاسُ يَنْنْون عليه البُيُوْتَ والخيِامَ.
وأنْشَدَ غيرُ الدّينْوَرِيّ للمتُنخلِ الهذَليّ:
وأبُواْ بالّسيوفِ بها فُـلُـول * حَوَانٍ كالعِصًي من الحَمَاط.
حَوَانٍ: مُنْحنَية، وقيل: سُوْدّ من الدّماء، ويُروْى: كالحنّي.
ومن احْتاَجَ إلى زَنْدَةٍ اتّخَذ منه زَنْدَةً، (المقصود بالزندة الخشبة السفلى في ما يسمى الزناد وهي خشبتين تورى منها النار قديما العليا تسمى الزند او الذكر والسفلى تسمى الزندة او الانثى ).
وتأكُلُ منه الماشِية وَرَقَة رَطْباً ويابِساً، وليس من شَجَرةٍ أحَبَ إلى الحياتِ من الحَماطِ، قال: ولما وصَفَ أبو زَيادٍ من ألف الحياتِ من الحمَاطِ، قيل؛ شَيْطانُ الحَماط،،فَجَرَى مثلا، قال:
ثُمتَ لا أدْري لَعَلى أُرْجَـمْ * بمثْلِ شَيطْانِ الحمَاط الأعْرَمْ.
الشيْطانُ: الحية، والأعْرمُ: الأرْقط، وكذلك الشاةُ العرْماءُ وقال آخرُ:
ثُمت لا أدْري لَعَـلـي أقْـذف * بمثل شيطان الحماطِ الأعْراف
الأعْرفُ: الذي له عُرف، وهو أيضاً الأقرنُ:
عنْجرد تحْلُف حين أحْـلْـفِ * كَمِثْلِ شَيْطانِ الحمَاطِ أعْرفْ
وقال حميد بن ثور -رضي الله عنه- في تشبيه الزمام بالحيةّ:
فلماّ أتَتْهُ أنْشَبتْ في خَشـاشِـهِ * زِماماً كثُعْبانِ الحماَطةِ مُحْكما
قال: ومن أمثالِ العَرَب: ذئب الخمرِ (يقصد بالخمر هنا الشجر الملتف ) وشيْطان الحماطةِ وأرْنَبُ الخلة وتَيسُ الريلِ (والمقصود بالريل هنا شجر بعينه ربما اسعفنا الوقت وعرفنا بة ) وضبّ السحَاء وقُنْفذُ برقَةٍ .
قال: وأماّ الحماطُ من العُشبْ فإنّ أبا عمروٍ قال:يقُال لِيبسِ الأفانيْ: الحماطُ، وقال أبو نَصر: إذا يبستِ الحلمة فهي حَماطة.
وقولُ أبى عمرو أعْرف.
قال: وأخْبرني أعْرَابي انه خَشنُ المس والصليان لين.
والذي عليه العلماءُ ما قاله الأصمعي وأبو عمرو، ولا أعْلم أحَداً منهم وافق أبا نصرٍ على ما قاله؛ وأحْسبه سهواً، لأن الحلمة ليستْ من
جنس الأفاني والصليان ولا من شبههما في شيءٍ
وقال غيرُ الدينوري: شَجرُ الحماط شجر الجميز .
وقال ابو منصور الازهري في كتابه معجم تهذيب اللغة :
قال ابو عبيد وقال ابو عمرو اذا يبس الأفاني فهو الحماط .
قلت ( القائل هناالازهري ) الحماطة عند العرب هي الحلمة وهي الجنبة , واما الافاني فهو من العشب .الذي يتناثر .
وقال شمر الحماط :من ثمر اليمن معروف عندهم يؤكل .
قال الازهري وهو يشبه التين . وقيل انه مثل الفرسك الخوخ .
وقال الاصمعي العرب تقول لجنس من الحيات شيطان الحماط وانشد الفراء :
عنجرد تحلف حين احلف * مثل شيطان الحماط أعرف .
والعنجرد المرأة السليطة .
وقيل الحماط بلغة هذيل شجر عظام ينبت في بلادهم تألفه الحيات .
وانشد بعضهم : كامثال العصي من الحماط .
وقال ابن سيدة في كتابه المخصص في باب اشجار الجبال :
والحماط من الشجر والعشب .
فاما ما كان منه شجر فشجر التين الجبلي وهو شبيه بالتين خشبه وجناه وريحه الا ان حباته اشد صفرة واشد من حمرة التين .
ومنابته في اجواف الجبال . وقد يستوقد بحطبه ويتخذ منه الزند , وتأكل الماشية ورقه رطبا ويابسا وليس من شجر اطيب الى الحيات من شجر الحماط . ومنه قيل شيطان الحماط .
اما الحماط من العشب فأن ابا عبيد قال :اذا يبس الأفاني فهو الحماط . وقيل اذا يبست الحلمة فهي حماطة قال واظنه سهوا .
وقيل : الحماط مثل الصليان الا انه خشن الملمس .
وجاء في اللسان ايضا :
قال شمر: سمعت حِميْرِيَّة فصيحة سألتها عن بلادها فقالت: النخل قُلٌّ ولكن عيشتنا امْقَمْحُ امْفِرْسِكُ امْعِنَبُ امْحَماطُ طُوبٌ أَي طَيِّبٌ، فقلت لها: ما الفِرْسِكُ؟ فقالت: هو امْتِينُ عندكم .
قلت : لعل الصحيح انه سألها عن امحماط لانه هو المجمع على انه مثل التين . اما امفرسك فهو امخوخ عندنا .
وقد أورد مرتضى الزبيدي المتوفي عام 1204 هجرية . في كتابه الشهير تاج العروس , كلاما لا يخرج عما سبق لذا آثرت عدم ايراده خشية التكرار . الا انه اورد القول : وَقَدْرَأَيْتُ هذا الشَّجَرَ كثيراً بالطَّائفِ .
قال الحاج سلام : ومختصر القول ان تسمية الشجر الذي نعرفه في منطقة الطائف باسم الحماط تسمية صحيحة فصيحة . وهو نوع من انواع التين مشتهرة به الطائف , وذكر انه يوجد بأرض اليمن .
(تين)
ولا يطلق على كل انواع التين حماط ,فالحماط هو الذي جاء ذكره عند الحميرية وسمته على لغة قومها امحماط .وهو من جنس التين ولكن ثمره اصغر من ثمر التين العادي ولونه اسود واملح .
وسمي على اسم الحماط الوحشي الذي ينبت بريا في مضائق الجبال واجوافها وهو ليس بعيدا منه شجرا وثمرا الا انه اصغر في الاثنتين .
وقد شاهدت الحماط الذي يسمى في المنطقة الوحشي (أي غير الاليف) لانه ينبت بريا كأنهم يفرقون بينه وبين الحماط الذي يستزرع فهو أليف .و قد رأيت الحماط الوحشي في المنطقة وفي اجواف تلاع جبل طويق و اكلت من جناه
^
هذه صورة تجمع الحماط الوحشي والعادي ).
^
وهو كما وصفه الدينوري وابن سيدة . ولن اصف الشجرتين ففي ما و رد من الوصف الكفاية .
اما الحماط من العشب
^
فهو عبارة عن شجيرة صغيرة موسمية تنبت في بداية الربيع وتجف مع عشب الربيع عند بداية الصيف . تنتصب غصينات من اصل واحد لها وريقات متطاوله لاصقة بالاغصان والازهار في نهاية الاغصان سنابل مشربة بحمرة تخرج منها زهيرات بوقية بيضاء الحواف صغيرة . والشجيرة ذات زغب خشنة الملمس . تأكلها الماشية , وتحبها االابل حبا جما وتسمن عليها وتدر البانا وفيرة .
وقد شاهدت هذه العشبة وسماها لي ابناء البادية بهذا الاسم .
وصورتها خصيصا لهذا المنتدى .
وبذلك نكون قد فصلنا القول في الحماط شجرا وعشبا.
والله اعلم ,,,
كتبه لكم : الحاج سلام الثمالي .