رد: المقالات التربوية موضوع متجدد
صحيفة اليوم :الأربعاء 19 ربيع الآخر 1430العدد 13088
ليس وحده
محمد العلي
جاءني ايميل طريف، إذا أردت ان تؤنس حجرا وتجعله يضحك فاقرأه عليه، وسأنقله هنا يايجاز:
«رسب أحد الطلاب في مادة التعبير . . وعندما سئل المدرس عن سبب رسوبه في هذه المادة التي لا يرسب فيها أحد . . أجاب بأن هذا الطالب لا يتقن غير موضوع واحد، وكلما اعطيته موضوعا خرج منه الى موضوعه الخاص وهذه الامثلة على ذلك:
المدرس: اكتب موضوعا عن فصل الربيع:
الطالب:فصل الربيع من اجمل الفصول في السنة تكثر فيه المراعي الخضراء مما يتيح للجمل ان يشبع من تلك المراعي، والجمل حيوان يصبر على الجوع والعطش اياما ويستطيع المشي على الرمل، ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، والجمل حيوان اليف . . الخ .
المدرس: اكتب عن الصناعات في اليابان . .
الطالب:تشتهر في اليابان الصناعات ومنها السيارات لكن البدو في تنقلاتهم يعتمدون على الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش اياما ويستطيع المشي على الرمل، ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء والجمل حيوان اليف . .
المدرس: اكتب موضوعا عن الحاسب الآلي . .
الطالب:الحاسب الآلي جهاز مفيد يكثر في المدن ولا يوجد عند البدو، لأن البدو لديهم الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما . . الخ .
طال ديالكتيك هيجل بين المدرس والطالب، فما كان من الطالب الا ان رفع تظلما للوزير . . وكان الخطاب هكذا:
«سيادة وزير التربية والتعليم
السلام عليكم ورحمة الله
أقدم لسيادتكم تظلمي هذا وفيه أشتكي مدرس مادة التعبير، لأني صبرت عليه صبر الجمل والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما ويستطيع المشي على الرمل، ويربي البدو الجمل فهو سفينة الصحراء والجمل حيوان أليف . . وما يعلم سيادتكم أن الجمل يستمد طاقته من سنامه . . الذي يخزن فيه الكثير من الشحوم . . أما عين الجمل ففيها طبقة مزدوجة تحمي العينين من الرمال والعواصف . . آمل من سيادتكم النظر في موضوع تظلمي فقد ظلمني المدرس كما ظلم الجمل في أيامنا هذه بأكل كبدته في فطور جميع الوزارات والدوائر الحكومية» .
أولا:هذا الطالب في غاية الذكاء فمعلوماته عن الجمل لم يقلها كلها للمدرس، بل قالها للوزير لأنه أكثر علما وأغزر فهما من المدرس .
ثانيا:ألسنا نحن كتاب الجرائد مثل هذا الطالب . . نكرر أنفسنا كل يوم ونخلط الحابل بالنابل . . وليس عندنا حتى موضوع واحد . . وقد صبر علينا الناس صبر الجمل .
|