عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2009   رقم المشاركة : ( 15 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقالات التربوية موضوع متجدد

صحيفة اليوم :الأربعاء 19 ربيع الآخر 1430العدد 13088
الانتماء الوطني فداء وولاء
عبدالله بن أحمد الشباط
في يوم الثلاثاء 27 ربيع الأول 1430هـ تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز برعاية ندوة الانتماء الوطني التي انطلقت من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ،وقد رحب مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل باستضافة ندوة الانتماء الوطني في التعليم العام ( رؤى وتطلعات ) بهدف تفعيل الحراك الوطني في كافة مناطق مملكتنا الحبيبة من خلال روافد الجامعة و المعاهد العلمية المنتشرة في جميع المناطق ، وفي الواقع أننا في حاجة إلى مثل هذا الحراك الذي كان يجب أن يبدأ تفعيله منذ زمن طويل للوقوف في وجه التيارات المعادية خصوصاً المخدوعين من أبناء البلاد، حيث رأينا صور هذا الخلل من خلال تصرفات وسلوكيات بل وأفكار ومبادئ لا توجه إلى أعداء الدين وإنما بكل أسف توجه إلى الوطن أرضاً وإنساناً ودينا ومبدأً وترابطاً اجتماعياً جمع فيه أطراف الجزيرة العربية من الجهات الأربع، حيث موطن الإسلام ومهوى الأفئدة بعد أن تحول بعض من شرفهم الله بالانتماء إلى هذا الوطن إلى أدوات في أيدي أعداد الوطن مما يهدد وحدته ويضيع منجزاته ويعرقل كل الطموحات والخطط المستقبلية ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) . إن اؤلئك الناكثون للعهد الناكرون للمعروف الذين حاولوا طعن الوطن في خاصرته بما ارتكبوه من أعمال إجرامية ، وما حملوه من فكر ضال ينبئ عن ما في نفوسهم من فكر لا برهان له من العلم والدين والعقل فحاولوا شططاً وتصرفوا غلطاً ما هم ممن أنعم الله عليهم برؤية مستنيرة أضاءها نور اليقين بالله والإيمان بما ورد في كتابه الكريم وما نزل على رسوله- صلى الله عليه وسلم- والانتماء للوطن هو الوطنية المتشربة في أرواح كل من عرف فضل الله العزيز الحكيم الذي خلقنا من أديم هذه الأرض وجعلنا مسلمين ومنّ علينا بقربنا من بيته المحرم وأتاح لنا سبل الوصول إليه بسهولة ويسر وأغدق علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأهمها التمسك بعرى الإيمان والفخر بالانتماء إلى هذا الوطن الذي هو قبلة للمسلمين ومحجة لمن حولهم طلباً للرزق والفضل والتواصل ، لكن مع الأسف أنه يوجد من بيننا من يشكك وينكر حق الإنسان في التغني بوطنه ويتفانى في محبته ويعتبر ذلك فسوقاً ومنكراً ، فقبل حوالي ثلاث سنوات دخلت أحد الجوامع لأداء صلاة الجمعة والإمام يخطب فإذا به يفسق وينكر على الشاعر أحمد شوقي ( أمير الشعراء ) قوله :
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
ويشدد على أن ذلك منكر معتبراً أن الخلد هو الجنة مع أنه يعلم أن الجنة دار خلود للمؤمنين والنار فيها خلود للكافرين ، وأمير الشعراء قال تلك القصيدة في المنفى ،حيث نفاه الانكليز من وطنه مصر إلى الإقامة الجبرية في سيلان ومع أنه محاط بكل وسائل الراحة والرفاهية إلا أن تلك الراحة والرفاهية لا تساوي غياب دقيقة واحدة عن الوطن . ومن هذا المفهوم أو المفاهيم الخاطئة تسللت إلى العقول والأذهان والمفاهيم دعوات خاطئة بعيدة عن روح الإسلام وما حمله للبشرية من تسامح وحسن الجدل وطيب المنطق ورقي التعامل مع الآخر ( الغير مسلم ) فكيف لا يكون حسن الحوار مع المسلم أكثر شفافية وحميمية وقرّب القلوب المؤمنة بعضها البعض فإن ذلك يؤصل الانتماء ويعمق مفاهيمه في العقول الراغبة في خدمة الدين والوطن والإنسان . إن الانتماء الوطني ليس مجرد شعارات ترفع ولا أناشيد تردد بل هو التفاني في سبيل الدفاع عن تراب الوطن والانتماء بكل ما على أرضه من أديم الأرض وأوراق الشجر وأحلام البشر الذين يرون أن كلَّ ذرة من تراب الوطن جزء من تكوينهم الجسماني والعقلي وثروتهم التي يسعون لتنميتها ،إن الانتماء الوطني فداء وولاء .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس