[مخبر سري]

قيادات في السلطة ترفض «يهودية الدولة»
ميتشل: سلام الشرق الأوسط مصلحة قومية أمريكية

فهيم الحامد ـ جدة، عبدالقادر فارس - غزة

جدد المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل التزام بلاده بحل الدولتين. وقال إنه لا يوجد حل غيره للصراع في المنطقة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس، أن السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط مصلحة قومية أمريكية، مؤكدا أن الولايات المتحدة ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني. وأوضح أن مبادرة السلام العربية يجب أن تكون جزءا من الجهود للوصول إلى هذا الهدف، مضيفا أن السلام الشامل في المنطقة مصلحة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة. بدوره ثمن عريقات الزيارة، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التى يرى فيها مسؤول أمريكي أن تحقيق السلام الشامل مصلحة أمريكية، وأن مبادرة السلام العربية أحد أسس الحل. وأشار إلى أن ميتشل أبلغ عباس أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قال له إن حكومته بصدد تطوير مواقفها، وإجراء مراجعة شاملة لسياستها. كما أبلغه أنه يتطلع للقائه قريبا في واشنطن، دون أن يتم تحديد موعد الزيارة للقاء أوباما. وقال إن عباس طالب معاملة إسرائيل والسلطة بمعايير موحدة لتنفيذ الالتزامات التي أبرمها الطرفان، كما دعا واشنطن أن تعمل على وقف الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية من قتل واعتقال واقتحام المدن والقرى والمخيمات، والوقف الفوري لكل النشاطات الاستيطانية؛ لإعادة الثقة فى عملية سلام جدية. من جهته حذر وفد حركة فتح خلال لقائه ميتشل من انهيار خيار حل الدولتين، متهما حكومة نتانياهو بالانقلاب على أسس عملية السلام. وقال القيادي في فتح قدورة فارس الذي حضر اللقاء، إن الوفد أبلغ ميتشل أنه ما لم يمارس ضغط جدي على إسرائيل فإن خيار الدولتين سينهار وسيستمر الصراع على أساس ديني، وفي حالة كهذه لن تكون هناك فرصة لأي حلول وسطية. إلى ذلك رفضت السلطة الفلسطينية شروط نتنياهو الاعتراف بـ «يهودية الدولة» قبيل الدخول في مفاوضات سلام مع الجانب الفلسطيني, مطالبة الإدارة الأمريكية بالتدخل السريع لوقف محاولات الليكود المتطرف اختطاف عملية السلام, والتبرؤ من مرجعياتها, والضغط على إسرائيل للالتزام بتعهداتها واتفاقياتها.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه إنه إذا لم يكن هناك تدخل حقيقي من واشنطن والاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية فإن عملية السلام ستشهد تدهورا غير مسبوق بسبب محاولات نتنياهو إنهاءها ودفنها ووضعها في الثلاجة.
واعتبر أن ماجاء على لسان نتنياهو يعتبر تحديا للجهود الدولية الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي مراجعة حقيقية للسياسة الإسرائيلية خوفا من انعكاساتها المدمرة على المنطقة بأسرها. من جهتها أوضحت الرئاسة الفلسطينية أن حكومة الليكود المتطرفة تضع عراقيل أمام قيام حل الدولتين على قاعدة الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية وتفاهمات أنابوليس. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن على المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة لدعم مرجعيات السلام التي تبرأ منها الليكود مؤكدا أن الشعب الفلسطيني متحد وصامد مع مرجعيته الشرعية حتى تتحقق تطلعاته المشروعة عبر إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
وأشار المتحدث باسم حماس مشير المصري إلى إن مشروع حكومة نتنياهو أصبح واضحا لجميع الفلسطينيين. مطالبا السلطة دعم حكومة وحدة تدعم صمود الشعب ومقاومته للمحتل وعدم التعامل مع الليكود المتطرف. وأوضح أن على الفلسطينيين مواجهة الليكود عبر جبهة موحدة وإنهاء الاختلافات والوصول إلى حكومة وحدة تواجة الليكود عبر المقاومة حتى ينتهي الاحتلال ويتحقق النصر .