التلفزيون السعودي يرفع الحظر عن العريفي واستمرار منع تركي الحمد
"السياسي"- بندر السليمان
من يشاهد التلفزيون السعودي هذه الأيام لابد أن يفكر بأن الزمن قد عاد إلى الوراء أكثر من عشر سنوات تقريبا. فهذا التلفزيون الذي كان معقلا آنذاك لأبرز رجال الصحوة المتنفذين، قبل أن يتم إبعادهم منه واحدا تلو الآخر، يعود هذه الأيام بشكل واضح إلى قبضة رجال الصحوة من جديد.
فقد كشفت "السياسي" في وقت سابق دخول الشيخ محمد المنجد أحد أبرز رموز الصحوة الحالية إلى التلفزيون السعودي بعد سنوات من منعه، حل فيها ضيفا دائما على قناة المجد، ليعود ويظهر في وقت الذروة معلنا عهدا إعلاميا جديدا لرجال الصحوة مع التلفزيون الرسمي الذي يشَاهد على نطاق كبير.
وقبل أيام حل الشيخ وليد الرشودي وهو واحد من أبرز صقور الصحوة، والذي لا يتورع عن تبديع وتفسيق الليبراليين والعلمانيين السعوديين والتحريض عليهم، حل ضيفا على أحد البرامج معيدا ذات الخطاب الهجومي التعبوي الذي كان سائدا في التلفزيون في عقد التسعينيات الماضية.
ومن الواضح أن عودة رجال الصحوة الكبيرة التي بدت واضحة بعد أيام من رحيل وزير الإعلام السابق، إياد مدني الذي يشن عليه الصحويون هجوما ضاريا في كل مكان بسبب تدخله شخصيا بمنع عدد من رموز الصحوة، ووضعه قائمة طويلة بالأشخاص الذين يحظر عليهم الظهور على شاشتها.
ومن أبرز الأسماء الممنوعة من الشخصيات الصحوية هو الداعية الشاب محمد العريفي الذي يحظى بشعبية واسعة في الأوساط الشعبية السعودية والخليجية، والذي اشتهر ببرامجه التي تبث في أكثر من قناة فضائية، وبنشاطاته المثيرة للجدل حتى داخل أوساط الإسلاميين أنفسهم.
واكتسب العريفي، الذي يحاول أن يبث من جديد الروح في العقيدة القويمة المتصلبة، شهرته معتمدا في جزء كبير من ذلك على شخصيته الشبابية وشكله الوسيم الذي يجعل عددا كبيرا من جمهوره من الجنس الناعم.
وتقول مصادر خاصة لـ"السياسي" إن عودة مرتقبة للعريفي ستكون قريبة على شاشة التلفزيون السعودي، بعد خروج إياد مدني الذي يقول المقربون منه إنه يكن كراهية شديدة للعريفي الذي يعتبره شخصا تكفيريا ومقيتا.
لكن الحظر الذي كان يضعه مدني لم يكن مقتصرا فقط على الأسماء الدينية المتشددة بل شمل أيضا الأسماء الليبرالية التي يخشى من جرأتها إذا هي ظهرت في حوارات مباشرة على الشاشة.
ومن أبرز الشخصيات الممنوعة الشخصية الليبرالية الشهيرة الدكتور تركي الحمد الذي يمنع منذ سنوات طويلة خروجه على القنوات السعودية الحكومية. وتشير المصادر إلى أنه من المستبعد أن يرفع الحجب عن الحمد لا قريبا ولا بعيدا. وتضيف "في فترة الوزير مدني المنفتحة نوعا ما لم يسمح له بالظهور. وفي فترة خوجة التي يبدو أن المتشددين بدأوا بوضع أيديهم عليها، فمن شبه المستحيل أن يظهر وجهه على أية شاشة".
وبالإشارة إلى الوزير الجديد خوجة فمازالت تحركاته غامضة حتى الآن مع مطالبات من أصوات ثقافية بأن ينتبه لما يحدث داخل وزارته من ارتفاع النبرة المتعصبة، في الوقت الذي بدأت فيه الأصوات الإسلاموية بالثناء عليه واعتباره أفضل بكثير من سلفه الراحل.
__________________