مصرفيون و خبراء اقتصاديون: الأزمة العالمية لم تنتهِ و لا تزال مـخاطرها باقية
أشار عدد من الخبراء الاقتصاديين و المصرفيين إلى أن التكهن بموعد انتهاء الأزمة غير واضح رغم بعض مؤشرات التحسن في السوق , مؤكدين على أن تداعيات الأزمة لا تزال باقية و المخاطر التي تحيط بها لم تزل موجودة. و من جهته, قال الرئيس التنفيذي لبنك البحرين و الكويت عبد الكريم بوجيري انه من الصعب التكهن بالوقت الذي ستنتهي فيه الأزمة بشكل نهائي , لكن هناك مؤشرات ايجابية و من أهمها مؤشرات أسواق المال و أسواق البورصات في الخليج التي بدأت في دخول المنطقة الخضراء أو المنطقة الآمنة , وأشار إلى أن صعوبة التكهن تعتمد على عدة عوامل و منها وضع الشركات في بعض دول الخليج خصوصا الشركات التي تأثرت كثيرا و مديونة إلى إلى جهات مختلفة و لا تستطيع السداد مما قد يدفع الدائنين إلى رفع قضية إلى المحاكم لإعلان إفلاس هذه الشركات و بالتالي تضطر الشركات إلى الإغلاق وبيع أصولها . و توقع أن الصورة ستكون أوضح مع نهاية عام 2009 , مع أن إعلانات بيانات الأرباح لمعظم البنوك العاملة في البحرين كانت جيدة مما يدل على أن البنوك أخذت احتياطاتها. وأشار الخبير الاقتصادي د. جاسم العجمي إلى أن المؤشرات المتوافرة تشير إلى نتائج متناقضة فعلى سبيل المثال أسعار الأسهم في بعض أسواق المنطقة بدأت تسترد عافيتها , و بالمقابل هناك تصريحات من مسؤولين في صندوق النقد الدولي و البنك الدولي تشير إلى أن الأزمة ستمتد إلى وقت اكبر مما هو متوقع .
المخاطر لا زالت موجودة وبنفس المستوى وبالتالي هناك نوع من التذبذب في أسعار النفط و الأسهم , ولا زال هناك صعوبة في التنبوء بالمدى الذي ستبقى فيه الأزمة . , فما يحصل الآن هو أن الأسواق بدأت تستوعب وجود أزمة للتعامل معها في هذا الإطار كونها مرت في السابق بمجموعة من الأزمات , و ما تحتاجه للخروج منها هو خطوات واقعية ليست نظرية , فالفترة السابقة التي مرت بها الأسواق من ارتفاع في الأسعار هي فترة غير واقعية , حيث ارتفعت الأصول بشكل كبير من دون أن يبنى الارتفاع على أسس متينة.
فما بدأ يسود الآن هو أن هناك أزمة يجب معالجتها و الخروج منها وتتحملها الحكومات إضافة إلى المؤسسات المالية . وأكد الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي محمد إبراهيم أن هناك تحسنا في وضع سيولة لأسواق الأسهم لكن هناك صعوبة في التكهن بموعد بانتهاء الأزمة لإمكانية تأثر أرباح البنوك و سيولتها بسبب ديون الأفراد و الشركات المترتبة عليها للبنوك و احتمال عدم إيفاءهم بها كونهم اقترضوا من اجل المضاربة ثم انخفض العقار و بالتالي لا يستطيعون أداء مستحقات البنوك . و قالت الخبيرة الاقتصادية وعميدة كلية إدارة الأعمال في جامعة البحرين د. حميدة جاسم أن اثر الخسائر وضح أكثر مع نهاية السنة المالية بعد أن كان محاطا بنوع من التعتيم , وأن الأزمة لم تنتهي عالميا ولا محليا كون القطاع المالي مترابط و لا يمكن أن نفصل بين القطاع المالي العالمي و المحلي, فإلى الآن نسمع أن هناك بنوك في الغرب بها أزمات مالية و لا زال الإقراض مقنن و الفائدة تميل إلى النزول و أسعار العملات العالمية محافظة على مستويات انخفاضها , فكل هذه المؤشرات تشير إلى أن الأزمة لم تنتهي حتى على المستوى السياسي يتم التعامل مع الوضع المالي بتخوف أكثر.
و أضافت « ما اعتقده أن وقت القرارات التي كانت تتخذ بشكل عفوي و سريع والتي بنيت على اثر صدمة الأزمة العالمية و فترة الرعب انتهت , و بدأت الآن فترة بداية وضوح السوق و العقلانية في اتخاذ القرارات , من دلائلها التوقف النسبي في حركة تداول العقارات بالرغم من انخفاض العقار وهو ما يدل على أن الانخفاض غير حقيقي «. وأكد الخبير الاقتصادي د. ناظم صالح انه و بعد تصريح اوباما أصبح هناك بصيص أمل لقرب انتهاء الأزمة العالمية فهذه التصريحات تخدم الاقتصاد , مشيرا إلى أن وضع و تداعيات الأزمة لا يمكن أن تستمر على ما هو عليه فهناك تصميم من الدول الكبرى و التي لها تأثير على التجارة الدولية على تخطي الأزمة. و أنا أتصور انه و مع نهاية عام 2009 انه سيكون هناك نوع من رجوع الأوضاع إلى بداية نهاية الانحدار القوي لاقتصاديات العالم.
فالبرغم من أن أسعار البترول وضعها أفضل من السابق إلا انه ما زالت بعض الشركات تعاني , لكن أتصور انه و من خلال عزم الدول الصناعية الكبرى لن تسمح للأمور بتجاوز حدودها , و أتوقع أن يحدث نوع من الانتعاش البسيط مع دخول واقع مالي ونظام رقابي جديد على الدول , فاستمرار الوضع على ما هو عليه يخلق الكثير من المشاكل لهذه الدول مثل المجاعة والبطالة و الاضطرابات الامنية التي قد تصل إلى الثورات. و علق رجل الأعمال البحريني احمد جناحي بقوله «هناك تصريح من قبل حاكم دبي و كذلك من المسؤولين الأمريكيين أن الأزمة العالمية في نهايتها , ونحن في البحرين لم نتأثر كثيرا بالأزمة ونسبة تأثر القطاع المصرفي بسيطة وكذلك العقار عدا بعض رؤوس الأموال الكبيرة و مناطق الجفير و السيف , فالبرغم أن تداعيات الأزمة لم تنتهي إلى الآن إلا أن هناك تحسن , و أنا اعتقد أن الأزمة مفتعلة و دليل ذلك ما قاله بوش عن فائدة عمل «الفوضى الخلاقة» للتأثير على بعض الدول مثل فلسطين , و أتوقع انه و مع نهاية 2010م ستنتهي آثار الأزمة العالمية.
__________________