رد: الاحد 1/5 التربية والتعليم
عكاظ : الأحد 01-05-1430هـ العدد : 2870
معتل نفسي ومدرسة بنات
علي بن سعد
أعلاه عنوان لخبر طالعتنا به صحيفة (عكاظ) عدد 15573 . . . . فحواه أن حارس بوابة المدرسة الابتدائية في حي المنتزه في تبوك منع معتلا نفسيا من الدخول إلى البناية وحسب الخبر أن الرجل المريض حاول الدخول عنوة إلى المدرسة إلا انه نجح في السيطرة عليه وإبعاده من الموقع . . كما ورد أن نفس الرجل حاول الدخول إلى المدرسة قبل أسبوع . . السؤال العدمي الجاهز أو (الساذج) إن شئنا المصارحة والدقة أين أسرته, ولماذا تركوه يعبث ويعيث في أرجاء المدينة؟ الجواب الموضوعي والمنطقي يقول: إن أسرته لم تجد له مكانا صحيا يؤويه ويقيه والآخرين اعتلال نفسه وخطورة سلوكه . فمثل هؤلاء يحتاجون لعلاج ورعاية نفسيه فائقة فمن العبث أن نوجه اللوم على الأسر فماذا عساهم أن يفعلوا إزاء ما ابتلوا به من أبناء مرضى نفسيا أو عقليا وخصوصا إذا كانوا خطرين فهم أمام خيارين إما أن يتركوهم يهيمون معرضين أنفسهم ومن يصادفهم للخطر بشتى صوره أو أن يقيدوهم بالأصفاد والسلاسل . عودة لسياق الخبر لنفترض (لولا عناية الله) أن المعتل استطاع الدخول للمدرسة بالتأكيد لا حدود أو سقف لتوقع تبعات ما قد يتسبب به هذا المعتل (غير المسؤول عن تصرفاته) بل وغير المدرك لخطورة ما يقدم عليه وأقله بث الرعب والذعر بين الطالبات اليانعات وتداعيات ذلك على مداركهن الغضة هذا في أحسن الأحوال فهم ـ أي المعتلون ــ إن صح التعبير (قنابل موقوتة) ولا يقلون خطورة عن المنحرفين والمخربين بل هم أشد خطراً لعدم التكهن بتصرفاتهم أو التحكم بتحييد سلوكياتهم وفي الإطار أود التعريج على ما سبق أن تناولته في هذا الحيز عن المعتل الذي جر زوجته بسيارته ودهسها عدة مرات محولا جسدها إلى أشلاء إلى غير ذلك من الحوادث البشعة التي تقشعر لها الأبدان . . سلوانا بمعالي وزير الصحة النشط الذي أنيط به بقرار مجلس الوزراء مؤخرا بإنشاء وترؤس لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم وجملة من الإجراءات والتدابير التي تصب في ذات المنحى يقينا لن يُعدم من توسل ( مبضع ) الفكر المستنير و(مقص) الإخلاص والتفاني أن يُفعل القرارات بذات المهارة والاقتدار والتي تحتاج أول ما تحتاج لتأسيس بنيوي يقضى بتشييد مصحات نفسية وتأهيلية مجهزة بطواقم متخصصة و مدشنة بأسرة تستوعب تنويم أكبر عدد من المحتاجين لهذا النوع من التطبب والرعاية نتمنى في القريب العاجل بأن لا نرى هؤلاء المعتلين نفسيا والمختلين عقليا أمام المدارس أو يهيمون في الشوارع و يفترشون الأنفاق ونسمع بأنهم ينعمون برعاية صحية في أماكنهم الطبيعية . وقتذاك نطمئن أنهم في مأمن من إيذاء أنفسهم وتجنيب الآخرين خطورتهم وليس ذلك كل ما في الأمر رغم أهميته بل بمقتضى هذا المعطى بالإمكان الاستفادة من الكثير من هؤلاء بعد علاجهم وتأهيلهم كمواطنين أصحاء وأسوياء أسوة بأبناء مجتمعهم . إزاء ما تقدم نخلص بالقول إن أهميه وضرورة إيوائهم وعلاجهم مزدوجة الفائدة بوصفها لا تكمن في مجرد اتقاء مخاطرهم وإقصاء ضررهم بل في كسب مواطنين (جُدد) تم علاجهم وإعادة تأهيلهم للانضمام لأفراد المجتمع والالتحاق بركبه خصوصا إذا علمنا وهذا ثابت ومؤكد أن الكثير من الأمراض النفسية ( ولم اقل العقلية ) من اليسير احتواؤها ومعالجتها سيما في أطوارها الأولية كما علينا أن نتذكر أن تركهم أو التأخر في علاجهم يفاقم مرضهم ويصعد خطورتهم . . لا بل ويعسر شفاءهم وهذا أيضا ثابت ومؤكد
|