عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2009   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم الاثنين 2/5

عكاظ : الإثنين 02-05-1430هـ العدد : 2871
الخطاب التربوي الجديد
علي بن عيسى الشعبي
هل لدينا خطاب تربوي واحد يقوم على رؤية واحدة ومشتركة في ظل الظروف الحالكة التي تمر بها الأمة الإسلامية بشكل عام وتمر بها بلادنا على وجه الخصوص؟ الواضح وللأسف الشديد فإن الإجابة هي بكل تأكيد لا. فعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على العالم وبالتالي على بلادنا منذ أحداث 11 أيلول 2001م ومنذ الحديث عن المنهج الخفي وإلى الآن وعلى الرغم من فتح مجالات الحوار الوطني والحديث عن ما كان مسكوت عنه إلا أنه لازال لدينا ضبابية في خطابنا التربوي، ولهذا يتطلب من المجتمع وفي أسرع وقت أن يتفق على خطاب تربوي واحد يعكس رؤيتنا لمستقبل وطننا ويأخذ في الاعتبار ثوابتنا وهويتنا وكل معطيات العصر وتحولاته ومن لديه شك في حاجتنا لهذا الخطاب التربوي الجديد فليستمع للطرح الذي يتعاطاه شرائح مختلفة من المجتمع عندما يتطرقون لقضايا التربية والتعليم بل ولمستقبل بلادهم، إننا عندما نستمع إلى مسؤولين ومثقفين من خارج الوسط التربوي فإننا نجدهم يتحدثون بلغات مختلفة تعكس رؤاهم المتفاوتة، وعندما نستمع إلى مسؤولين من داخل الوسط التربوي فإننا نجد الوضع أكثر سوءً، خذ الهرم التعليمي من رأسه إلى قاعدته هل ترى من إجماع على رؤية واحدة لمستقبل العمل التربوي أو المشروع التعليمي. فإذا ما أخذنا المعلمين مثلاً، فإننا نرى العجب العجاب، رؤى وتوجهات ومنطلقات، بل وأيدلوجيات متقاطعة ومتعارضة ومتناقضة في كثير من الأحيان، وإذا وسعنا الدائرة ودخلنا إلى المجتمع من أوسع أبوابه شباب وشابات رجال ونساء فإننا سنجد أنفسنا أمام مجتمعات في مجتمع واحد وعوالم مختلفة لا عالم واحد.
ولكن قد يتساءل البعض وما دور التربية في مثل هذا كله؟ وهذا سؤال منطقي فالنظام التربوي التعليمي ليس بمعزل عن الأنظمة الاجتماعية الأخرى يؤثر ويتأثر بها سلباً وإيجاباً. أقول نعم هذا صحيح ولكن التربية والتعليم عملية مجتمعية مستمرة تهدف دائماً إلى إيجاد تحولات وتغيرات في جميع البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية لضمان تربية مستدامة، نعم تربية مستدامة لأن التربية والتعليم إما أن تسمو بالمجتمع إلى القمة أو أن تجرفه إلى الهاوية فالأهداف العليا للتربية تؤدي إلى السمو بالفرد من خلال إصلاح سلوكه وأفكاره وقيمه وتصرفاته، وما يدفع بالفرد إلى الحضيض وربما إلى السجن هو سلوكه وأفكاره وقيمه وتصرفاته إذا كانت منحرفة أو مريضة. إن التربية هي الوسيلة التي توصل المجتمع إلى تحقيق الأهداف العليا المنشودة وإذا لم يكن لدينا رؤية واحدة واضحة ومحددة يتمحور حولها خطابنا التربوي فإنا سنجد أنفسنا لا سمح الله نصل إلى غايات متعددة قد يكون بعضها وربما كلها غير مرغوب فيه. إن الخطاب التربوي يجعلنا قادرين على صياغة استراتيجية تربوية واحدة تسهم في إعادة هيكلة التعليم وإعادة صياغة أهدافه وتطوير مناهجه وأساليبه بما يتفق وظروف كل مرحلة ومتطلباتها. إن خطابنا التربوي الجديد يجب أن يضع في الاعتبار عدداً من المقومات والمنطلقات الأساسية التي تنبثق من عقيدة المجتمع ومن متطلبات المرحلة وظروف العصر الذي نعيشه، وسوف نتطرق باختصار لبعض هذه المقومات وقد يكون هناك غيرها وربما أهم أو أقل أهمية مما سنتطرق إليه:
أولاً: التركيز على العقيدة الإسلامية كمرجعية وحيدة يقوم عليها النظام التربوي التعليمي في بلادنا وقد يقول قائل إن هذا موجود وهو فعلياً موجود ولله الحمد ولكنني أقصد التأكيد على أن شخصية المتعلم سواء كان ذكراً أو أنثى لا تتشكل إلا وفق مبادئ الشريعة الإسلامية الصحيحة التي تجعله يدرك أننا لسنا لوحدنا في هذا العالم ولهذا لم يعد هناك إمكانية لعزل فكر أو توجه معين حيث تداخلت المفاهيم والقيم وبالتالي علينا تربية النشء على الوسطية كمعيار يقبل ويرفض كل ما يتعرض إليه من أفكار على أساس هذا المعيار. ولهذا علينا التركيز على مفهوم الاعتدال والتوسط التي أقرها الإسلام حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً...) الآية.
ثانياً: التركيز على اللغة العربية هوية هذه الأمة والوعاء لفكر وثقافة المجتمع وعلى الخطاب التربوي وتحديد كيفية الاهتمام باللغة العربية، وتوظيف التقنية الحديثة لتطوير تعليم اللغة الأم، وأيضاً تحديد علاقتها باللغات الأجنبية الأخرى التي أصبح تعلمها ضرورة من ضرورات العصر.
ثالثاً: المحافظة على الوحدة الوطنية من خلال التأكيد على أننا أمة سعودية عربية إسلامية لا تتكون هويتنا السعودية إلا في إطارها العربي ولا تكون هويتنا العربية إلا في إطارها الإسلامي، إن وحدتنا الوطنية صنعها الأجداد وارتضاها الآباء وعلينا المحافظة عليها، والمحافظة عليها تتطلب أن نعمل على وضعها دائماً في الإطار المناسب لبقائها حسب ظروف كل مرحلة وعصر. إن الوحدة الوطنية ليست شعاراً، إنما هي مصير مشترك للجميع لا يحق لفئة أو جماعة أو حتى نخبة أن تتصرف فيه بما تراه هي، ولكن بما يجمع عليه المجتمع وبكل فئاته وشرائحه، وعلى الخطاب التربوي الجديد التأكيد على هذه المسألة وتنشئة الجيل على إدراك مضامين الوحدة وتحمل مسؤولياتهم في المحافظة عليها.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس